canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربموضوعات رئيسية

معنى اقالة سعد الحريري لتيار المستقبل من العمل السياسي؟/د. محمد حيدر

ثمة فرق شاسع بين اجبار محمد بن سلمان الرئيس سعد الحريري على تقديم استقالته في الرياض, واقالة سعد الحريري ل الحريرية السياسة باكملها في لبنان. وكأن سعد الحريري يقول ما لم يستطيع ان يقوله يوم احتجازه في فندق اقل من ثلاث درجات انزل فيه في الرياض. وفي موقف غير عادي اعلن سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق, في مؤتمر صحفي عن تعليق عمله وعمل تياره من الحياة السياسية في لبنان الى اجل غير مسمى. وعلى غير عادته الاستعراضية بل بغصة واضحة ودموع لم تنهمر,  وخطاب لم يتعدى ال 9 دقائق ازدحمت فيه المقولات والتصورات التي لم تخلو من المبالغات, والاستنتاجات والقرارات التي تشابكت فيها العناوين المقصوده وغير المقصودة, ليعلن بعدها الرئيس الحريري هذا الموقف في هذا الوقت الحرج من الحياة السياسية والمصيريه من تاريخ لبنان.

فلبنان اليوم لم يشهد تزاحم الازمات وتراكمها عليه بهذا الشكل من قبل. فالازمة السياسية المستعصية وازمة كورونا التي لم ترحم لبنان وشعبه, وازمة المصارف ونهب ودائع اللبنانيين, والحصار الاقتصادي وانهيار الليرة غير المبرر والحصار المعنوي لكثير من القيادات السياسية في لبنان على مستويات عربية ودولية كلها ازمات لم تكن ضمن دائرة الحلول التي يمكن لتيار المستقبل او غيره من ايجاد حلول لها. بل يعد البعض ان التيار كان شريكا في صنع هذه الازمات.

وتطرح هذه الاستقالة في هذا الظرف العصيب عدد من الاسئلة انطلاقا من عدد من السيناريوهات التي لا يمكن للمواطن اللبناني ان يتغافل عنها.

وهنا مجموعة من الاسئلة والسيناريوهات التي تفترض ان لهذه الاستقالة دورا فيها.

والسؤال المهم بين هذه الاسئلة, هل يمكن لتيار سياسي كبير على مستوى تيار المستقبل الذي شكل مكونا مهما على المستوى السياسي اللبناني بغض النظرعن مكوناته ان يتخلى عن دوره السياسي في هذه مرحلة عاصفة حرجة يمر بها لبنان؟

وهل الاتجاه الذي سلكه تيار المستقبل لم يكن في مقدورة على المدى البعيد ان يحمل مواصفات الاستمرار في الحياة السياسية بحيث لم يستطع ان يقدم لجمهوره ولبنان كافة اداء سياسيا حقيقيا مما دفعه للاحساس بالفشل السياسي والاحباط على المستوى اللبناني والعربي والاقليمي والدولي ولذلك وصل الى هذه النتيجة من اقالة نفسه طوعا؟

بل تطرح هذه الاستقالة من الوطن ومن المسؤولية الوطنية اسئلة اكبر من استقالة تيار سياسي او سيناريوهات قد يكون منها استقالة نهج سياسي دأب على محاولات عدة لاعادة تشكيل لبنان بشكل مغاير لطبيعة مكوناته السياسية وبالتالي لم يستطع ان يحقق ما رسم له وبالتالي اصبحت مكونات هذا النهج تعيش حالة تخبط لعدم قدرة هذا النهج السياسي تحقيق اي نتائج ملموسة يمكن ان تشكل له رافعة سياسية؟

والسيناريو الاخر يمكن ان يكون في نفس سياق السيناريو الاول وهو استمرار النهج الذي رضي تيار المستقبل ان يكون فيه لتلك الفترة الزمنية لكن فرض عليه ان يتنحى هو وتياره مرحليا ليحصد هذا النهج نتائج افضل من دونه؟

والسيناريو الثالث وقد يكون على النقيض من الاول والثاني وهو, هل انتفض سعد الحريري اليوم على واقع الحال الذي وصل اليه واليوم هو متمرد على هذا النهج وهذه الاستقالة من العمل السياسي هي مختبر هذا التصور؟

لكن يجب الاعتراف مقدما ان اي جواب على هذه الاسئلة والافتراضات التي تطرحها هذه السيناريوهات ليست الا نظرة اولية لما يمكن ان نخرج منه من خلال قراءة استقالة او اقالة سعد الحريري للحريرية السياسية في هذه المرحلة الحرجة وقد يكون طلب منها ذلك او هي اخذت هذا القرار لكن مما لا شك فيه ان لهذه الاستقالة ولهذا القرار تداعياته الكبيرة على الساحتين اللبنانية والعربية بل والدولية ايضا في ظل ما يمر به لبنان في هذه المرحلة؟

لكن يبقى السؤال الاهم من ذلك كله هو, هل ادرك سعد الحريري انه قد ان الاوان لينتفض على مسلسل الاهانات التي وجهتها له السعوديه خلال السنوات الماضية ليقول لهم ان ما قمتم به من تهميش لدور الطائفة السنية وقياداتها ورجالاتها هو خطء استراتيجي وما كان الا ليدل على عدم فهم لدور لبنان بشكل عام ودور الطائفة السنية في هذا المكون وبالتالي جاء الوقت الذي يجب ان ترفعوا فيه ايديكم عن قياداتها وتهميشكم لها واعتبار هذه القيادات مجرد احجار في لعبة الشطرنج لا تجيدون لعبها لجهلكم في قواعدها؟

لنلق نظرة على محتوى ما افاض به سعد الحريري في مؤتمره الصحفي وكانت هي الدافع لما وصل اليه كما يرويها نفسه وهي باختصار ما يلي:

منعت الحرب الاهلية وحافظت على السلم الاهلي

 احتويت تداعيات 7 ايار ونتائج اتفاق الدوحة والذهاب الى دمشق.

 وانتخاب عون رئيسا للجمهورية ومن ثم قانون الانتخابات.

ثم اضاف الرئيس الحريري انه كان يهدف لمنع الحرب الاهلية وتخطي العقبات للوصول الى حياة افضل للبنانيين.  ثم اردف قائلا انه اول من استجاب لثورة تشرين الا ان انفجار المرفاء وعدم القدرة على تشكيل حكومة تكنوقراطية وعدم وجود اي فرصة ايجابية مع حزب الله في ظل النفوذ الايراني. كما وتطراء الرئيس الحريري الى مشكلة الطائفية واهتراء الدولة اضافة الى التخبط الدولي.

هذا على المستوى العام الذي تحمله الرجل الذي بداء حزينا او مكسور الخاطر وفوق ذلك ما صرح به علنا انه تحمل خسارة شخصية على المستوى المالي والصداقات العربية واللبنانية لتطال العائلية منها ايضا. وكانت كل هذه التسويات على حسابي الشخصي. ثم قال ان التاريخ سيحكم في هذا الامر.

 فعلا ان التاريخ سيحكم وسوف يحكم اصحاب الضمير ضمائرهم ولن يظلموك ابدا وهذه كلمة حق يجب ان تقال ان التاريخ يجب ان لا يظلمك ويعطيك حقك كما اديت عملك.

ان النظرة الشاملة لمحتوى خطاب الحريري يحمل اوجه كثيرة رغم اختلاط الكثير من المفاهيم والمواقف والمحطات التاريخية الذي شملها كلامه لكن اقل ما يقال فيها ان في هذا الخطاب الكثير من المخفيات والامور الذي كان ولا يزال الرئيس الحريري اما عاجزا عن الكلام عنها او انه وجد ضالته في حزب الله ليضع اللوم عليه كمان كان يفعل كل مرة رغم انه لم يذكر هذه المرة الاحتلال الايراني الذي لا يراه الا فريقه وفريق السفارات رغم وجود كل الجيوش البريطانية والفرنسية والاميركية علنا على ارضنا وعدم وجود اي عسكري ايراني على الارض اللبنانية.

