canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربموضوعات رئيسية

عبد السلام جلود: التذكر والنسيان حسب المطلوب.. وكشف اسرار حرب أكتوبر ودور كيسنجر / دكتور محيي الدين عميمور

تناول عبد السلام جلود أحداث حرب أكتوبر 1973 فيقول: ذهبت إلى الجزائر واجتمعت بالرئيس بو مدين وقلت له إن الرئيس السادات يريد أن يقوم بحرب تحريك ستقود بالتالي إلى هزيمة، ستعبر القوات الصهيونية قناة السويس وتهدد القاهرة، وستشكل حكومة فيشي (التي شكلها المارشال بيتان تحت النفوذ الألماني) وسيفرضون الاستسلام على مصر وعلى الأمة العربية (..) ونحن نرى أنه إذا حدث هذا فيجب أن تقوم وحدة فورية بين ليبيا والجزائر ( ص 125)

وهي الزيارة التي نتج عنها اتفاق “حاسي مسعود”.

ويستعرض جلود الأيام الأولى من حرب أكتوبر مذكرا بالدعم الذي قدمته ليبيا للقوات المصرية، ثم يواصل قائلا: توقفت القوات المصرية عند ضفة القناة بحسب اتفاق السادات مع كيسنجر، وكان يريد من ذلك إعطاء نصر معنوي للجيش المصري (ص 131، والواقع أن انتصارات الجيش المصري كانت حقيقة واقعة ونصرا فعليا قبل حكاية الثغرة، والتي كان من أسبابها تطوير الهجوم شرقا بعيدا عن حائط الصواريخ الذي كان عبد الناصر قد أقامه على الضفة الغربية للقناة تحت ستار قبول مبادرة “روجرز”، وتم التطوير الأحمق للهجوم البري ضد إرادة القيادات العسكرية المصرية، وعبّر المشير إسماعيل عن ذلك بقوله إنه كان قرارا سياسيا).

هنا أخرج لحظات من مذكرات جلود لأستكمل بعض جواي المعطيات التي ترتبط بحرب أكتوبر، والتي اندلعت في جو متعاطف، عربيا ودوليا، لم يسبق له مثيل.

وفيما يتعلق بنا فقد تمكن الرئيس بو مدين من خلق تضامن واسع مع مصر وسوريا خلال مؤتمر عدم الانحياز الذي احتضنته الجزائر في سبتمبر 1973، وكان قبل ذلك قد نجح في حث القارة الإفريقية كلها على قطع علاقاتها بإسرائيل في قمة أديس أبابا 1972، وكان لليبيا دور هام في تحقيق الهدف الإفريقي.

وكنت تناولت قصة اندلاع الحرب كما عشتها شخصيا في القاهرة خلال أيامها الأولى، وأذكر أن الصورة التي نقلتها هاتفيا للرئيس بو مدين، وباستعمال “كود” معين، لا تختلف جذريا عما سيقوله عبد السلام جلود.

وعُرف فيما بعد أن الرئيس السادات أبلغ واشنطن بنواياه المستقبلية عبر رسالة حملها مستشاره حافظ إسماعيل.

وقد سجل هيكل في كتابه عن حرب أكتوبر انزعاجه من رسالة السادات إلى هنري كيسنجر قائلا: بعض العبارات كانت ولا زالت مثيرة للدهشة وللاستغراب (..) كعبارة : “إننا لا نعتزم تعميق مدى الاشتباكات أو توسيع مدى المواجهة”، حيث كانت أول مرة، وربما في التاريخ كله، يقول فيها طرف محارب لعدوه نواياه كاملة (..) ومعناه بالنسبة لإسرائيل أنها تستطيع أن تعيد ترتيب موقفها بأعصاب هادئة (..) وأن تركز كما تشاء على سوريا، ثم تعود بعد ذلك إلى الجنوب لتصفية الحساب مع مصر (ص 360) وهو ما حدث فعلا، فمن سوء الحظ، يقول الكاتب، أن كيسنجر فهم الرسالة بما تعنيه.

ولقد كان الهجوم المصري السوري في بداياته منسقا بدرجة عالية من الكفاءة، ونجحت القوات في تحقيق مفاجأة إستراتيجية وتكتيكية لم تكن في تقديرات إسرائيل، ويروَى عن “موشي دايان” قوله أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي مساء 6 أكتوبر : “إنني أشعر بهمّ ثقيل على قلبي (..) المصريون حققوا مكاسب قوية، ونحن عانينا من ضربة ثقيلة، لقد عبروا قناة السويس وأنشأوا عليها جسورا للعبور تحركت عليها المدرعات والمشاة والأسلحة المضادة للدبابات”.

لكن كيسنجر كان يتحرك بسرعة ليُمسك بزمام الأمور في الأمم المتحدة، بحيث يمنع بحث الأزمة أمام الجمعية العامة حيث تتجلى قوة العالم الثالث (..) وكان اعتقاده الراسخ أن إسرائيل سوف تصدّ الهجوم وتحوّله إلى هزيمة ساحقة، وزاد اقتناعه بموقفه إثر تلقيه رسالة السادات، وقال حرفيا لمساعديه: “رأيي أنه (السادات) وقد عبَر قناة السويس لن يفعل أكثر من الاكتفاء بالجلوس هناك، وأنا لا أعتقد أنه سيعمق مدى عملياته في سيناء” (ويكون أكد ذلك للإسرائيلييين)

ولن أتوقف عند قضية الثغرة فقد قُتلت بحثا، خصوصا بعد أن صدرت مذكرات عديدة تشرح وقائعها، وكان من أهمها مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي.

وأعود لمذكرات جلود حيث يقول: اتصل “الأخ” معمر بالرئيس بو مدين وقال له بأن “ما توقعناه حصل فعلا، والقوات الصهيونية عبرت القناة وهي تحاصر القوات المصرية وتهدد القاهرة وعلينا أن ننفذ اتفاق “حاسي مسعود” (أي الوحدة بين البلدين) ثم طلب منه أن يُرسل قوات جزائرية (القوات الجزائرية كانت قد أرسلت فعلا كمال قال الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته)

وأرسلنا إلى مصر40 الف صاروخ حديث مضاد للدبابات”.

ويسافر جلود إلى القاهرة مع القذافي ويقول إن “السادات سألهما: بكم تريدون المساهمة في تعمير مدن القناة ؟ فنظرنا له بذهول وقلنا إن القوات الصهيونية غرب القناة وتحاصر القوات المصرية وتهدد القاهرة فقال: هذا لا يهم، قولو لي بكم تريدون أن تساهموا…قولوا عني أني إنهزامي ..استسلامي ..دول اليهود ما يتحاربوش” (ص 133).

ويقول جلود : في هذه اللحظات ترسخت قناعتنا بأن الحرب هي بالفعل حرب تحريك متفق عليها بين السادات والصهاينة والأمريكيين ولذا عُدنا إلى طرابلس.

ولا شك أن عبور المقاتل العربي المصري أكبر مانع مائي ولخط بارلييف يدلان على شجاعته، وهذا ما لا يحتاج لإثبات، فالشعب المصري شعب حضاري شجاع، وهو شعب مقاوم على امتداد التاريخ.

لكن جلود يقول بأن “حرب أكتوبر كانت بكل المقاييس هزيمة عسكرية وسياسية أخطر من نكسة 1967 (..) وكانت النتيجة النهائية اعتراف مصر بالكيان الصهيوني (..) باع السادات تضحيات وبطولات الشعب المصري والجيش المصري، وللأسف، لعب إعلامه ومثقفوه دورا كبيرا في تزييف الحقيقة وفي فرض الاستسلام (..) بيد أن الشعب المصري كان قد أصدر قراره بإعدام السادات (..و) سمعنا نبأ اغتيال السادات من الإذاعة يوم 6 أكتوبر 1981، فأطلق الأخ معمر بعض الطلقات من مسدسه في الهواء ابتهاجا (ص 135).

كان هذا ما قاله جلود، وكنت أنتظر أن يروي لنا ما حدث مع الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي كان في تلك المرحلة مستقرا في الجزائر يمارس نضالا إعلاميا ضد تحركات السادات بتعليمات من كيسنجر.

وذهب القائد المصري الكبير خلال الأسبوع الأول من أكتوبر في زيارة لليبيا في إطار حشد الجهود ضد ما يقوم به الرئيس المصري من تدمير للتضامن العربي، وهناك طُلِب منه تقديم أحاديث إذاعية تنوه بإعدام السادات، وأتصور أن الفريق تعرض هناك لضغوط، وهو ما أحسست به من مكالمة هاتفية أجريتها معه شخصيا من الجزائر، كانت أساسا بطلب من السيدة حرمه التي ظلت في ضيافتنا، لكن المسؤول الليبي الكبير لم يتعرض للأمر على الإطلاق.

ويعود جلود إلى الخلف عدة سنوات فيتعرض للهجوم الذي أمر به الرئيس السادات ضد القواعد الليبية في 1977 ويقول (..) قام سلاح الطيران المصري بمهاجمة قاعدة جمال عبد الناصر (..و) اخبرني بعض الضباط الليبيين أن الطيارين المصريين كانوا يقومون بالتحليق فوق قواتنا المنتشرة من طبرق إلى الحدود مع مصر، ولكنهم كانوا يلقون بحمولاتهم من القنابل والصواريخ بعيدا عن قواتنا، وهذا هو معدن الشعب المصري والجندي والضابط المصري (..) في هذا الوقت قام الأخ ياسر عرفات بدور وساطة بيننا وبين المصريين لوقف إطلاق النار وإنهاء المواجهة العسكرية (ص137).

لكن المسؤول الليبي الكبير لم يتعمق في دراسة خلفية ما حدث، بل إنه لم يقل كلمة واحدة عن الدور الجزائر في إيقاف السادات عند حده، وهو ما أرجو أن أعود له.

مفكر ووزير اعلام جزائري سابق


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى