خطط بايدن لاحتواء روسيا لكن ببوتن فاجأه بحرب تحرير اوروبا من استعمار امريكا/ بسام أبو شريف

ما يدور الآن على الارض الاكرانية وعلى حدودها مع روسيا وحدودها الاخرى مع اوروبا هي نموذج لما يريده بايدن او يحاوله منذ مجيئه للبيت الابيض فبايدن دخل فيها البيت الابيض في مرحلة بدأت فيها الولايات امتحدة تتتدحرج تدريجيا من موقعها كصاحبة القرار الاول والاخير في العالم الى موقع اقل من ذلك مضطرة معه ان تتفاهم مع دول اخرى عظمى ايضا ولكنها في الاتجاه الآخر ورسم بايدن خطته وهو يظن انها خطة رسمت باحكام لنصب كمين لروسيا في اكرانيا تكون نتيجته تمدد الناتو في اوروبا وعلى حدود روسيا وضم اكرانيا الى الناتو بحيث تصبح اول دولة على حدود مباشرة مع روسيا عضو في الناتو اي ان صواريخها قادرة على ضرب  موسكو بخمسة وثلاثون دقيقة من الزمن ، في قاموس أمن الدول العظمى هذا ممنوع وكافة الاتفاقات التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية كانت تضمن هذا الامر بحيث ان الحفاظ على الامن الاستراتيجي للولايات المتحدة واوروبا تم الاتفاق عليه وكذلك الامن الاسترايجي للاتحاد السوفيتي وروسيا وروسيا بشكل خاص كونها القب النابض للاتحاد السوفيتي لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وخروج عدد من الدول في اوروبا الشرقية من الاتحاد أصبحت هذه الدول حرة في اختيار ما تريده وما تسعى اليه ومع من تتحالف ومن تعادي فكان لرومانيا توجهها وكان لبولندا توجهها وكان لهنجاريا توجهها ولبلغاريا توجهها وللتشيك وسلافيا توجههما لكن كل هذه التوجهات التي تمت تحت انظار روسيا لم تكن ذات اهمية بالنسبة للامن الاستراتيجي لروسيا اذ كانت كل هذه الدول لاتشكل منصات لاطلاق الصواريخ الامريكية المتوسطة المدى والبعيدة المدى او حتى القصيرة المدى والتي تهدد الامن الاستراتيجي لروسيا الاتحادية لكن بايدن بعد ان نجح في ضبضبة امور اوروبا وجمع صفها مرة اخرى كحليف ياتمر باملاآت واشنطن بدأ بتحريك عناصر تشكل خطرا على الامن الاستراتيجي لروسيا الاتحادية وهذا ما اقلق موسكو قلقا شديدا وتذكرون انه بدأ هذه الحملة بالقول أن بوتن هو مجرم وقاتل وضحك الكرملن من هذه الاتهامات وقال أن المتهم بها هو الذي يتهم الآخرين الا ان بايدن استمر في التحريض وتعبئة واعادة هيكلة انتشار القوات الامريكية ومساعداتها العسكرية لهذه الدول في الدول التي خرجت من اطار الاتحاد السوفييتي واعتمد بشكل كبير على استخدام بولندا كقاعدة وكذلك استخدام دول اخرى كقاعدة نقل اليها من دول كالمانيا وايطاليا وفرنسا وبرسطانيا قوات  امريكية واسلحة امريكية وصواريخ امريكية تشكل بداية خطر كبير امنيا على روسيا الاتحادية خلال ذلك لم يكن بوتن غافلا عما يفعله بايدن ويوتن خبير بشئون الغرب خبرة اكثر من خبرة رئيس عادي او اكثر من خبرة سياسية فقد كان مسئولا امنيا عن هذه الدول في الاتحاد السوفييتي وعمل فترة طويلة على ترتيب كافة الملفات السوفيتية حول البلدان الاوروبية وحول الولايات المتحدة غهو يعلم تماما كيف يفكر الغرب ويعلم تماما كيف يفكر بايدن وعندما فاز بايدن في الانتخابات كان ملف بايدن على طاولة بوتن ليدرسه دراسة تفصيلية وتقول مصادر مقربة جدا من الرئيس بوتن لنا لقد درس بوتن بايدن من راسه الى اخمص قدميه وكذلك الامر عندما اتى بوريس جونسون رئيسا لوزراء بريطانيا لقد درسه بوتن من راسه الى اخمص قدميه واعتبر ان هذين الشخصين هما اللذان سيديران السياسة وتحدي روسيا الاتحادية وتهديد امنها الاستراتيجي بالخطر، ماذا اراد بوتن من كل التحرك على الحدود الاكرانية او في المناطق المحاذية لاكرانيا ؟

كل ما اراده بوتن هو ان يمنع اكرانيا من الانضمام لحلف الناتو بحيث لا تتمكن الولايات المتحدة من اعتبار اكرانيا قاعدة شرعية لها لتنصب فيها صواريخها كما تنصبها في دول الناتو الاخرى لان نصب الصواريخ في اكرانيا يهدد موسكو والكرملن تحديدا كما يهدد كل المواقع الاستراتيجية الخطيرة في روسيا الاتحادية ومن يدرس خريطة اكرانيا جيدا يعلم تماما مدى المخاطر التي تشكلها منصات صواريخ تنصب في اكرانيا على روسيا الاتحادية وسطا وجنوبا وشرقا هدف بايدن اذن كان منع اكرانيا من ان تصبح عضوا في حلف الناتو وكان هدف بايدن هو جر روسيا الى فخ تضظر معه الدول الاوروبية لقبول اكرانيا عضوا في الناتو لتسهيل مهمات امريكا لاحتواء روسيا وضربها اقتصاديا وشل حركتها سواء بتصدير الغاز لاوروبا او باستخدام اسواق اوروبا لمنتجاتها اوبالتعامل مع مؤسساتها المالية والمصرفية ، بايدن كان يعلم ان انضمام اكرانيا لحلف الناتو سوف يعني ضرب روسيا اقتصاديا والتحكم الى حد بعيد في قدرة روسيا الاتحادية على سلوك طرق سهلة ومرنة في التجارة مع اوروبا وفي تزويدها بتصدير الغاز لها وفي جني ريع ذلك التصدير لاستثملره في تطوير صناعاتها وربما كان اخطر الامور الصناعات العسكرية التي تفوقت فيها روسيا الاتحادية حتى قبل هذه الماساة الكبيرة التي تعيشها جماهير اكرانيا وحدد بوتن بوضوح اهداف بايدن ودرسها جيدا وخظظ ليحول الكمين الذي نصبه بايدن له الى كمين يقع فيه بايدن والولايات المتحدة ومن يستمر في دعم الولايات المتحدة والخضوع لاملاءاتها واضاف بوتن بذلك لاهدافه التي يريد تحقيقها من خلال هذا التحرك الضخم عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا واعلاميا اضاف مهمة تحرير اوروبا او تحريضها على الانتفاضة على الاستعمار الامريكي الذي يتحكم بقراراتها والتي يتحكم من خلال تلك القرارات باقتصاد اوروبا ويكلفها مبالغ هائلة دون ان تجني من وراء ذلك سوى الخضوع لاامريكا .

العقوبات تراوحت من الف الى ياء لكن الاهم فيها هو وقف خط الغاز الذي اعتبرته الدول الاوروبية خاصة بريطانيا والولايات المتحدة بيت القصيد اما الاجراءات الاخرى فهي اجراءات ينظر اليها ككعقوبات تؤخذ ضد روسيا قياما وقعودا منذ فترة من الزمن لكن وقف او تجميد توقيع المانيا على بدء تنفيذ خط الغاز نورد ستريم2 لا يشكل ضررا على روسيا فقط بل يشكل ضررا كبيرا على كل الاوروبيين وبايدن في ازمة كبيرة فقد وجد نفسه ايضا مرة اخرى قد وقع في كمين كان قد نصبه لبوتن واذا ببوتن يضع بايدن داخل الكمين وينجو هو منه ففي بداية الامر أمر بايدن بارسال حاملات غاز ضخمة الى اوروبا لاشعار الاوروبيين انهم لن يحتاجوا الى غاز روسيا وانهم لن يشعروا بالنقص وانهم لن يشعروا بثلج الشتاء هذا وان سياراتهم لن تقف عاجزة عن الحركة او مصانعهم لكن الخبراء ابلغوا بايدن بعد فترة قليلة من الوقت انه لا احد يستطيع ان يعوض الغاز الروسي لتزويد اوروبا بالكميات اللازمة من الغاز فلجأ الى قطر ولجأ الى دول اخرى لكن هذه الدول اعلنت علنا وبصراحة انها لا تستطيع ان تغطي ما ينقص على الدول الاوروبية من غاز اوقف تصديره من روسيا او منع استيراده من روسيا وفي المنتدى الذي عقد في قطر في نفس الايام ايام هذا الصراع اعلنت كل الدول انها لا تستطيع سد العجز الذي سينجم عن وقف استيراد الغاز الروسي لاوروبا وكانت اول دولة تعلن ذلك على لسان اميرها تميم هي قطر التي تشتهر بما تنتجه من غازوكميات ضخمة من الغاز ليس هذا فحسب بل اعلن كبير خبراء روسيا الاتحادية بشئون الطاقة بان الغاز سيرتفع سعره في اوروبا بدرجة ترهق الجميع في اوروبا وان الامر سيتجاوز الف دولار لكل الف متر مكعب من الغاز وهذا ما سيرهق الصناعات التي تستخدم الغاز ويرهق كل من يستخدم الغاز في اوروبا سترتفع اسعار الغاز ارتفاعا جنونيا مما سيرفع اسعار البضائع الاستهلاكية مما سيجعل كلفة الحياة في اوروبا مضاعفة ان لم نقل ثلاثة اضعاف واسقط بيد بايدن وبدأت الاخبار تتوالى حول تحرك قطاعات عسكرية روسية باتجاه الحدود مع الجمهوريتين حديثتي الاستقلال ان بوتن كان يتصرف بهدؤء تام وحذر من ان تدخل الروس سوف يكون فاعلا وقويا في حال ظهور ادلة على وجود اسلحة نووية تكتيكية في اكرانيا اي ان بوتن حدد درجة الخطر التي ستجبر روسيا الاتحادية على التدخل وكذلك اكد بوتن انه اذا لم تتوقف الحملات العسكرية على المدنيين في الجمهوريتين فان من الضروري جدا ومن واجب روسيا الاتحادية حماية المدنيين ومنع الابادة الجماعية لسكان الجمهوريتين واسقط بيد بايدن مرة اخرى .

يخشى بايدن من انه اذا قامت روسيا الاتحادية باستثمار اموالها لتطوير صناعاتها في شتى المجالات فان هذا سينتج عنه بشكل طبيعي تاخر التقدم الاميركي وتاخر التفوق الاميركي مما سيجعل من الولايات المتحدة دولة من الدرجة الثانية وليس الدرجة الاولى في ظل وجود الصين متطورة جدا ووجود روسيا متطورة جدا وتوقف اللاعبان امام بعضهما بوتن يبتسم وبايدن يغمض عينيه وكانه لا يريد ان يرى في اي منزلق انزلق وفي اي كمين وقع وعندما فتح بايدن عينيه قال نحن على استعداد دائما للحلول الدبلوماسية اذا كانت روسيا جادة في البحث عن حل سياسي ودبلوماسي .

وابتسم بوتن ورد عليه بالقول روسيا كانت دائما مع الحلول السياسية والحلول الدبلوماسية وعرضنا ذلك اكثر من مرة لكن الولايات المتحدة هي التي شحنت الجو وشحنت اسلحتها للدول المحيطة والآن تعيد انتشار قواتها في دول البلقان واخلت من المانيا اجهزة وطائرات F35  وطائرات هليوكبتر من نوع اباتشي وكذلك من ايطاليا واليونان انها تقوم بخطوات هجومية عسكرية وتقول بالحل الدبلوماسي بوتن ابتسم ليقول نحن نقول بالحل الدبلوماسي ونحن جادون بذلك ونحن لا نكذب كما يكذب الغرب والغرب يخدع كل الدول يخدع شعبه ويكذب عليه يوميا لتمرير مصالح حفنة من الناس تجوع الجماهير من اجل ان تغنى هي وتزداد غنى وقفت الامور الآن عند هذا الحد بايدن يقول اذا كانت روسيا جادة فنحن على استعداد لبحث حل دبلوماسي

وبايدن يقول نحن مع الحل الدبلوماسي اذا كان هذا صحيحا وليس كذبا ماذا سيفعل بايدن سيحاول ان يتشاطر مرة اخرى وهو يتشاطر دون ان يعلم ان غريمه مخضرم ذو تجربة واسعة ويعرفه معرفة جيدة من راسه الى اخمص قدميه ويعرف ما هي العوامل التي تؤثر به وبقراراته ويعلم من يضغط عليه ومن لا يضغط ويعلم ان زيارة شويغو لسوريا ولقائه مع بشار الاسد لم يكن من باب اشتياق شويغو لبشار الاسد بل من باب العمل الاستراتيجي دفاعا عن الشعوب ومن اجل نظام اكثر عدالة للشعوب بدلا من نظام الاستبداد والاستغلال والاستعمار ودعى بوتن اوروبا للتخلص من الاستعمار الاميركي ان لاعبي الشطرنج يعرفون معنى الحركات التي قام بها بوتن وردود الفعل التي قام بها بايدن ويعلمون تماما ان بوتن على وشك ان يحرك من جنوده ما يكفي لتطويق الملك ليقول له كش ملك .

كاتب وسياسي فلسطيني