فالخطاب من حيث النسق العام كان يتصف بصفة التبرير الدائم والقاء اللوم على ما هو خارج ارادة التيار سياسيا وان صح التعبير هو القول ما فشل في انجازه التيار او عدم قدرته على تغييرة خلال السنوات الماضية رغم الكثير من التفاهمات التي تمت معه وكان بعضها حادا في مواجهة خصومه او من ساهم في وصوله الى سدة رئاسة الحكومة.

فكيف يتهم احد اكبر رؤسا التيارات السياسية في لبنان توافقه مع كثير من خصومه في كثير من المراحل وينفي مسؤوليته عن الدور الذي قام به سواء من وجوده في تيار المستقبل او ضمن تحالفه الشهير 14 اذار الذي تم القضاء عليه او قضى على نفسه بعد فشل ادواره السياسية التي لم تكن الا لتكمل المشهد السياسي مع بقية الاحزاب السياسية لحد ما.

وكيف لتيار يمكن ان يوصف بانه احد اهم صانعي المرحلة السياسية السابقة ويقف عند كل هذه النقاط ليوجه الاتهام الى تياره قبل غيره بان هذه القضايا كان سببا في اقالة نفسه وتياره من العمل السياسي؟

ليس من الاعراف السياسية مطلقا ان شارك فريق سياسي في صياغة مرحلة من مراحل المسيرة السياسية لاي دولة في العالم ان يقف هذا الفريق ليعلن عن عدم رضاه عن مرحلة صاغها الا ان كانت في موقف مراجعة هذه المواقف والاعتراف بانها كانت فاشلة او لم تستطع ان تحقق اهدافها ولذا يمكن القبول بان النتائج لم تكن على مستوى الاداء لعمل هذا الفريق. وليس مقبولا ايضا في المعترك السياسي ان يقف ما يمكن ان يوصف بانه الواجهة السياسية لطائفة او لفريق سياسي لبناني ان يترجل ومن دون سابق انذار ليقدم استقالته من المسؤولية بل والتنصل منها ومن ادائه. بل يمكن ان يصل الى حد الادانة ان كان هذا الموقف هو نتيجة لمراجعات قام بها الرئيس الحريري وشخصياته السياسية الامر الذي يمكن ان يجره يوما الى محاكمته سياسيا من قبل جمهوره وتياره وهذا ما نراه اليوم في شوارع بيروت من نزول لمناصري التيار ورفضهم لهذا الموقف. وسناتي على موقف جمهور تيار المستقبل لاحقا.

اذن لا يمكن ان يعتبر هذا الخطاب هو خطابا يليق بالشعب اللبناني اولا ولا بجمهور 14 اذار ان بقي منهم من سمع او شاهد هذا الخطاب. كما ولا يليق بتيار سياسي وصف بالحريرية السياسية ليصل الى مرحلة الجنفيص الحريري بهذه المواقف.

لذلك يجب ان تحمل مواقف رئيس تيار المستقبل على محامل اخرى من خلال الاسئلة والسيناريوهات التي افترضناها اعلاه. اضافة الى ان موقفه هذا جعله في وضع اصعب من وضعه من قبل علما ان تراجع شخصية سياسية على المستوى اللبناني وعودتها للعمل السياسي لا يعطيها هذا البعد البطولي او العروبي والدولي كما فعل من قبل عبد الناصر بعد هزيمة 67.

اي السناريوهات هي الافضل في فهم ما وصل اليه رئيس تيار المستقبل من بين السناريوهات الثلاث التي ذكرنا وهنا سنستعرضها لنعرف قيمة كل سيناريو منها ومقدار ارتباطه بهذه الاستقالة.

السيناريو الاول:

 بعد ان مر لبنان منذ اتفاق الطائف الى يومنا هذا بعدد من المراحل الحرجة كان اهمها اغتيال الرئيس الحريري وخروج القوات السورية من لبنان تدريجيا الى المحكمة الدولية ثم محاولة اسرائيل ضرب المقاومة اغلق الباب في لبنان على ما يمكن ان يسمى بنحر المقاومة او ما قامت به جهات محلية وعربية ودولية من محاولات لنزع سلاح المقاومة لتصبح ركيزة اساسية ليس في السياسة اللبنانية بل لتصل الى عمق العمل العربي. وكان تيار المستقبل وكثير من حلفائه من هؤلاء الذين ايقنوا ان انتصار المقاومة يعني تقهقر لكل مشاريعهم في المنقطة حتى بعد ما سمي بالربيع العربي الذي لم يزهر الا في سفارات الغرب وقضى على كثير من الشباب العربي والاسلامي في حروب داخلية حاولوا من خلالها ايضا ضرب المقاومة وضرب القضية الفلسطينية بشكل اساسي. في مهب هذه الرياح لم يكن لا لتيار المستقبل ولا حلفاؤه الا الوقوف ضد حلف المقاومة والتراجع في كثير من القضايا اما على مستوى لبنان او الغياب عن القضايا العربية. وكان تيار المستقبل من اهم اركان هذا الحلف ضد المقاومة وتخلى عن ادنى دور يمكن ان يلعبه بل وحتى طمر راسه في رمال الصحراء السعوديه لضرب كل الدول التي وقفت مع المقاومة. وعلى المستوى اللبناني رغم وجوده السياسي وتعاطيه في كثير من المحطات بعقلانية وواقعية الا ان بعض القوى العربية حاصرت هذه المواقف وحاولت اكثر من مرة احراج الرئيس الحريري في مواقفه ومواقف تياره بل ودفعه الى حلبة المصارعة نيابة عنها لتجر كل جولات المصارعه السياسية هذه نتائج مخيبة للامال لدرجة الغضب منه. بل وصلت الامور الى اكثر من ذلك بان دفعت السعودية الى دعوته لزياراتها والكل يعرف ماذا حدث للرئيس الحريري خلال فترة احتجازه في الرياض.

لعل كل نتائج هذه الفترة التي لم تحقق لكثير من القوى في لبنان والمنطقة بل على المستوى الدولي اي نتائج ملموسة لتقليم اظافر المقاومة وضربها احيانا دفع بهذه القوى الى فقدان البوصلة بل لاعلان غير معلن لمحاولاتها تدجين المقاومة ونزع سلاحها. وهذا بطبيعة الحال يجعل من دور تيار المستقبل وحلفائه في لبنان ذات قيمة غير معتبرة على مستوى الاداء. الم تعترف الولايات المتحدة الاميركية بانها انفقت مليارات الدولارات في محاولاتها تهشيم صورة المقاومة ولم تفلح. الم تكن هذه التيارات السياسية وتحديدا 14 اذار هي راس الحربة في هذه الحرب المعلنة وغير المعلنة؟ اذن انتهي دور هذه الاحزاب ما دفع بهذه القوى الى اختراع قوى جديده او الاستعانة بثورة خريفية بدل الثورة الربيعية كما هو متعارف عليه. وهنا ادرك سعد الحريري وتياره وحلفاؤه ان المشغل الاساسي لتوجهاتهم في لبنان بات غاضبا عليهم ولذا ابرز هذه القوى ليقول لهم اني استبدلكم بما هو افضل منكم حسب معتقده. لذلك كما ذكر الرئيس الحريري انه من اول من التحق بالخريف اللبناني الجديد بل ويتزاحم مع حلفاؤه في 14 اذار على هذا الدور. لم يكن جعجع من عمل سرا وجهرا على النزل مع اصحاب الخريف اللبناني. وفعل غيره الكثير ممن ادرك ان دورهم اصبح مهمشا من قبل سفراء البطش.

