ايران تحاول بمرونة في كل الاتجاهات.. قطع الطريق على اسرائيل وحلفها العسكري المخطط له للاقرار بجدة/ بسام ابو شريف
8 يوليو 2022، 11:32 صباحًا
المسئولون الاسرائيليون يتحدثون بكل صراحة وانفتاح ووضوح حول اهداف المؤتمر المنوي عقده في جدة تحت اشراف مباشر من جوبايدن رئيس الولايات المتحدة الامريكية فقد اعلن لابيد ومن بعده جانتس ان الهدف ليس اقامة ناتو عربي او شرق اوسطي بل ان الهدف هو السير بخطوات عملية تنسيقية ميدانية تحت اشراف قيادة القوات الامريكية الوسطى والبيت الابيض لمواجهة ايران والتصدي لها .
اي ان قادة العدو لم يخفوا اطلاقا انهم لا يركضون وراء الالقاب من حيث التحالفات القائمة بل يلهثون وراء تحالفات وانعكاساتها الميدانية على المعركة العسكرية ضد ايران اكثر بكثير مما يريدون من تلك الالقاب او تلك الوظائف الكلامية التي تعبر عنها عناوين التحالفات فقد اعلن الاردن على لسان مليكه عبدالله الثاني بان الاردن اكثر المتحمسين لاقامة مثل هذه العلاقات التنسيقية العسكرية الميدانية لمواجهة المخاطر التي يشعر بها الاردن من جنوب سوريا حيث وقالها بالحرف حلت الميليشيات الايرانية محل القوات الروسية وتابع صاحب الجلالة عبدالله الثاني بقوله ان الخطر الايراني هو ما يهدد الاردن وليس الوجود الروسي فقد كنا نشعر بالاطمئنان بوجود القوات الروسية لكننا الآن نشعر بالقلق ونسرع الى مثل هذا الحلف لحماية الاردن ودرء المخاطر الايرانية من جنوب سوريا .
كما اعلن القادة الاسرائيليون اكثر من مرة شعورهم بخيبة الامل لعودة المفاوضات بين الطرف الايراني والدول المعنية بالاتفاق النووي ومن ضمنها الولايات المتحدة الامريكية .
ولقد دفع هذا الشعور بالاحباط وعدم الرضى وزير الخارجية الاسرائيلية بارسال رسالة توبيخ غير مسبوقة للمنسق الاوروبي بوريل الذي زار طهران وقاد وفدا من الدول المعنبة باحياء الاتفاق النووي لمناقشة ايران حول استمرار ومتابعة المفاوضات وصولا لاتفاق نووي جديد رسالة لابيد لبوريل هذه تدل دلالة قاطعة على ان ما تريده اسرائيل هو افشال كل المفاوضات لتوقيع اتفاق نووي جديد مع ايران لانها تدفع باتجاه الحل العسكري بتوجيه ضربة لايران ليس بسبب المفاعلات النووية الايرانية والى اي درجة وصلت بل اسرائيل تستهدف القضاء على الصناعات الايرانية وخاصة الصناعات العسكرية لتعيد ايران نصف قرن للوراء حتى تتمكن بوتيرة التطور الحالية من التفوق على اسرائيل خلال عام او عامين من اسلحة تصنعها ايران ولا تعتمد على احد في الخارج ليوردها لها وتلازمت هذه الرسالة لبوريل التي تعبر عن الغضب والاستياء الاسرائيليين من الموقف الاوروبي تلازمت مع تجربة صاروخية مرت بهدوء دون ان تثير او يثار حولها ضجة وهي اطلاق صاروخ نحو الفضاء كتجربة لصاروخ جديد من اجل البحث العلمي اطلقته ايران في الوقت الذي تهيء وفدها للتوجه الى الدوحة لمتابعة المفاوضات بناء على اتفاق دقيق وواضح مع بوريل والوفد المرافق له والذي مثل كل الدول وبتفويض من البيت الابيض مباشرة ، اعلن بوريل ان المفاوضات ستبدأ سريعا وانها لن تكون في فيينا وستكون في دولة خليجية .
نقول ان نقل المفاوضات الى الدوحة يستهدف عدم تسليط الاضواء اعلاميا على اي مرونة تبديها الولايات المتحدة من ناحية او ايران من ناحية اخرى لكن توقعاتنا تقول بوضوح شديد وتاكيد مبني على اسس :
ان الطرفين سوف يبديان مرونة من اجل الوصول الى نقطة التوقيع على الاتفاق النووي .
هذا سيحرر ايران ويحرر نفطها وغازها وسيفتح امامها اسواقها السابقة واسواقا جديدة خاصة ان اوروبا بامس الحاجة الآن لما تنتجه آبار ايران من الغاز والنفط ، قد يكون هذا اي قدرة ايران على تزويد الاسواق بالغاز والنفط سببا من اسباب غضب اسرائيل التي قطعت اشواطا في المباحثات هي وتركيا مع الدول الاوروبية في عملية نقل للغاز من الآبار الفلسطينية المحتلة والتي تنهب ليل نهار الى اوروبا تعويضا عن ذلك الغاز الذي انقطع من انابيب روسيا التي كانت تصب غذاء غازيا لكل الدول الاوروبية بلا توقف .
هذا الاتفاق النووي اذا وقع سوف يغضب اسرائيل من زوايا اخرى فسيفقدها المبرر لارسال قطاعات عسكرية وطائرات وصواريخ ومنظومات مضادة للصواريخ الى دول خليجية ويقطع عليها بشكل ما والى حد ما القدرة على السيطرة على المداخل المائية الاستراتيجية كباب المندب ومضائق تيران وهذا سوف يجعل المبرر من ارسال كل بعثاتها العسكرية والاستخبراتية لدول الخليج اقل اهمية مما كان في السابق اذ ان الوصول للاتفاق سوف يعني امورا كثيرة على صعيد التجربة الميدانية وعلى صعيد تخفيض مستوى التوتر وعلى صعيد بسط التهدئة وعلى صعيد بسط الاستقرار والاطمئنان والشعور بالامن لدى الدول الخليجية .
ولقد سرعت ايران بالمباحثات مع السعودية قبل انعقاد هذه الجلسة وقبل انعقاد قمة جدة على وجه التحديد بقصد واضح هو التقليل من التوتر وبث الشعور العام برغبة ايران بايجاد اتفاق واسس لعلاقات مع الجيران تعد علاقات حسن جوار بعيدا عن الاشتباك او التعارض او التناقض العنيف ، ليس من قبيل الصدف ان يعلن الكاظمي ان من بين القضايا التي نوقشت من قبله مع ايران والسعودية قضايا مثل اليمن والحرب في اليمن وطرق انهائها وبسط السلام لارض اليمن وهذه هي المرة الاولى التي يقبل الايرانيون فيها ان يتحدث فريق ما عن دور ايران في وقف الحرب في اليمن فقد كان جوابها التقليدي ان هذا امر منوط بشعب اليمن وقيادة اليمن مما لا شك فيه ان هذا الموقف بقي نفس الموقف بمعنى ان القرار سيبقى لقيادة اليمن ولشعب اليمن لكن ايران ابدت اهتمامها واستعدادها لبذل جهودها الطيبة من اجل انهاء الحرب على اسس واضحة لا تمس مصالح الشعب اليمني الاستراتيجية ، نتوقع ان تكون اجتماعات الدوحة سريعة وحتما يجب ان تصل لنهايات قبل اجتماع جدة هذا ما تريده ايران اما ما تريده اسرائيل فهو عرقلة ذلك حتى يعقد مؤتمر جدة قبل الوصول لاي اتفاق ولو بالاحرف الاولى بين ايران والولايات المتحدة .
اجمعت الاطراف كلها على ان الاجتماعات في الدوحة هي اجتماعات بين ايران والولايات المتحدة بواسطة اوروبية لكن هذا لا يعني ابدا ان لا نضع النقاط على الحروف ونقول ان مباحثات الدوحة هي مباحثات ايرانية امريكية صرفة فالطرفان سيلتقيان من اجل حل كافة القضايا العالقة بموقف مرن من قبل الطرفين وليس من قبل طرف واحد .
اذا سارت الامور بهذا الاتجاه فان غضبا سيشوط باسرائيل والمسئولين الاسرائيليين وهذا الغضب والتوتر سوف ينعكس على اسرائيل ونشاطاتها خارج حدودها لان اسرائيل تعيش ازمة الازمات داخل حدودها وتناقضاتها وتناقضات مسئوليها السياسيين ومسئولي الاحزاب ولدت مزيدا من التفتت في الاحزاب فتدنت نسبة النجاح في الانتخابات القادمة الى 5،1 وهذا يعني ان مجموعات صغيرة جدا قد تستطيع الاتيان بالكنيست الاسرائيلي بعضو او عضوين مما سيجعل اي قرار في المستقبل صعب للغاية مما سيضطر اسرائيل لاجراء مزيد من دورات انتخابية وسوف تغطس في تلك الدوامة التي لا حدود لها في العمق دوامة الانتخابات المتتالية وانهيار الدولة .
اذن علينا ان نتوقع مرونة ايرانية تساهم في نسف الاسس التي ارادت اسرائيل ان ترص في مؤتمر جدة لتدخل الى ميدان الخليج العسكري دخول المنتصرين وبذلك تتحول المرونة الايرانية الى سلاح هجومي نرجو له التوفيق .