ما هي الهدية التي ستقدمها أمريكا لإسرائيل خلال زيارة بايدن للمنطقة / د. بسام روبين
12 يوليو 2022، 02:38 صباحًا
لقد التزمت أمريكا بأمن اسرائيل وأعلنت ذلك مرارا ومن فوق أراضي عربية ،حتى أن البيت الأبيض لم يعير اهتماما لشعوب تلك الدول ولا لحكوماتها وكأننا عبيد عندهم ،ويتسابق الزعماء الأمريكيون بين فترة وأخرى على تقديم هدايا من لا يملك لمن لا يستحق لإسرائيل لتقترن بأسمائهم كنوع من وفائهم للكيان المحتل ،لذلك تأتي زيارة زعيم البيت الأبيض بايدن للسعودية ضمن هذا السياق ،على الرغم من علم أمريكا بأن قواعد اللعبة قد بدأت تتغير ،فالسياسة السعودية والإماراتية باتت تميل إلى مصالحها والتفكير خارج الصندوق الذي كانت قد حددته أمريكا لهم على مر العصور، مما سيجعل مهمة الرئيس الأمريكي تواجه صعوبات قد لا تمكنه من تقديم هديته كما تم الإعداد والتحضير لها، فلا يوجد مصلحة للعرب بانضمامهم إلى أي حلف عسكري تتواجد فيه اسرائيل وهي العدو التاريخي لهذه الأمة ،فالعدو من وجهة نظرهم مختلف عن العدو بمنظور العقيدة الإسلامية والعربية ،وعوامل نجاح أي حلف تتمثل في تحديد المهمة والأهداف والالتقاء عليها ،ومن الصعب على الدول العربية أن تتفق مع إسرائيل على هاتين النقطتين، سيما وأن موجبات الفشل قد تضخمت مؤخرا بعد إنكشاف الوزن الحقيقي لأمريكا في العالم ،وظهور ذلك جليا على الساحة الأوكرانية وأثناء تعرض السعودية والإمارات للعدوان الحوثي ،فلا يمكن للسعودية والإمارات أن تعرضا أمنهما القومي واقتصادهما للخطر إرضاءا لأمريكا ودفاعا عن إسرائيل ،بعدما تأكد نجاح إسرائيل في عرقلة الإتفاق النووي ،والتخطيط مع أمريكا لجعل الدول العربية عمقا إستراتيجيا لها بصفتها كيان محتل فاقد للشرعية الحقيقية ولأي عمق استراتيجي وتحديدا من جهة محور المقاومة ،فعملية نشر أي منظومات دفاع جوي على أرض عربية سيكون لها محاذير كثيرة ونتائج سلبية على الدول العربية ،وفيها خرق أمني بل ستعرض الأمن القومي العربي للخطر سيما وأن كلمة السر لهذه المنظومات الدفاعية ستكون بيد إسرائيل وأمريكا فقط، وربما يكون المخطط الذي تسعى له إسرائيل هو إنطلاق الضربة الأولى لإيران من إحدى الدول العربية دون علمها ،وبالتأكيد سيكون الرد الإيراني قاسياً على مصادر النيران وعلى تلك الدولة وشعبها ،وستقف إسرائيل وأمريكا كعادتهم يراقبون العرب والمسلمين وهم يتساقطون نتيجة لذلك المخطط الشيطاني الذي تخطط له إسرائيل منذ زمن بعيد وبدعم كامل من أمريكا.
لذلك أنا أعتقد كمحلل و رجل أمن يقرأ الخط الممحي ،بأن الرئيس الأمريكي سيعود بخفّي حُنين للبيت الأبيض بعد سقوط حليفه البريطاني جونسون ،وتسريبات الرئيس الفرنسي لمكالمته مع حاكم الإمارات ،وربما لن يستطيع السيد بايدن في هذه الزيارة تقديم الهدية المتوقعة لإسرائيل والمتمثلة في توسيع دائرة التطبيع، وحث الخليج على اتخاذ موقف سلبي ضد روسيا وتحويل الأرض العربية لعمق استراتيجي لإسرائيل ،تمهيدا لتوجيه ضربة سريعة لإيران وحزب الله وحماس تؤمن تصدير الغاز اللبناني لأوروبا عن طريق اسرائيل وتدفع الأمة العربية والإسلامية قرنين إلى الوراء ،ما لم يكن هنالك هدية أخرى منزوعة الدسم وتنازلات كاملة الدسم مقابل نقل المعارك من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط لحماية ذوي العيون الزرقاء ،وتقديم العرب والمسلمين قربانا لحرب مدمرة تحقق أحلام الكيان الصهيوني كانت قد خططت لها الماسونية العالمية منذ زمن بعيد بدقة وعناية ، وستكون الفاتورة العربية باهضة الثمن ،وسيمثل العرب كشاهد زور ،في حال موافقتهم على الاملاءات الغربية.
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية ،وأعاد لها أمجادها.