اما السيناريو الثاني فيفترض امرا يبيت للمقاومة ول لبنان وقد يكون الرئيس الحريري اتفق عليه مسبقا مع دولة الامارات ليثبت لمن احتجزه انه لا زال مخلصا للبيت السعودي. نعم ولعل هذا احد الاحتمالات التي تقول ما يلي: يعلن تيار المستقبل انسحابه المؤقت من الساحة السياسية ليحقق عددا من المكاسب السياسية وغيرها. اولا خروج تيار المستقبل سيزيد من حدة التوتر على الساحة السياسية لكن سيفتح المجال لكثير من التيارات الصغيرة ممن يعتبرون انفسهم فاعلون في ثورة الخريف اللبناني وبذلك يمكن فتح المجال لتحول سياسي مهم على مستوى الانتخابات وعدد النواب ومنها خسارة 19 مقعدا سنيا وغيرها من المقاعد التي يدعمها تيار المستقبل في كثير من المناطق اللبنانية لتتحول السلطة التنفيذية الى معادلة اخرى يستطيع من خلالها البرلمان اللبناني وضع يده على سلاح حزب الله من خلال سن قانون جديد في البرلمان يمكنه من استجداء الدعم الدولي ضد الحزب بل وحرب ضده بحجة ان الشعب اللبناني يرفض هذا السلاح. ولذلك فان مهمة سعد الحريري الان وكمان اعلن عنها في مؤتمره هو التنحي المرحلي عن العمل السياسي بما معناه ترك الساحة لغيره ليقوم بالمهمة التي لم يستطع ان يحققها. وبعد انتهاء هذه المهمة يعود التيار مجددا الى ساحة العمل السياسي دون ان يكون له منازع.

نعم هذا السيناريو قائم واستطاعت الولايات المتحدة الاميركية تنفيذه في عدد من الدول من قبل وحققته ايضا في لبنان من قبل بعد اغتيال الرئيس الحريري رحمة الله عليه. نعم هذا التصور قائم ومقوماته معقولة جدا على ضوء الواقع اللبناني والتازم العربي واستمرار حروب لم تحسمها الرياض والامارات وتنامي قدرات المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال. ما يعني انها دول محاصرة بفعل قدرات حلف المقاومة. وبالتالي يجب العمل على تفتيت قدرات هذا الحلف بشتى الطرق.

السيناريو الثالث وقد يكون محيرا فعلا لكنه اكثر واقعية وقد يحظى بدرجة عالية من الاعتبار. وان صح هذا السيناريو خاصة بعد خطاب الرئيس المكسور الخاطر, فاعتقد ان الرئيس الحريري بعيدا عن تياره السياسي اصبح في مرحلة نضوج سياسي مختلف ومعتبر وذات اهمية عاليه في صياغة مستقبله ومستقبل تياره السياسي.

يقول هذا السيناريو ان الرئيس الحريري قد وصل به الكيل الى الرد بالكيل على من ساهم في سحقه وتدميره سياسيا. نعم الرئيس الحريري بعد ان تعمدت المملكة العربية السعوديه الى كسر اعتباره اللبناني وكسر هيبته على المستوى السياسي التي لم تحترمه مطلقا كونه رئيس حكومة لبنانية وزعيما وابن زعيم لطائفة كريمة في لبنان بل لم تحترمه على مستوى انه مواطن سعودي او مجنس سعودي.

ولنفصل بعض عرجنا عليه اعلاه. ارادت المملكة ان يكون سعد الحريري خادما لها في لبنان على مستوى رئاسة الوزارة وعلى مستوى زعامة الطائفة السنية اضافة الى كونه زعيما لتيار سياسي اوسع من الطائفة التي يمثل اي زعيما لتحالف 14 أذار. لقد كانت املاءات السعوديه في مرحلة ما قبل تولي سلمان ملكا للسعوديه مختلفة عن املاأتها بعد ان تولى الامر محمد بن سلمان. في المرحلة السابقة كان الملك فهد والملك عبد الله يعرفان قدرة وحدود تدخلهم في السياسية اللبنانية ولذلك كان هامش التعاطي مع من يمثلهم سواء الرئيس رفيق الحريري وبعد ذلك سعد الحريري في دائرة القدرة على تنفيذ هذه السياسات التي لم تكن تضر الرئيس الحريري ومتطلبت السعوديه في ان معا. الا ان الامر اختلف كليا بعد ان تولى سلمان العرش واستلم محمد بن سلمان الملف اللبناني من والده. وهنا كانت الطامة الكبرى لسعد الحريري حيث اصبح مبتلى بسياسة محمد بن سلمان الذي يعرف جيدا انه من المستحيل الشروع فيها او الدخول فيها بهذا الشكل في المجتمع اللبناني وحاول اكثر من مرة ان يظهر هذا الامر الا ان محمد بن سلمان لم يكن ليعلم ان هذا امرا غير معقول في مسلمات لبنانية. بل اعتقد انه ان مارس الضغوط على سعد الحريري في مقدورة ان تستسلم الارادة السياسية اللبنانية بكاملها لرغباته وهذا ما جعل سعد الحريري كما يقول اللبنانييون في بوز المدفع.

لم يستطع سعد الحريري ولا حلفه الجنبلاطي الجعجعي وبقية ملحقاتهم من ان يحققوا شيئا للاميركيين والسعوديين رغم كل ما دفعوه من اموال. وهنا مارست السعوديه مزيد م الضغوط على سعد الحريري وهددته مرارا وتخلت عن دوره بعض الاحيان لتعوم بعض القيادات السياسية السنية ومعها قيادات مسيحية كانت في الاصل على تناقض بعيد في الدور السياسي في المنظومة اللبنانية. الا ان محاولات السعوديه لترتيب سياق سياسي جديد في لبنان مبنى على تحالف سني درزي مسيحي ماروني كان ابعد من الواقع السياسي بنفسه. فتاريخيا لم يكن الدروز سياسيا على ادني تفاهم مع حزب الكتائب وحزب الاحرار والقوات اللبنانية فيما بعد. بل كانوا على النقيض السياسي في لبنان ودور السنة المعروف بالقومية والوطنية والمقاومة يشهد لهم في هذا الاطار. وبالتالي اصبح كثير من القوى السياسية التقليديه على تحالف غير عقائدي بل تناقضي ما جعل الساحة تعيش حالة من الارباك على المستوى الشعبي مقابل اصرار قياداتها على هذا النوع من التحالف الذي شكلته السعوديه في لبنان.

ان التشظي الذي وصلت اليه الطائفة السنية وقيادتها بفعل ما قامت به السعوديه من احلاف دفعت بكثير من قيادات في الطائفة السنية ان لا تخفي موقفها من هذه الاحلاف ومعارضتها. الا ان الامور وصلت الى ابعد من ذلك عندما احتجز الرئيس الحريري في الرياض وفضيحة استقالته من هناك. نعم كانت هذه بمثابة القشة التي فعلا قسمت ظهر الطائفة السنية على المستوى وحدتها السياسية التي اسيء اليها واهينت على يد من كانت تعتبره شريكا لها في التوجهات والانسجام في لبنان وعلى مستوى رعايتها في المنطقة. لقد تركت هذه الحادثة اثرا سلبيا جدا على الشارع السني وكان عليه ان يبلع لسانه لحد خروج سعد الحريري من مقر احتجازه بالرياض. الا ان بعض القيادات السنية لم يقدر ان يسكت وعبر عن قوله جهارا. وصرح الوزير المشنوق علنا بان ليس في مقدور السعوديه ان تتعامل مع لبنان على اساس انها امارة تابعة له وما قامت به من احتجاز للرئيس الحريري امر غير مسبوق ومرفوض. الى هذا الحد من مستوى التعاطي مع الرئيس الحريري بلغ الامر. بل ان تفاصيل ما جرى له في السعوديه كان امرا لا يمكن ان يقبله عاقل في الدنيا وكل اللبنانيون وغيرهم يعلم ما حل به هناك. بل تجاوز محمد بن سلمان الامر الى اشد من ذلك الى تجاهل تام للرئيس سعد الحريري وتهديده ايضا بسحب امواله وبقى متحتجزا لعائلته كضمانة لعدم فضحهم فيما فعلوه به. وتحمل الرئيس الحريري مرارة اهانته ولم تستطيع قيادات الطائفة السنية ان تفصح عن موقفها المذل خوفا من ان يضعف نفوذها على المستوى الوطني بعد ما قامت به السعوديه ضد رمز من رموزها.

نعم هذا هو السيناريو الذي يمكن ان يكون اكثر واقعية ايضا على ضوء كل ما تلقاه الرئيس سعد الحريري من السعوديه بانه اليوم يرد الصاع صاعين لها. ويقول لها عبر قياداته وبكل جداره وان لم يصرح به علنا ان دور سعد الحريري وتيار المستقبل اصبح الان هامشيا. تفضلوا ايها السادة وقولي لي من سترشحون بعدي وبعد تياري بعد ان جردتمونا من كرامتنا وهيبتنا وزعامتنا في وطننا؟ نعم هذا هو الموقف الذي لم يستطيع لحد الان الرئيس الحريري وتياره مصارحة اللبنانيين من خلاله واسره في عدد من لقائته مع بعض السياسيين اللبنانيين الذين يتفهمون موقفه.

هذه هي الحقيقة التي فهمها الشارع السني يوم امس ويوم اول امس وصرخ بها علنا في الشارع وقبله في بيت المستقبل لتصل الشتائم للمملكة في عقر دار بيت المستقبل. وسمع اللبنانييون شتائم محمد بن سلمان في بيت المستقبل من قبل المناصرين هناك. بل وصلت ادانة مناصري تيار المستقبل ليلة البارحة بان يوجهو اللوم الى السعوديه والى سمير جعجع الذي حملوه مسؤولية ما وصلت اليه الطائفة السنية التي كان فعلا له دور فاعل في تحريض ولي عهد السعوديه لاحتجاز سعد الحريري وتاديبه على حد قولهم.

والاهم من ذلك كله ولكي ينصف التاريخ الرئيس الحريري ما لم يقله رئيس تيار المستقبل في مؤتمره الصحفي ما يجعل له هذا الموقف البارز ذات اهمية على مستوى تاريخ الزعامات على اقل حد. لماذا لم يكن الرئيس الحريري صريحا بالقدر الكافي او لما خانته الشجاعه ان يضع الامور في نصابها.  الم يكن هذا هو قصده من كل هذا الانسحاب السياسي ليقوله بطريقة مختلفة عن الواقع.  كل الاعذار الذي قدمها الرئس الحريري قد يتذربع بها قائل ,خصوصا ان كانت من المواقف السياسية لكن ان كان لها علاقة بخسارة ماليه او شخصية او عائلية او ما شابه ذلك ليس من الصحيح ان تنسب هذه الخسارة الى من ليس لهم علاقة به او بخصوص هذه المسائل. لذلك يجب ان يطرح السوال مجددا على الرئيس الحريري ولما يحمل مسؤولية خسارته هذه لمن ليس لهم علاقه بها اصلا؟

هل فعلا ترنحت قدرات محور الصف العربي المتصهين امام قدرات المقاومة التي تحملت الكثير من المعاناة من هذا الفريق ليعلن استقالته من هذا الدور؟ هل فعلا وصلت المرحلة بان يقف احد ابرز رموز التيار اليميني الممثل لاميركا والسعوديه والامارات والحلف المتصيهن ليقول نحن فشلنا في مواجهة حلف المقاومة ولذا مشروعكم فاشل وها انا اعلن استقالة تيار باكمله؟ اليس غريبا هذا الموقف ام انه الحقيقة؟ ساترك هذا للقارى ليكون لي سوال اخير.

هذا السؤال يجب ان يتم التوجه به لسعد الحريري لكي يكون التاريخ منصفا معه وهو من سبب لك هذا كله؟

ما لم يقله الرئيس الحريري لحد اليوم وهو في عهدته وعهدت قياداته ليكون صادقا مع جمهوره ومحبيه يجب ان يقوله بصراحه متناهية حتى يعيد الاعتبار لشخصه  ولتاريخه وتاريخ عائلته وتاريخ والده وللطائفة السنية ولقياداتها التي تمت اهانتهم على يد الرياض وتحديدا على يد محمد بن سلمان.

لم يقل الرئيس الحريري من كان سببا في ضعفه السياسي. لم يقل الرئيس الحريري من فرض عليه شروط قبل وبعد تعيينة رئيسا للوزراء ليكون منفذا لاوامر محمد بن سلمان والاميركيين بوجه خاص. لم يقل سعد الحريري من احتجزه واهانه في قصور الرياض. ولم يكن محتجزا في قصر بل في مكان اقل من زنزانة وجيء به الى الفندق للمقابلة المشهورة.

لم يقل سعد الحريري بصدق لجمهورة ما حصل معه في الرياض وكيف عاملوه ومن تعامل معه بالضرب والاهانة.

لم يقل سعد الحريري لما عائلته لا زالت محتجزه في الرياضظ, ولا يستطيع ان يزورها؟  بل يذهب لدولة الامارات بضمانة محمد بن زايد لرجوعهم للرياض بعد مشاهدته لهم هناك.

لم يقل سعد الحريري من ساهم في خروجه من سجون الرياض؟ ولم يقل سعد الحريري ما كان دور حزب الله وباسيل والرئيس عون في اخرجه بالطلب من الفرنسيين للتدخل واخراجه.

لم يقل سعد الحريري ما كان دور مصر من وساطة في تخليصه من انياب محمد بن سلمان.

لم يقل سعد الحريري من سيطر على ثروته وافلس شركاته وفرض عليه دفع المليارات التي كانت في حساباته.

لم يقل سعد الحريري من استلم اموال السعوديه في لبنان وعلى ما انفقت.

لم يقل سعد الحريري من كان سببا في خلافه السياسي مع كثير من اصدقاء في قيادات خارج وداخل تيار المستقبل او من اعطي الامر لاخراجهم ؟

لم يقل سعد الحريري من كان سبب الخلاف بينه وبين اخوته او ما اشار اليه بخسارة بعض من افراد عائلته.

لم يقل سعد الحريري الكثير من الاسئلة التي ستبقى مربعات سوداء او رمادية لحين يجاوب عنه هو وتيار المستقبل وقيادته حتى يعود لهذه الطائفة دورها الريادي في لبنان كما كانت عليه من قبل.

لم يقل سعد الحريري ان اقالة تياره السياسي وشخصه من الحياة السياسية اللبنانية انها كانت فعلا هي للرد على تصرفات محمد بن سلمان وليست على ايران كما يشاع, وان حربهم هذه خاسرة في لبنان.

ان استطاع الرئس الحريري الاجابه عن هذه الاسئلة فعلا يصبح بطلا لبنانيا ورجلا لمرحلة مقبلة وزعيما لطائفة كريمة تستحق كل الاحترام والتقدير. هل يستطيع ؟ ام ان كلامه الذي استوحاه من والده يوحي لنا بانه فعلا هو مهدد في حياته وهناك من اوصل الرسالة له فاحب ان يعطينا الاشاره بان حياته فعلا مهدده بالخطر؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى