canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربموضوعات رئيسية

شذوذ التطبيع وتطبيع الشذوذ!/ دكتور محيي الدين عميمور

كانت الكتابة هي هوايتي عندما بدأت حياتي العملية في نوفمبر 1963  كطبيب في البحرية الجزائرية ثم في عيادتي الشخصية ابتداء من 1966، وواصلت الكتابة حتى بعد “انحرافي” عن الطب.

كنت بدأت الكتابة في مجلة “الجيش”، وهي مجلة عامة صدرت بتشجيع من وزير الدفاع آنذاك العقيد هواري بو مدين، الذي أصبح رئيسا لمجلس الثورة بعد يونيو 1965، وكانت في بداية مرحلة استرجاع الاستقلال منبرا رائعا للفكر ورائدا للمشاعر الوطنية، وجمعت نخبة من خيرة الكتاب الجزائريين كان من بينهم زهزر ونيسي وعبد الله ركيبي وعثمان سعدي وأبو العيد دودو والطاهر وطار والتلي بن الشيخ وعمر البرناوي وأبو القاسم خمار والتركي رابح وآخرون محا مرور الزمن أسماءهم من الذاكرة.

واكتشفنا يومها أن بو مدين كان يتابع كتاباتنا بكل اهتمام، وأعترف أن ذلك أعطانا جرعة هامة من التشجيع لمناقشة العديد من القضايا الوطنية والدولية.

ad

ويحدث، بعد أقل من عشر سنوات أن يستدعيني الرئيس هواري بومدين لأعمل بجانبه مستشارا لشؤون الإعلام، وأفاجأ بأمر لم أكن أتوقعه.

ففي جلسة مع الرئيس وجدته يذكرني بسطور كنت كتبتها في منتصف الستينيات، وكنت فيها متحمسا لتحديد النسل، حيث كنت أرى فيه حماية للبلاد من الانفجار الديموغرافي الذي يجهض كل جهود التنمية وتحقيق الازدهار الذي يطمح له شعب دفع الملايين من الشهداء من أجل انتزاع حريته ونيل استقلاله.

وقال لي الرئيس: أنت مخطئ تماما في تصورك أن تحديد النسل هو علاج للانفجار الديموغرافي، خصوصا بالأسلوب الذي تمارسه الصين مثلا، ويمكنني أن أقول لك أنه سيأتي يومٌ تشيخ فيه الأمم، ويصبح تشجيع الناس على تشبيب الأمة بزيادة عدد المواليد أكثر صعوبة من حضهم اليوم على تحديد النسل.

كان ذلك الطرح أبعد ما يكون عن تصوري كطبيب شاب، وسمحت لي رقة الرئيس في التعامل معي، كشأنه مع مساعديه الأقربين، في أن أحاول مناقشته في الأسلوب الذي يراه لمواجهة هذه القضية التي تؤرق معظم البلدان النامية، وفوجئت بأنه يرى ذلك في كلمتين …. تعليم المرأة.

قال لي بومدين يومها : انظر حولك وستكتشف أن زوجين حصلا على نسبة معتبرة من التعليم يمارسون تنظيم نسلهم بشكل شبه آلي، لأن كثرة الأبناء، والذكور على وجه التحديد، كان يعكس حاجة أسرة محدودة الدخل إلى أيدٍ عاملة تسدّ نفقاتها، ومع جهود التنمية وتناقص الأمية بدأ ذلك الأمر يتغير بدون إجراءات سلطوية.

عاد كل ذلك إلى ذهني وأنا أتابع برنامجا متلفزا عن جهود أوربية بذلت في الهند لتحديد النسل، وكشفتْ ذعر الغرب من الزيادة السكانية التي تعرفها بلدان آسيوية تعيش انفجارا سكانيا لا يمكن تجاهله.

لكن ما كشف عنه البرنامج هو الأسلوب الإجرامي الذي استعمل مع السكان، ليس فقط في وضع “اللولب” الذي يمنع الحمل بل في إجهاض الحوامل، وكان ذلك يتم بضغوط رهيبة وبرشوة النساء الفقيرات في غالب الأحيان، ونتج عن تلك العملية التي مورست بأسلوب قمعي مآس كثيرة، فقد فقدت كثيرات أرواحن بإصابات جرثومية

وتذكرت على الفور فيلما رهيبا عن قصة لدان براون، مؤلف “شفرة دافنشي”، اعتمد فيها على تصور درامي لجحيم “دانتي”.

قدم الفيلم الذي حمل اسم “انفرنو” أو الجحيم، فيما فهمته، قصة مؤامرة كبرى كان وراءها عالم وراثيات كان يرى أن العالم مقدم على أزمة غذائية رهيبة بحكم تزايد عدد السكان، وهكذا رأى أن الحكمة هو في تخفيض عدد المواليد ليضمن أن يتمتع البشر بالمستوى المطلوب من الازدهار المعيشي.

وفي هذا الصدد استطاع أن “يخلق” تركيبة “جينية” تتحكم في النسل البشري وتؤدي إلى تعقيم من يصاب بها، وأعد لذلك قنبلة وضعت تحت مركب “أيا صوفيا” في تركيا.

والفيلم هو تتمة لفيلم ملائكة وشياطين، وهو من بطولة توم هانكس  إلى جانب فيليسيتي جونز، عمر سي، سيدس كنودسين، بن فوستر وعرفان خان.

ولعل فكرة هذا الفيلم تقف وراء ما تردد من أن جائحة “كورونا” كانت مؤامرة مقصودة للتخفيف من عدد السكان، بالتخلص من كبار السن ومعتلّي الصحة والمصابين بتشوهات خلقية، وهي ادعاءات يمكن أن يدحضها ما قيل من أن إصابات الجائحة في العالم الثالث، الذي يتزايد سكانه بشكل يثير قلق الشمال، كانت أقل من الإصابات في العالم المتقدم.

أثار كل هذا في ذهني الخبر الذي نشر هذا الأسبوع عن قرار اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتوزيع الواقيات الذكرية من الحمل مجانا على الذكور من الشباب، ولست أعرف ما إذا كان القرار “رشوة” جنسية للشباب لكي يمارس الجنس “على راحته”، أم عملية هدفها تفادي حالات الحمل، مع التذكير بأن فرنسا كانت قد أصدرت قوانين تبيح الإجهاض، في تناقض مع توجهات الكنيسة.

لكن أمرا آخر قفز إلى ذهني بشكل رأيته في البداية مثيرا لسخريةٍ، تحولت إلى دهشة ثم إلى تساؤل رأيت أنه يستحق أن نقف عنده.

هذا الأمر يتعلق بما نُشر عن صادقة الكونغرس الأمريكي على قانون يسمح بزواج المثليين، وهو  يعني إضفاء الشرعية على الشذوذ الجنسي، مما أعاد إلى ذهني الحماس الألماني الغريب للشذوذ الجنسي، الذي يطلق عليه “المثلية” لسبب سبق أن أشرت له، مما جعل البعض يطلق على ألمانيا اسم “ألوانيا”، إشارة إلى علم قوس قزح الذي يرفعه الشواذ.

لكن الأمر الغريب في هذا، والذي يرتبط في ذهني بموضوع هذا الحديث وبحديث قبله تناولت فيه الخلفيات الخبيثة لتعامل الشمال معنا، هو محاولة الشمال تصدير تقبله للشذوذ الجنسي إلى بلدان الجنوب، والذي وصل إلى حد العمل على استصدار قواعد دولية تنطلق من اعتباره حرية شخصية، ويُفرض علينا تقبل هذه القواعد بأساليب ابتزازية مُقرقة.

والأكثر غرابة هو أن ذلك التوجه يتناقض مع مواقف الشمال في قضايا أخرى ومن بينها قضية التدخين على وجه المثال، فلا جدال أنه حرية شخصية لكن الإعلانات الترويجية للسجائر ممنوعة، والمدخنون يحاصرون في كل مكان.

وأتذكر هنا أن الكيان الصهيوني، الذي تقلقه أرحام الفلسطينيات، لا يعاني من أي ضغط غربي يفرض عليه الترحيب بالشذوذ الجنسي.

 والتساؤل البسيط، الذي قد يبدو ساذجا أو سطحيا، هو هل الحماس للشذوذ مجردُ دفاعٍ عن الحرية الشخصية أم أنه أسلوب جديد مبتكر للتقليل من عدد المواليد بتشجيع ما يتعارض مع الزواج الطبيعي الذي هو سنة الكون، حتى بالنسبة للنباتات ناهيك من الحيوانات.

ولا أملك أي إجابة وأنا ألاحظ أن “الألوانية” تتناقض مع كل الشرائع السماوية، وأعجب لأن القيادات الدينية في الشمال لم تتجند لمحاربة الموجة التي تشجع وراثة قوم لوط بدلا من أن تسير بمنطق: إذا بليتم ….

ولا أحب أن أعتبر ذلك نتيجة عقدة تنتج بين الحين والآخر عما يقال من وجود علاقات جنسية لا شرعية في بعض المؤسسات الدينية.

فهل أخطئ إذا اعتبرت كل محاولة لتلميع الشذوذ والتطبيع اللغوي معه باستعمال تعبير “المثلية” بداية عملية تدميرية لأخلاقيات المجتمع الإنساني، وهل أبالغ إذا انزلقت إلى حد وضعه في خانة محاولات خبيثة مبتكرة للتحكم في النموّ الديموغرافي، والتي يتم تصديرها إلى الجنوب إلى أن تصبح أمر عاديا في مرحلة أولى، ثم تحاربه، في مرحلة تالية، مؤسسات الإعلام في الشمال، ونفوذها جبّار وفعّال لما يريد أو يُراد منه، وبعد أن تكون نتائجه الديموغرافية المُدمرة قد أنشبت مخالبها في بلدان الجنوب، فيصبح الشاذ أمرا طبيعيا، وتماما كما حدث مع عمليات التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، وترفع أعلام قوس قزح كما رفعت الإعلام الإسرائيلية متعانقة مع أعلام البلدان المعنية في جو من الفرحة الغبية والترحيب الصبياني والتهليل الأحمق.

تساؤلات لا أملك لها جوابا.

كاتب ومفكر ووزير اعلام جزائري سابق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى