خذوا كراسيكم وأعيدوا لنا سورية/ المهندس باسل قس نصر الله
نعم .. لقد تجاوزنا خطوط الفقر كلها.
وألف نعم .. أننا “نُطحَن” كل يومٍ.
و “نُجلد” كل يومٍ.
ونقفُ على أبواب الجمعيات الخيرية والكنائس والمساجد كل يوم.
نعم .. بأننا “شحّادين يا بلدنا”.
وبأننا أصبحنا “شويّة مساكين”.
وبأننا “مظلومين يا بلدنا .. إي وحياتك مظلومين”.
نعم يا وطني الرائع يا وطني ..
يجتمعون بإسمنا ويصرخون بإسمنا
ويلوون ذيل الذئاب بإسمنا.
ونتخدّر أيها الوطن الرائع وهم يُتحفوننا بدرس بليغٍ في الاقتصاد .. ونحن الذين لا نفهم إلا كيف نوفّق بين الليرات التي معنا وبين مصاريف الحياة التي تعجننا.
ومع ذلك فنحن لن نغادر سورية.
لأننا “هنا باقون على صدوركم” نحن الذين “نجوع .. نعرى .. نتحدّى”.
خذوا كراسيكم وأعيدوا لي سورية”.
خذوا مناصبكم وأعيدوا لنا أحلام الفقراء.
لكم ابتساماتكم ولنا أحزاننا.
لكم سوريتكم ولي سوريتي.
لكم سوريتكم بكل كراسيكم ومناصبكم وسياراتكم .. ولي سوريتي وفيها عامل القمامة الذي تطحنه قماماتكم.
لكم ابتساماتكم وغضبكم أمام الكاميرات وكلماتكم المندّدة والمهدّدة ..
لكم خطبكم الرنانة والتهجّم بقصد كَسْب الشعبية الرخيصة.
نعم أن الغلاء يقت*لنا
وأن زمهزير الشتاء القاسي يغلّفنا
وإن السكر والرز والغاز والحمّص وعبوات المياه في بطاقاتنا الذكية “ما زالت على أحسن ما يكون”.
ونحن لا نقول إلا “إن إلى الله لراجعون”.
ومع ذلك فأنا لن أغادر.
ليس لأجل وعودكم وتحليلاتكم .. بل لأجل سوريتي.
اللهم اشهد اني بلغت