كيف حاولت مارغريت تاتشر تغيير خطاب عرفات بالأمم المتحدة.. وكيف جرى اصطياده في فخ أوسلو.. وكيف المخرج؟
31 يناير 2022، 01:00 صباحًا
بسام أبو شريف
عندما أطلقت مبادرة السلام الفلسطينية في ديسمبر من العام88 وامام الجمعية العامة التي التامت في جينيف لان الولايات المتحدة رفضت اعطاء ياسر عرفات تاشيرة دخول للولايات المتحدة فقد اضطرت الامم المتحدة ان تنقل هيئتها العمومية باكملها الى جنيف لتستمع للرئيس عرفات يطلق المبادرة لان الولايات المتحدة التي كانت تعلم فحوى المبادرة قررت عدم اعطاءه فيزا .
ولقد كتبت في تلك الايام مقالا نشر في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان اعطوا السلام تاشيرة .
Give peace VISA
في ذلك الوقت قلت للرئيس ياسر عرفات الذي كان يؤمن تماما بما اقول ان مبادرة السلام هذه يجب اعتبارها انبوب اختبار لانها ستكشف الموقف الحقيقي لاسرائيل من السلام اولا ومن الانسحاب من الاراضي المحتلة تنفيذا لقرار الامم المتحدة 242 من ناحية اخرى .
وبالفعل كان اهتمام العالم كبيرا بتلك المبادرة وعلى سبيل المثال طلبت رئيسة وزراء انجلترا في ذلك الوقت مارجريت تاتشر ان تطَلع على خطاب الرئيس ياسر عرفات الذي كان سيلقيه امام الجمعية العامة للامم المتحدة قبل ان يلقيه لتبدي ملاحظاتها عليه ، وبالفعل ارسلت نسخة لمارجريت تاتشر من خلال الكاتب الكبير الذي كان دائما يصيغ لها خطاباتها ويكتب لها مقالاتها (جفري ارتشر) واذكر تماما ان التعليق الوحيد لرئيسة وزراء بريطانيا كان مبكر الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة هذا تعبير مارجريت تاتشروهو تعبير دبلوماسي وكانها تريد ان تقول ان الاسرائيليين لن يقبلوا اطلاقا بقيام دولة فلسطينية مستقلة وهي تعلم ان اسرائيل والصهاينة والغرب اجمالا يؤمنوا ان قيام دولة فلسطينية على الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 67 وان تكون تلك الدولة كاملة السيادة يعني تماما بدء حفر قبر اسرائيل او دق المسامير الاولى في نعش دولة الصهاينة ز
وتاكد من خلال ممارسات الوفد والوفود الاسرائيلية في مؤتمر مدريد ان المطمطة والاطالة واللف والدوران كانت السياسة التي اتبعتها حكومة شامير من اجلتحرر من قوانين الشرعية الدولية التي اقيم وعقد مؤتمر مدريد على اساسها وهي قرار242 و338 ، وكانت تشرف على ذلك المؤتمر الولايات المتحدة وروسيا بشكل متساو وحضر المؤتمر كل الدول الاوروبية التي شكلت لاحقا لجنة رباعية والدول العربية من خلال جامعة الدول العربية ودول مثلتها وفود مستقلة .
وامام الحاحي ومتابعتي للوفد الفلسطيني قررت الصهيونية ان تلجأ الى تكتيك آخر يسرع في انهيار منظمة التحرير الفلسطينية ويسرع في ابتلاع اسرائيل للاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 67وتريد ان تفرض سيادتها كاملة عليها لضمها لاسرائيل واعلان اسرائيل الموسعة التي تضم الاراضي التي احتلتها عام 67 من فلسطين وبذلك تكون قد فرضت سيطرتها وسيادتها على كامل فلسطين التاريخية .
وعندما جاءت تلك التكتيكات بعرض مفاوضات اوسلو السرية وقامت الدوائر الصهيونية والغربية بالمستحيل لاقناع ياسرعرفات بان هذه المفاوضات السرية هي التي ستؤدي لقيام دولة فلسطينية ولعب كل العابثين على لحن الدولة الفلسطينية التي كانت تشكل نقطة ضعف واضحة لدى الرئيس ياسر عرفات .
لقد كان الرئيس عرفات يحلم بان يكون اول فلسطيني اقام دولة مستقلة لشعبه ولو على جزء من تراب فلسطين التاريخية .
ولعبوا على هذا الوتر الحساس وراحوا يهمسون باذنه بانه سوف ينال دولة مستقلة مع بعض التعديلاات على الااراضي التي احتلت عام 67 وهكذا جرُ الى كمين اوسلو الذي لم ترد منه الحركة الصهيونية سوى جر منظمة التحرير الفلسطينية لتكون هي الطرف الذي يقوم بالنيابة عنها في اخضاع الشعب الفلسطيني وحراسة اسرائيل وضمان امنها وفتح اسواقها مدى التاريخ للبضائع الصهيونية واستعباد شعبها كعمال مدى التاريخ ، وحتى لو تحولت منظمة التحرير من خلال اتفاق اوسلو الذي بقي طي الكتمان عن المنظمات الفلسطينية وعن الفلسطينيين ذوي الراي الثاقب من المستقلين وغيرهم ومنع المسئولون الفلسطينيون المعارضون لذهاب منظمة التحرير الى كمين اوسلو منعوا من الاطلال على اي مجرى من مجريات تلك المفاوضات او اي معلومة من معلومات تلك المفاوضات السرية .
لقد جندت الادارة الامريكية كل من تظن انه يخضع لاملاءاتها في الوقت الضروري جندتهم من اجل اقناع ياسر عرفات بانه سينال دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مع بعض التعديلات ان هو توجه الى اوسلو .
ومن السذاجة بمكان ان يظن الناس ام ما جاء حينها خبر اعلان من حول معرفة الادارة الامريكية ما يدور من مفاوضات في اوسلو صحيح ، لفد كانت الادارة الامريكية على علم بكل التفاصيل وعلما بالمخطط الصهيوني الذي دار منذ تلك الايام حتى يومنا هذا لياتي بينت ليكشف كل الاوراق دون وجل بانه لا يؤمن باوسلو ولن يسمح بقيام دولة فلسطينية ولن يتفاوض سياسيا مع الفلسطينيين اي انه لا يريد من السلطة الفلسطينية سوى ان تقوم بدور الحماية بالتنسيق الامني وان تفتح اسواق الضفة الغربية وتخضع الفلسطينيين لبضائع واملاءات واوامر جيش الاحتلال .
بينت يقول لن اسمح بقيام دولة فلسطينية ، بينت بقول بانه لن يسمح بالتعامل مع ما يسمى اتفاق اوسلو ، بينت يقول بانه لن يتفاوض سياسيا مع السلطة الفلسطينية
اذن ماذا يريد بينت واين يضع نفسه في هذه الايام بالذات ،
جاء تصريح بينت في لحظة لا شك ان عمىءه في واشنطن ووكلاءه والمؤيدين له ابلغوه ان الادارة الامريكية على وشك الموافقة المعلنة لتوقيع اتفاق نووي جديد مع ايران يفك عنها الحصار ويرفع عنها العقوبات مقابل ضمانات اشترطتها الدول الاوروبية والولابات المتحدة على ايران لعدم السير قدما في تخصيب اليورانيوممما يمنع ايران من الحصول على الكمية من المخصب عاليا لانتج السلاح النووي ، لقد اصطدم بينت بالنسبة لايران مع الادارة الامريكية من حيث تبني الادارة الامريكية لسياسة التفاوض والنفس الطويل للعودة لاتفاق ايران النووي والايام تشير الى قرب توقيع هذا الاتفاق رغم كل الخلافات التي كانت قائمة والتي كان اساسها ملاحظات اسرائيل التي زودت الادارة الامريكية بها وطالبت الادارة الامريكية بالحرص على تحقيقها وذلك لضمان عدم امتلاك ايران للسلاح النووي او السلاح الصاروخي الذي يمكن ان يستهدف اهدافا حساسة في اسرائيل .
جن جنون بينت وجن جنون القيادة الصهيونية فهي لاول مرة تصطدم استراتيجيا في موقف سياسي حساس تعتبره اسرائيل التهديد الاساسي لوجودها تصطدم مع الادارة الامريكية ولا تتمكن من املاء مخططاتها وخطتها على الادارة الامريكية .
فلم تنجح اسرائيل في اقناع الولايات المتحدة باستخدام الاسلحة او الهجوم العسكري لضرب المفاعلات النووية الايرانية، ولم تنجح الحكومة الاسرائيلية رغم كل الملفات الكاذبة التي اسمتها الملفات الاستخبارية حول ما تفعله ايران ، ولم تنجح في اقناع الولايات المتحدة بالقيام بعمليات مشتركة ضد ايران داخل الحدود اليرانية.
وبدات تخرج في اسرائيل اصوات لم نكن نسمعها من قبل وذلك من ضباط قدامى وضباط ما زالوا في مواقع السلطة والتاثير، فقد اعلن اكثر من مصدر ولاول مرة ان ترامب اخطأ بالانسحاب من الاتفاق النووي وكذلك اعلن ان اسرائيل لن تضرب ايران ولن تتمكن من ضرب ايران والحديث عن توجيه ضربة لايران كلام هراء لست انا من يقول ذلك بل انقل ما قالته بعض القيادات العسكرية الاسرائيلية.
امام هذا خرج بينت حانقا غاضبا وكشف كل الاوراق التي كانت مستورة تحت ما اعانه الرئيس بايدن في اول خطاب له حول السياسة الخارجية التي تتبعها ادارته وهو قناعة بايدن والادارة الجديدة بحل الدولتين وليس بمشروع ترامب الذي اسمي صفقة القرن.
بينت كشف ان ما قاله بايدن ما هو الا غطاء بما سمحت به نفس الادارة من توسع استيطاني وهدم للبيوت وتهجيرا للعائلات وقصفا تدميريا اجراميا لقطاع غزة وقتل الاطفال واطلاق النار على كل من يتحرك ومهاجمة القرى ومهاجمة المدنيين وتهويد القدس واقتحام الاقصى وتهجير اهل الشيخ جراح وسلوان وهدم بيوتهم ، كل هذا سمحت به الادارة الامريكية تحت عنوان ايمانها بان الحل هو حل الدولتين.
حتى قبل ان يتحدث بينت ويكشف الاوراق كاملة كان التفسير الوحيد لما تسميه الادارة الامريكية بحل الدولتين هو السماح بدون حدود ودون انتقاد ودون ملامة ودون مساءلة السماح لاسرائيل بالقيام بكل ما تريد ان تقوم به من بناء مستوطنات جديدة والتوسع وتهويد القدس وطرد العائلات وتهجير الفلسطينيين عرقيا من سلوان والشيخ جراح وجبل المكبر والعيسوية من القدس اجمالا ومن مناطق نابلس والخليل وغيرها، لقد سمحت الادارة الامريكية للحكومة الاسرائيلية بان تمضي قدما دون مراقبة او دون حساب في مخططها التوسعي لضم الجولان والضفة الغربية ضما كاملا لاسرائيل وفرض السيادة الاسرائيلية على اسرائيل الكبرى التي تضم الضفة الغربية والجولان المحتل وعندما اقول الجولان لا اقصد الجولان السوري فقط بل الجولانين الجولان السوري والجولان الفلسطيني الذي لم اسمع منذ زمن طويل احدا يتحدث عن الجولان الفلسطيني الذي غزته واحتلته اسرائيل.
لم يعد هنالك من ورق مستور ننتظر ان يكشفه مسئول هنا في تل ابيب او مسئول هناك في واشنطن.
لقد اصبح الامر واضحا اصبح مخطط اسرائيل الذي ابلغ سلفا ومنذ فترة طويلة للادارات الامريكية المتعاقبة اصبح واضحا ان اسرائيل تسعى لضم كل الارض الفلسطينية لتصبح كامل الاراضي الفلسطينية التاريخية هي اراضي اسرائيل الموسعة وذلك تمهيدا للتمدد الصهيوني في بقية العالم العربي وكم قالت (جولدامائير) لحكم العالم العربي من خلاال بعض قياداته ومن خلال نفوذ اسرائيل .
بينت اعلن انه لا يعترف باوسلو ويرفضها ، اعلن انه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية واعلن انه يرفض رفضا باتا اي حديث سياسي مع السلطة الفلسطينية ، وفي الوقت ذاته اعلن انه سيتصدى لايران وسيتصدى للثورة اليمنية بمساعدة الامارات والسعودية على مواجهة الشعب اليمني الذي يتعرض للمجازر والذبح والمحارق يوميا على يد طيارين امريكيين وبريطانيين وسعوديين واسرائيليين ، واعلن انه لن يسمح لسوريا ان تقف على قدميها وانه سوف يتابع امر سوريا بحيث لا يسمح للاجئين بالعودة اليها وان تعود شمال شرق سوريا منطقة للقتال والمعارك وان تبقى القوات الامريكية في شمال شرق سوريا معززة مدعومة باسلحة جديدة حفاظا على امن تلك المنطقة التي فشلت الولايات المتحدة وكل حلفائها ومن اخترعتهم من قسد في فرض امن واستقرار في تلك المنطقة بل استمرت في نهب ثروات الشعب السوري ونقل النفط والغاز الى الخارج لبيعه عبر شاحناتها التي تتوجه للعراق .
والان بعد هذا الوضوح الذي لا وضوح بعده ماذا يفعل قائد السلطة الفلسطينية الذي يصر على التمسك باوسلو .
ها هي حكومة اسرائيل تقول انها لا تعترف باوسلو ولا توافق على اوسلو وها هي حكومة اسرائيل تقول انها لن تتفاوض سياسيا مع قائد السلطة او مجموعة قائد السلطة ، اذن ما هو العمل ، هل يبقى التنسيق الامني ، هل تبقى السلطة خادمة لحماية اسرائيل هل تبقى السلطة وتتحول الى اداة لقمع الشعب الفلسطيني والمناضلين كما هي قوات الاحتلال والامن الاسرائيلي ، هل تستمر السلطة في هذا النهج الذي يسمح فيه بنهب اموال الشعب ويسمح فيه بالفساد ويسمح فيه للفاسدين بان يزيدوا من فسادهم ونضبهم لاموال الشعب هل هذا هو الخيار؟ السؤال مطروح ليس على السلطة ، الؤال مطروح على الشعب العربي الفلسطيني ، السؤال مطروح على القيادات في منظمة التحرير والفصائل الاخرى ، السؤال مطروح على كل من يطلق تصريحا كل يوم باننا سنتصدى للاحتلال واننا سنرد على الاعتداء واننا سنرد على الجرائم ، لكل هؤلاء نوجه السؤال ماذا بعد هذا ، يجب ان لا تتحدثوا عن اوسلو ، يجب ان لا تتحدثوا عن اي سلام مع اسرائيل ، لان بينت رفض السلام مع الفلسطينيين لان بينت يريد ان يهود المنطقة وان لا يقبل بالفلسطينيين الا عبيدا لدى الآلة الصهيونية وان لا يقبل بالاراضي الفلسطينية وما تبقى عليها الا كاسواق لبضائع المستوطنات ، الؤال موجه لهذه القيادات هل بعد هذا يسمح بالكلام والتصريح ام لا يقبل الا بالعمل الفاعل الصحيح ، ان العمل الفاعل الصحيح هو اجتثاث المرض هو اجتثاث هذه الجرثومة التي حولت جسم الفلسطينيين الى جسم متعب الى جسم منهك الى جسم افضل حالة من حالاته هي حالات الاحباط ، الا تسمعون الا ترون ، الا يجعلكم هذا تشعرون ان النفير هو النفيروالاستنفار يعني الاستنفار الا ترون ان هذا السرطان الصهيوني لا بد من اجتثاثه من جذوره وكيف تفعلون ذلك .
” قل يا أيها الذين آمنوا لا تقنطوا من رحمة الله ان الله غفور رحيم “
وان اعتدوا عليكم فاعتدو عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم .
علينا ان نتعام من الشعب العربي اليمني ، علينا ان نتعلم من قادة الثورة اليمنية من هؤلاء الابطال ، الرجال الرجال الذين عرفوا كل المعرفة ان القوة والقوة وحدها هي التي تنصف المظلوم وترفع عنه الظلم وقد تؤدب الظالمين ، انظروا ها هي اليمن تجبر بصاروخين او ثلاثة الامارات على النراجع وعلى اعادة حساباتها إما ان تدمر الامارات التي تطمح ان تكون سوقا عالميا ومركزا للتجارة العالمية اذا بها تتمزق تحت ضربات اليمنيين ويجبر هؤلاء الابطال الامارات على التراجع واعادة الحساب ، ان اسرائيل لا يمكن ان تتراجع الا تحت اسنة الحراب وتعيد حساباتها التي كشفها بينت عندها تجبر على ذلك ، لقد اجبرت اسرائيل على الانسحاب من سيناء بعد ان حطم الابطال من جنود مصر العربية خط بارليف الذي كانت اسرائيل تعتبره خط لا يعبر ةلا يهدم ، هدم بايدي الجنود الابطال وببساطة وحررت سيناء لولا التآمر الذي جعل من ذلك الانتصار محدود التاثير ، القوة لا مجال الا القوة هذا العدو المتغطرس يجب ان تكسر شوكته حتى يرضخ لشروط السلام التي عرضها الفلسطينيون ، اننا شعب يحب السلام ولا يحب الحروب ولكن ان فرضت عليه الحرب يقاتل كاشجع الشجعان ،
وحاولت السلطة ان تحبط وتثبط من عزائم شعبنا عبر مسارها الفاسد وعبر تحويل امن السلطة الى امن لحماية اسرائيل بدلا من حماية الشعب الفلسطيني والطريق هو سلاح امن السلطة هو سلاح الشعب وعليه ان القوة يجب ان توجه بالمكان السليم وبالوقت السليم للاهداف الحساسة التي تجلب النتائج الايجابية لشعبنا .