صمود الشعب الفلسطيني في المسجد الاقصى يوم امس رسالة ذات معنى كبير واستراتيجي/ بسام ابو شريف
19 أبريل 2022، 19:27 مساءً
تأكدوا من دقة ما اقول.. لم يكن أحد من الذين توجهوا للصلاة في الاقصى يتوقع ان تنشب حرب تشنها المنظمات الفلسطينية دعما واسنادا للقدس والاقصى وللشعب الفلسطيني في مدينة القدس والمدن الاخرى التي كانت تتعرض في نفس الوقت لعمليات مداهمة واعتداء وحشي وارهاب دموي ربما اكثر مما تعرض له المسجد الاقصى رسالة الصمود في الاقصى هي التي برزت كونها يوم جمعة ورمضاني وتحد كبير لقرار بينت باطلاق يد القتلة بكل مكان بقتل اكبر عدد من النساء والاطفال والرجال من شعب فلسطين الابي لكن الحالة التي سادت هؤلاء الابطال الذين سجلوا بطولتهم بمجرد تسجيلهم انهم ذاهبون للصلاة في المسجد الاقصى رغم كل اجراءات العدو وقواته المسلحة وامنه وشرطته ومخابراته والمستعربين لقد شد الرجال الرحال للاقصى … الرجال الرجال ولا اقصد هنا الذكور بل اقصد الشجعان سواء كانوا رجالا ام نساء ام اطفالا كلهم كانوا شجعانا بمستوى التحدي بمستوى الحياة بمستوى كرههم للموت وكرههم للبغضاء وكرههم للحقودين وكرههم للعنصريين ، قرار شد الرحيل للاقصى يوم الجمعة كان قرار للاستشهاد فقد توقع كل واحد من الذين نجحوا بالدخول في الاقصى او منعوا من الدخول في الاقصى كان يتوقع الاستشهاد لانه كان يعلم ان رئيس الحكومة العنصرية الدموية النازي الجديد بينت كان اطلاق يد الجيش دون حدود واكد عليها مرتين دون حدود اي ان بامكان اي جندي ان يطلق النار على عشرين طفلا ولا يحاسب على ذلك .
لماذا نقول ان وقفة يوم الجمعة كانت مختلفة من حيث مضمون الصمود ورسالة الصمود !
كانت مختلفة لانها كانت اعلانا من الشعب الفلسطيني انه لا عودة عن قراره بالاستمرار في مواجهته مع الاحتلال الاسرائيلي .
ليس لان الاحتلال موجود امامهم على شكل جنود مددجين بالسلاح او مستوطنين مسلحين هم جنود في حقيقة الامر او مستعربين مسلحين او مخابرات يهودية او عربية تطاردهم في كل مكان ليس من هذه الزاوية بل من زاوية اخرى كانت رسالة تقول ان المواجهة ستستمر لان الشعب الفلسطيني اتخذ قرارا بمواجهة كل الاعداء في كل زمان وفي كل مكان .
اتخذ قرارا بان لا يرضخ للسلطة التي تريد دائما ان تتنازل وان تبقي على التنسيق مع العدو وان تخضع لاملاءاته.
كانت رسالة تقول للعرب المطبعين مهلا ستاتي جماهير شعوبكم لتقف معنا في مواجهة العدو سواء كان هذا العدو على شكلكم كانظمة او مباشرة على ارض الميدان في فلسطين .
كانت رسالة موجهة لمحور المقاومة تقول له نحن سنستمر والمواجهة ستستمر وسنضع في كل مرحلة من المراحل خطوطا لردع الاسرائيليين وسنبقي اسرائيل تعيش في قلق مستمر والاسرائيلي في قلق مستمر ليزداد شكه في نجاعة مشروع الصهيونية لتثبيت هذا الكيان على ارض فلسطين.
هي رسالة لكل الشعوب العربية بان آن الاوان بان يرفع الرجال هاماتهم وان يقفوا وقفة عز في مواجهة ما يخطط لهم من مؤامرات لاذلالهم وابقائهم فقراء وبلا دواء وبلا ماء وتنهب ثرواتهم على اعينهم وليبقى بعض الفتات لحكام حكموا بهم وهم لا يطيعون الا واشنطن وتل ابيب.
هي رسالة للجميع من فلسطين الى المحيط ومن فلسطين الى بحر العرب ومن فلسطين الى طهران اما طلبا للدعم وأداء الواجب تجاه المقدسات الاسلامية وحرية الشعب الفلسطيني واستقلاله او انتقادا لمن يقف ويطبع وما زال يقف مع العدو ضد الشعب الفلسطيني وضد الشعب الذي اختار طريق الحرية ولا يستطيع ان يبوح بذلك في هذه الفترات بالذات.
انتم لم تشاهدوا ماذا جرى في الاقصى ولكنكم رأيتم بعض الصور والفيديوهات.
الذي جرى شيء لا يوصف وحشية كراهية حقد اسود انصب ضربا وركلا لرجال كبار في السن لنساء كبيرات في السن لاطفال لكل من يقع تحت عصى ذلك الجندي الذي كان يتنفس سما وينفث سما وحقدا اسود كنت ترى في زوايا معينة رجل كهل ضرب مرميا على الارض لياتي جندي صغير العمر فينهال عليه بمزيد من الضرب ويتحرك لياتي بعده جندي آخر وينهال على نفس الكهل ضربا الجرائم لا تحصى الجرائم التي ارتكبت في الاقصى لا تحصى وما وصل للمستشفيات ليس كل من جرح في الاقصى فجزء من الذين جرحوا في الاقصى فتحت لهم الاديرة المحيطة بالاقصى ابوابها فلجأو اليها لجأو للاديرة والكنائس لحمايتهم ومعالجة جراحهم هها هي الروح التي سادت شوارع القدس العتيقة جنود الصهاينة يمارسون الكراهية والعنصرية بابشع صورها وكنائس تفتح ذراعيها للمسلمين الذين تعرضوا لهذه الجنايات لهذه الجرائم لهذه العمليات الحاقدة يحموهم ويعالجوهم وفي الضفة كان الشعب يغلي في كل مكان واشتبك الشباب مع الاحتلال في كل مكان بعض الاماكن ذكرت في الاعلام وكثير منها لم يذكر لكن التغطية الاعلامية في ظل حكم بايدن وبينت والمطبعين لا تعطي هذا النضال الشريف حقه ف السي ان ان لم تاتي بخبر حول ذلك حتى المراسلين الفلسطينيين الذين يغطون ما يجري على ارض المعركة لم يغطوا تماما ربما غطوا ولم ينشر لا ادري.
ثقوا انني اقول الحقيقة لكن هنالك في الشعب الفلسطيني ما زال رهط كبير وليس صغيرا من الذين على وشك ان ينهضوا ولم ينهضوا بعد لم ينهضوا لان تجربتهم السابقة كانت مرة فجلسوا صامتين يراقبون فان واجب الثوريين ان يعطوا هؤلاء ثقة جديدة بالموجة الجديدة من الصبر والتصدي والتحدي لينهضوا حتى يصبح الشعب باكمله تماما كما كان في انتفاضته الاولى تكافل تضامن تعاضد تعاون وحركة واحدة ضد الاحتلال.