خبراء أمن إسرائيليين للبحرين؟ هل انتهى مهد “الاسرار” العربية ؟ / بسام ابو شريف
1 فبراير 2022، 00:02 صباحًا
تتناول اقلام عربية متعددة ما اقدمت عليه البحرين مؤخرا وهو تسليم جهاز الامن البحريني وملفاته لاسرائيل لكي تعيد ترتيبه وتنظيمه وبرمجته ، وتتناول الاقلام هذا الامر من باب خطوات اضافية بالتطبيع بين البحرين واسرائيل وبعضها تناول هذا التطور الخطير من باب الغطاء السعودي له وآخرون تناولوا هذه الخطوة من باب مخاطر هذه الخطوة على البحرين بحيث ان البحرين تحولت بموجب هذا الاتفاق الى مستعمرة لاسرائيل ، لكن الامر اخطر من ذلك بكثير فالبحرين ليست مهمة ولكن المهم ان البحرين هي عضو في جامعة الدول العربية ولها مندوون في كل مؤسسات عربية مشتركة وعلى راسها مؤسسات وزارات الداخلية والامن والامن العربي المشترك والدفاع العربي المشترك الى آخره من الاتفاقيات التي تربط دول جامعة الدول العربية بعضها ببعض بدأ من النواحي العسكرية والامنية .
هذا الاتفاق يسلم للخبراء الاسرائيليين ولضباط الامن الذين وصلوا الى البحرين وتسلموا جهاز الامن البحريني يضع بين ايديهم كل ارشيف البحرين المكون من التقارير العربية المشتركة ومن المعلومات العربية المشتركة التي كانت تعتبر اسرائيل عدوا للعرب وكانت تلاحق كل من يخترق الامن العربي لصالح الامة العربية مقابل ومواجه لعدو الامة العربية اسرائيل.
ماذا ستفعل المجموعات الاسرائيلية التي اطلق عليها لقب خبراء في الامن والادارة وادارة المعلوماتاولا لا بد من تحديد اهداف استراتيجية للاجهزة الامنية كالعادة فلكل جهاز امني في العالم اهداف استراتيجية وتنطلق هذه الاهداف من تحديد تلك الدولة سواء كانت اوروبية او غير اوروبية من هم اعدائها ومن هم اصدقاؤها فلكل طرف من هذه الاطراف بدائل وبرامج وخطط لدى اجهزة الامن لمتابعتها فمتابعة عدو البلد شيء مختلف عن متابعة صديق البلد والمعلومات التي تجمع وتدرس وتبرمج عن العدو مختلفة عن المعلومات التي تجمع وتبرمج عن الصديق وليس العدو . من هنا فان الهدف الاول لهؤلاء الخبراء ان يحددوا ان اسرائيل ليست عدوا للامة العربية وعليه فهي ليست عدوا للبحرين وعليه فان كل المعلومات المتعلقة بهذا العدو الذي كان يجب ان تشطب وتحل محلها معلومات اخرى تصب في خانة واحدة هي ان اسرائيل حليف وليست عدو ، من ناحية اخرى فيعتبر كل من هو ضد القيادة البحرينية في التطبيع مع اسرائيل عدوا للبحرين وعليه سيكون هذا الطرف وهذه الاطراف اعداء للبحرين ويستهدفها جهاز امن البحرين من حيث الملاحقة والمتابعة وجمع المعلومات الشيء الذي سيصب في حقيقة الامر في خانة اسرائيل وتمكنها من اخذ المعلومات التي تريدها عن هذه الدولة العربية او تلك التي تقف موقفا سلبيا من تطبيع البحرين علاقاتها مع اسرائيل ،
تغيير المنهج بحيث ان اسرائيل صديق وليست عدو سيعني ان كل من يعارض التطبيع هو عدو وليس صديق من هنا فالخطر الداهم يلاحق الان ليس الدول العربية التي تقف نوقفا صلبا وحازما وحاسما من موضوع التطبيع برفضه اولا ومقاومته ثانيا ومحاولة جمع كلمة الرافضين للتطبيع والداعمين للحق الفلسطيني ،على صعيد آخر سوف تبرمج هذه المجموعة من الخبراء الاسرائيليين الامن البحريني وخططه العملية على اساس اعتبار المقاومة عدوة للبحرين لانها عدوة لاسرائيل من هنا سيعنى جهاز الامن البحريني باشراك اسرائيل على جمع المعلومات عن محور المقاومة وخاصة المقاومة الفلسطينبة لانه ستعتبر هذه المقاومة عدوا للبحرين لانها عدو لاسرائيل ، وبهذا تكون الخطوة التي اتخذتها البحرين ملك البحرين العميل الخائن يريد ان يحول البحرين الى جهاز استخبارات يمد اسرائيل بالمعلومات عن كل المناضلين والذين يسعون من اجل رفعة كلمة الحق والعدل وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وهذا يعني ان البحرين ستتحول الى جهاز استخبارات يخدم اسرائيل ضد كل الدول العربية التي تقف الى جانب الحق الفلسطيني الى جانب الحقوق المشروعةة للشعب الفلسطيني الى جانب حق العودة للشعب الفلسطيني تلاحقها وتجمع المعلومات عنها وهذا يتطلب
اجراء ات فورية من جانب تلك الدول وتلك التنظيمات ،ان تفتح البحرين سفارتها في دمشق لا هدف لهذا الا ان تتجسس على دمشق لصالح اسرائيل وكذلك سفاراتها في كل مكان هذا ما سيترجمه برنامج جديد سيضعه خبراء اسرائيل الامنيين الذين يعيدون بناء جهاز امن البحرين لتحويل البحرين كلها وطاقاتها وامكاناتهاالى جهاز استخبارات فرعي لجهاز الموساد الاسرائيلي وللشين بيت الاسرائيلي ،ان خطوة البحرين تعني ان اسرائيل تجلس الان على مقعد البحرين في جامعة الدول العربية وهذا يفتح المجال والابواب امام اسرائيل للاطلاع على كل صغيرة وكبيرة من المفترض ان يسمح للبحرين الاطلاع عليها من وثائق سرية ووثائق غير معروفة واتفاقات معقودة سرا بين الدول العربية ضمن برنامج جامعة الدول العربية القديم الذي يعتبر اسرائيل عدوا للامة العربية ومحتلا لاراضيها وان هذا العدو يجب ان تعمل الدول العربية عبر اتفاق الدفاع المشترك يجب ان تعمل على طرد الاحتلال من الاراضي العربية المحتلة ،ونقصد بذلك انه لم يعد هناك في جامعة الدول العربية خؤائن لاتفاقيات سرية بين الدول العربية لم يعد هنالك شيء يخفى على اسرائيل طالما ان البحرين اصبحت جهاز مخابرات للاسرائيليين ، ان هذه الخطوة من البحرين تتطلب بشكل فوري وسريع وحازم من الدول التي تحترم نفسها وتحترم عروبتها وتحترم وتحترم مواقفها التاريخية من عدو الامة العربية من عدو احتل ارض فلسطين وارض مصر وارض سوريا وارض لبنان هو يطمح لاحتلال مزيد من الاراضي هذه الدول عليها ان تقطع العلاقات فورا مع البحرين وان تطرد سفارة البحرين من اراضيها وان تمنع تسرب اي معلومات هامة واي معلومات تفيد العدو الى جامعة الدول العربية ان بقيت البحرين عضو تلك الجامعة هكذا تواجه الدول الشريفة التي تتخذ مواقف نظيفة من قضايا الامة العربية الكبرى يجب ان تتخذ هذه المواقف فورا وبدون ابطاء فالامر لا يحتاج الى تفسير ولا يحتاج الى دراسة انه واضح كل الوضوح فكيف تقبل دولة مثلا كالجزائر ان تكون هنالك سفارة للبحرين هي جهاز مخابرات اسرائيلي يمد اسرائيل بالمعلومات عن الجزائر واسرار الجزائر ويعطي اسرائيل ما خفي عنها من وثائق جامعة الدول العربية وكذلك سوريا وكذلك العراق وكذلك كل دولة عربية ما زال على راسها نظام شريف يتخذ مواقف قومية تلتزم بالحق العربي والدفاع عن الحقوق المشروعة للجماهير العربية وعلى راسها جماهير امتنا في فلسطين .
يجب ان تقصى البحرين من كل اناء عربي مشترك ويجب ان يمنع عن البحرين كل معلومة يستفيد منها العدو لانه اذا استمر هذا الامر سوف تصبح اللغة الرسمية في البحرين هي لغة الموساد العبرية وليس العربية .