canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربموضوعات رئيسية

يوم الذاكرة في “مليانة” التاريخية/ دكتور محيي الدين عميمور

هو لقاء في المدينة التي كانت من أعظم مدن مقاطعة موريتانيا القيصرية، وواحدة من أشهر وأهم المدن التاريخية الجزائرية، أنشأت في القرن 25 قبل الميلاد، وكانت قبلة ابن بطوطة قبل توجهه إلى تلمسان، والقلعة التي ألحقت عام 1841 أول هزيمة بالجنرال بيجو، واحتضنت الصناعات العسكرية التي أقامها الأمير عبد القادر مستفيدا من خام الحديد الذي وهبه جبل “زكار”.

ويستطيع أي جزائري يزور بلادَ الجنّ والملائكة اليوم أن يرفع رأسه عاليا وهو يقف أمام برج “إيفل” في باريس، ويقول لمن حوله من الفرنجة: هذا الإنجاز الذي يمثل بلادَكم هو من حديد بلادي الذي سرقتموه.

وأستعيد هنا ما حدث في قلب باريس، بعد أن وضع الرئيس الشاذلي بن جديد باقة ورود على قبر الجندي المجهول، حيث قلت لصحفي فرنسي بدا سعيدا، وربما متشفيا، بتكريم الرئيس الجزائري لمحارب فرنسي، قلت له ضاحكا: إذا كانت رفات المدفون هنا هي فعلا رفات جنديّ “مجهول”، فلا أستبعد أنه قد يكون مجندا جزائريا، مات وهو يحرركم من الغزو النازي.

https://12b6a987815348b7dfeae92cd5ac2e87.safeframe.googlesyndication.com/safeframe/1-0-40/html/container.html

وكنت رحبت على الفور كتابيا بالدعوة التي تفضل بها والي عين الدفلى الأخ عبد الغني فيلالي، لكنني أصبت بالذعر عندما تلقيت برنامج الملتقى وتملكني الشعور بأن الدعوة تكاد تكون فخّا.

فكيف أجرؤ على أن أتحدث عن التاريخ في حضور “تينور” تاريخ مثل الصديق محمد الأمين بلغيث وبقية الرفاق الحسني ودغيدي ويحياوي وغيرهم، هذا بالإضافة إلى القائمة الثرية من الأساتذة الذين أنتجتهم جزائر الاستقلال والذين سيسعدني أن أستفيد منهم بقدر طاقتي على الاستيعاب.

ولأسباب ثلاثة قررت أن أواجه التحدي، أولها تسجيل الشكر والتقدير للوالي الذي أدرك أهمية تسليط الأضواء على مواقع وأحداث يحفل بها تاريخنا المجيد، وتزرع في نفوس رجالنا، والشباب في المقدمة، مشاعر الاعتزاز والافتخار بجزائر الأجداد، خصوصا في مرحلة يعرف فيها الوطن العربي والعالم الإسلامي وضعية إحباط وإذلال، تذكر بقول الرسول عليه الصلاة والسلام : تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة عل القصعة.

وكان السبب الثاني هو أن الحديث عن “مليانة”، التاريخ والحضارة والكفاح، هي فرصة للتذكير بواحد من رجالاتنا كاد النسيان يطويه، هو شيخ المؤرخين عبد الرحمن الجيلالي، صاحب كتاب المدن الثلاثة، الذي نجد فيه إلى جانب تاريخ هذه المدينة الرائعة كلا من الجزائر والمدية، وهو ردّ ضمني على الإفرازات الصوتية التي تقيأها يوما رئيس دولة أجنبية تعرفونه جيدا، مكررا في ذلك ما كان قاله الجنرال الشهير في خطاب استهانة مقصودة ببلاد عرفت يوغورطا وتاكفاريناس، قبل أن تكون بلاده نفسُها قد أصبحت ما هي عليه.

السبب الثالث هو التذكير بأن اللقاء يتم في شهر له وجود مأساوي في أجندتنا العربية والإسلامية، لدرجة أنني أسميته يوما شهرَ الأحزان، وهو شهر مايو.

ففي أول ماي 1962 نفذت فرنسا تجربة نووية جديدة في الصحراء الجزائرية، بعد التفجير الثاني الذي نفذته في اليوم السابق، ولست في حاجة لاستعراض المآسي التي نتجت عن التفجيرات، والتي لا زلنا نعاني منها إلى اليوم.

وفي مثل هذا اليوم من عام 1962، نفذت منظمة الجيش السري الإرهابية عملية إجرامية في ميناء العاصمة خلفت عدد هاما من الشهداء والجرحى من عمّال الميناء، الذي يحتضن اليوم تمثالا يخلد ذكراهم.

وفي الثالث من هذا الشهر من عام 1982 استشهد وزير الخارجية الجزائري محمد الصديق بن يحيى وعددٌ هام من مساعديه، وذلك بعد إسقاط الطائرة التي كانت تنقله عبر بعض عواصم المنطقة مبعوثا خاصا للرئيس الشاذلي بن جديد، الذي كان يبذل الجهود لإيقاف الحرب العراقية الإيرانية.

وبدون خوض في التفاصيل التي لا يتحملها الوقت المحدود لهذه المداخلة أقول إن من أسقط الطائرة هو من كان يريد للحرب أن تستمر حتى يتم تدمير البلدين نهائيا.

ثم يأتي تاريخ الثامن مايو 1945 المحفور في ذاكرة كل وطني وهو ذكرى الإجرام الوحشي الذي مارسته القوات الفرنسية ومن معها من “الكولون” ضد متظاهرين جزائريين مسالمين كانوا يحتفلون بهزيمة المحور التي كان أبناؤهم وآباؤهم من بين من فقدوا أرواحهم في سبيل تحقيقها وانتزاع فرنسا نفسها من بين براثن هتلر.

وعاشت الجزائر مذابح قسنطينة وخراطة وسطيف، والتي لم تقتصر مآسيها على المواقع الثلاثة وعلى ساعات ذلك اليوم بل امتد القمع والتنكيل أسابيع وأسابيع عبر معظم جهات الوطن، ونفذت السلطات الاستعمارية أحكام إعدام ضد عدد من الكشافة اتهموا بالمشاركة في المظاهرات، وذلك بالإضافة إلى من أعدموا خارج القانون، ومن هنا أصبح عدد الشهداء عشرات آلاف، وهو رقم هائل يوجد اليوم من أبناء “الحركى” من يجرؤ على رفع صوته منكرا ضخامة العدد، ورحم الله عبد الحميد مهري الذي نُقل عنه قوله أن للرداءة أهلها.

ويعرف الوطن العربي في 15 مايو 1948 قيام الكيان الإسرائيلي الغاصب بتكوين دولته على الأرض الفلسطينية، وهكذا أعطى من لا يملك من لا يستحق وسُلِب الحق من صاحب الحق.

ويواجه العرب الجريمة بالزج بالجيوش الرسمية الهزيلة في حرب نظامية بحجة دعم الكفاح الفلسطيني، في حين كان المنطق اتباع حرب العصابات ومواجهة العدوان بموقفين تاريخيين، الأول دعم المجاهدين الفلسطينيين بالمتطوعين وبالأسلحة اللازمة وعدم الاعتراف بأي هدنة لتثبيت حدود الدولة الجديدة، والثاني الإعلان عن تكوين دولة فلسطين على الأجزاء التي أقرتها الأمم المتحدة في نوفمبر 1947، والاعتراف الرسمي بها ودعوة الأصدقاء للقيام بالمثل.

لكم ما حدث هو أن القيادات العسكرية العربية نزعت السلاح من المجاهدين الفلسطينيين بحجة أنها ستتولى هي مهمة تصفية العصابات الصهيونية.

 ولأن الجيوش العربية كانت مجرد جيوش استعراضات عسكرية فشلت في تحقيق أي انتصار، وتمددت حدود إسرائيل إلى أن تجاوزت ما منحته إياها منظمة الأمم المتحدة، وضاعت دولة فلسطين التاريخية بتقسيمها بين الأردن ومصر، وصار ما صار مما يعرفه الجميع.

والحديث عن مايو يجب أن يذكرنا بوفاة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة في 25 مايو 1883 في دمشق حيث كان الأمير عبد القادر قد  نُفي إليها بعد أن تعرض لخيانة دفعته إلى الاستسلام بعد 17 سنة من الكفاح.

 وسنعيش في الزمن الرديء أقوال مخلوقات من أبناء من تحالفوا عمليا مع من صوتوا ضد الاستقلال في 1962، تلوم الأمير على ما أسموه هروبا من الجهاد، وليس سرّا أنها نفس الشرذمة التي تتفنن في الإساءة للأمير وللحاج وللعقيد الرئيس وللصدر الفريق، ولكل من يقول فيهم كلمة خير.

ودائما مع شهر مايو، وفي 27 منه، ينتقل إلى رحاب الله مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية محمد بوراس شهيدا على يد القوات الاستعمارية، وأذكر هنا بأن الشعار الكشفي الجزائري لم يعتمد الشعار الذي وضعه اللورد بادن باول، أي زهرة الزنبق ( Fleur de lis) بورقاتها الثلاثة، التي تخلد الثلاثية المسيحية المعروفة (الأب والابن والروح القدس) ولكن المجاهد الجزائري الشهيد كان قد اختار زهرة الياسمين، بورقاتٍ خمسٍ تشير إلى مبادئ الإسلام الخمسة.

لكن مايو شهد عدة إنجازات لها رمزيتها الرائعة التي سجلها العدوّ نفسه، مثل ما حدث في باريس نفسها في 26 مايو 1957 حيث أُعدِم الخائن علي شكال في ملعب الكرة وهو يجلس إلى جانب رئيس الجمهورية الفرنسية، حيث تعمد  محمد بن صدوق ألا يصيبه برصاصاته، وكانت رسالة ثورية تنحني أمامها كل الرسائل السياسية.

 وكان من الإنجازات زيارة الشيخ البشير الإبراهيمي لبغداد ضمن وفد جبهة التحرير الوطني في إطار حملته دعما للثورة الجزائرية، وهو ما واظب الشيخ ورفيقه الفضيل الورتلاني على القيام به منذ اندلاع الثورة في أول نوفمبر 1954، بحيث لم يتخلفا يوما عن دعوة الشعوب العربية والإسلامية للوقوف إلى جانب الشعب الجزائري.

وكان من الإنجازات التي تمت بفضل التكاتف العربي والإسلامي مع الثورة الجزائرية تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 مايو 1960 على لائحة تطالب بتطبيق حق تقرير المصير للشعب الجزائري، على أساس احترام الوحدة الترابية الجزائرية، وهو ما كان صفعة لبعض الطامعين في انتزاع بعض الأراضي الجزائرية.

ولا يمكن أن أختتم الحديث عن أحداث مايو بدون أن أشير إلى إضراب الطلبة في 19 مايو، والذي أعترف أنني لم أصل بعد إلى يقين مطلق بخلفياته، وهل هو بتوجيه من الجبهة أو هو مبادرة قامت بها نخبة من أبناء الجامعات الفرنسية.

لكنها فرصة أنادي فيها بضرورة إعادة النظر برلمانيا في بعض التواريخ التي تحمل صفة الأيام الوطنية، ومن بينها عيد العلم وأهمها يوم الطالب، الذي أقترح أن يكون يوم 24 أبريل، يوم إعدام أول طالب بالمقصلة في 1957، هو طالب جامعة الجزائر طالب عبد الرحمن، لأن التاريخ المتعارف عليه اليوم قد يعطي التصور بأن الطلبة كانوا بعيدين عن الثورة حتى 19 مايو 1956، في حين يسجل التاريخ بأنهم سارعوا إلى الالتحاق بالثورة منذ أيامها الأولى، وكان من أول شهدائهم بلقاسم زيدور، الذي قُتِل تحت التعذيب في الأيام الأولى من نوفمبر 1954.

ولاحظوا أني لم أتوقف عند يوم العمال الذي احتفِل به أمس لأنني لا أعترف به، وأرى أن عيد العمال عندنا هو يوم 24 فبراير، والسبب معروف، فهذا هو اليوم الذي أنشئ فيه الاتحاد العام للعمال الجزائريين.

مفكر ووزير اعلام جزائري سابق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى