شرفكم العسكري في حذاء الصهيوني.. وشرف شعبنا بدعم المقاومة/ فؤاد البطاينة
27 أبريل 2023، 02:17 صباحًا
انعزال حكام العرب عن شعوبهم تُدخلنا في حالة “انتهاء الغاية في الزمان، ويقابلها، انتهاء الغاية في المكان، أقطارنا خارج مفهوم الدول بفعل انقطاع الوصل بين مكوناتها، هي دون مرتبة الدول الفاشلة، لأن الخلل هو في كياناتها السياسية، فالسلطة فيها ممثلة بحكام وصَلَ بهم العجز والخضوع الى بيع مصالح دولهم الحيوية وقضايا شعوبهم للعدو كسبا لرضاه بصمت من شعوبهم، وإنسان شعوبها فاقد لاعتباراته القانونية والإنسانية والنفسية، والوطن لا يشكل خطاً أحمر للسلطة أو الشعب، ولم يعد لحكامها وشعوبها معاً سوى أولوية البقاء بأي ثمن.
ولعلي اطرح في هذا تساؤلين محوريين الأول، ماذا وراء استكانة شعوب الدول العربية وردتها، فلا الجوع يحركها ولا التشريد ولا اغتصاب الحقوق وهدر الكرامات ولا احتلال الأوطان ولا الحرب على عقيدتها ومقدساتها ولا ولا ولا… والأخر، لماذا خلت صداقاتهم وتحالفاتهم من الندية منذ إعلان استقلال دولهم وغاب معها استقلالية السياسة والقرار، ولماذا الديمقراطية خط أحمر لهم، كيف لحكامها أن يتجندوا في صفوف العدو وكيف انضموا في النهاية علانية للكيان وبدأوا بهدم وتفكيك دولهم، وهل هذا مؤشر قوي على أنها دول ابتدأت فعلا مستعمرات غير معلنة؟. هل نشهد طرح هاتين الظاهرتين المترابطتين أمام النخب العربية ومراكز البحث خدمة لحاضر ومستقبل أمة بلا بوصله
وإلى ذاك الحين، نبقى نتفاعل مع الحدث. فكيف للأنظمة العربية وحالنا هكذا، أن تستجيب لحقيقة أن أي تطبيع أو اعتراف بالكيان الصهيوني نتيجته تدمير القطر واستبدال نظامه، وكيف تستوعب أن لكل عميل دوراً ثم يداس عليه بانتهاء دوره. وها هي الأنظمة المطبعة لا ترعوي وتستمر على الحياد فيما يجري في السودان بتعليمات خارجية متجاهلة بأن نسخة حميدتي العميل الشريك لعميل أخر موجودة في كل الدول المطبعة على الأقل. وكيف للسودانيين أن لا يدركوا بأن ما يجري في بلدهم هو نتيجة صمتهم صمت القبور على تطبيع مختطفي ثورتهم مع العدو الصهيوني، والمستغرب أنهم لم يتركوا خلال ثلاث سنوات هتافاً إلا واطلقوه سوى هتاف “لا للتطبيع”
بقلوب مَدمية يعتصرها القهر والهوان نتابع الأنظمة العربية كلها وهي تتفاعل مع ما يجري من افتراس وتدمير للسودان وشعبه، بإجلاء رعاياها دون تدخل، حتى من مصر، المتضرر الأول، ماذا تنتظرون لأنفسكم ولدولكم وشعوبكم يا حكام أخر الزمان؟ أتساءل من سيجلي رعاياكم من أوطانها عندما يعم ويُستكمل الدور وتنتهي وظيفتكم، وإلى أي مكان يذهبون؟ أو لو تشعرون بعمق ذلّكم وباستحقار حكام العالم لكم كخونة لأوطانكم ولعقيدتكم وشعوبكم، مفضوحون على بعضكم، عاجزون عن أن تقعدوا مقاعد الرجال فتجتمعون مع بعضكم اجتماع هذرة المطلقات، وكل منكم في جيبه وصفة سيده الصهيوني. التاريخ لا ينسى أحدا منكم.
عسكريان اثنان عميلان للكيان الصهيوني يتكلمان بالشرف العسكري وبالحرص على الحكم المدني الديمقراطي ويفتكان بنفس الوقت بالشرف الوطني والأخلاقي والعقدي، ويقومان بدور أسيادهم في انفراط الدولة وضياع وطن وهلاك شعب، إنه شرف العملاء، ويا للهول من تسابق على كرسي زعامة الخيانة فليس منهما من يتركه للأخر، فكلاهما يحاول أن يثبت للسيد الصهيوني بأنه الأجدر بحمل شرف تنفيذ رسالة الصهيونية، والصهيونية تنتظر استكمال المهمة وامتدادها لعشرة دول على رأسها مصر.
أتمنى وصول صوتي لشعب كل قطر عربي نظامُه مُطبع مع كيان العدو المحتل لفلسطين، أن يصحى لحظة واحدة ويقرأ مستقبله ومستقبل وطنه. “إسرائيل” كيان عدو وجودي لكم ولعقيدتكم وتاريخكم، صمْتكم على إدخاله لحضنكم كإدخال الخنازير لمزرعة، ثمن صمتكم فقداناً لبلدكم بكيانه وأرضه ولأنفسكم، ويُلحق بكم الذل والهوان والضياع والزوال، صمتكم ردة، ردة، بكل معانيها وأشكالها، إنقذوا أنفسكم وبلادكم من لعنة فلسطين والأقصى إنها تطاردكم، طهروا أنفسكم وضمائركم وعباداتكم، ولن تطهروها إلّا بمواجهة خيانة التطبيع وبدعم المقاومة ونصرة شعب فلسطين، التعويل عليكم، فدولكم مُقعدة وحكامكم بغال صهيونية تحرث في أوطاننا.