الحرية فى مواجهة الإسلامو فوبيا فى الغرب/السفير د. عبدالله الأشعل
9 أغسطس 2023، 00:14 صباحًا
تواترت حوادث الأعتداء على المسلمين ورموز الإسلام فقد قتلت شابه مصرية فى ديوان المحكمة فى ألمانيا أثناء المحاكمة اعتدى عليها المتهم وقتلها فى حضور حرس المحكمة والسلطات الألمانية مما اعتبر تواطؤأ من الحكومة الالمانية مع القاتل وبالطبع لم تحرك الحكومة المصرية ساكنا ولو علمت الحكومة الالمانية أن مصر أو أى دولة أخرى أهين رعاياها عندهم لها أنياب لقامت بواجبها فى حمايتهم . أما رموز الإسلام فنذكر الرسوم المسيئة للرسول الأكرم وزوجاته فى فرنسا والدانمارك ودول أخرى أما الاعتداء على القرآن الكريم فقد تم فى أماكن متعددة منها القاء المصحف فى المراحيض فى معسكرات الجيش فى بعض الدول الأوروبية ومنها احراق المصحف فى عدد من الدول أخرها السويد والدنمارك. وتفسير ذلك عندى له أربعة مجالات المجال الأول شعور الدول الأوروبية التى أهين فيها المصحف والرسوم المسيئة بضعف وهوان الدول الإسلامية خاصة بعد أن تمكن الغرب من تجنيد الشباب المسلم فى منظمات إرهابية تحيطها بالرعاية والتمويل والتسليح والتدريب مثل داعش فيجند فيها الشباب المسلم للاعتداء على الإسلام والمسلمين حتى أن رئيسة وزراء المانيا السابقة ميركل قالت بأستغراب يبدو أن المسلمين لديهم أكثر من أله بدليل أن القاتل والقتيل يقولان عند الاعتداء الله أكبر وفى عام 1999 فسر الغرب بخبث مقولة قائد الطائرة المصرية التى ضربتها الصواريخ الأمريكية عمدا وهى تهم بالاقلاع من مطار نيويورك قائد الطائرة قال عادة وهو يهم فى البدء فى عمله يقول توكلت على الله وفسر الغرب الخبيث هذه العبارة المتداولة عندعامة المصريين بأنها تتضمن الشروع فى الانتحار وفسروا حادث الطائرة بأنه انتحار قائد الطائرة مما ادى إلى الكارثة ورغم ذلك اعترفت الولايات المتحدة ضمنيا بأنها السبب فى الحادث العمدى بدليل انها اعلنت استعدادها لتعويض الضحايا حسبما اعترف لى المستشار القانونى لوزارة الدفاع الأمريكية الذى كان يتولى هذا الملف.
وفى كل هذه الحوادث تعمد الغرب تشويه المفاهيم الإسلامية كما أنهم ضللوا الشباب المسلم وتستروا على جرائم الحكام الدكتاتوريين وأسعدهم أن يضرب المسلم الإسلام والمسلمين.
وقد درج المراقبون على أن يفسروا هذه الحوداث بكراهية الغرب للإسلام ويعبر عنه بمصطلح أسلاموفوبيا وهى حالة نفسية تجتاح الغرب رغم أن منهم من يبشر بقيم احترام الآخر وحرية العبادة وحرية العقيدة كما أن المستشرقين منهم أسهموا فى قطاع منهم بإخلاص فى دفع الدراسات الإسلامية ولكن قطاعا منهم أساء عمدا إلى الإسلام خصوصا امتدادا للحروب الصلبية ولذلك لم يكن صدفة أن أول ترجمة مغلوطة عمدا صدرت للقرأن الكريم بأسم أحد القساوسة الكبار للكنيسة الغربية ولا تزال تصدر ترجمات مريبة للقرآن الكريم وتشجيع الإلحاد بالاسلام بأقلام غربية ويضيق المقام لتفصيل هذه الظاهرة ولكن الغرب يتمسك بحرية التعبير والابداع وأن القيود القانونية تزول عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين رغم أن القوانين الأوروبية تعاقب علي جريمة ازدراء الاديان . كما تعاقب علي عدم احترام عقيدة الآخر وتعاقب على عدم التسامح مع الآخرين رغم ارتفاع وتيرة التطرف اليمينى فى الغرب بل وتشكل حكومات غربية كاملة من هؤلاء المتطرفين.
وإذا كانت إسرائيل جزءا من الغرب وليست من الشرق فإن هذه الظاهرة امتدت إليها.
فى هذا المقال لانجد عناء فى دحض الحجة الغربية التى تبيح تحت ستار حرية التعبير الاعتداء على مقدسات الإسلام والمسلمين بدليل أن القضاء الأوروبى لايستطيع أن يتجاهل هذه المبادئ إذا رفعت إليه دعاوى الإساءة إلى الإسلام والمسلمين.
فإذا كان المجتمع الأوروبى يتحول نحو اليمين المتطرف فيجب احترام القانون.
المجال الثانى فى تفسيرنا لهذه الظاهرة هو المبالغة الغربية فى حرية التعبير وحساسيتهم اتجاه هذا الحق فى الدساتير الأوروبية وربما كانت الدكتاتوريات التى انكرت هذا الحق فى الدول المتخلقة التى هاجرت منها الاقليات الإسلامية فى أوروبا دخل فى هذه المبالغة.
المجال الثالث هو فهم أوروبا والغرب لدور الدين فى المجتمع ذلك أن تاريخ المسيحية فى الغرب يختلف تماما عن مبادئ الإسلام والعلمانية عندهم ربما كانت هى معادة الدين حسبما فسره كمال اتاتورك فى تركيا والنظم الشيوعية بدءا من الاتحاد السوفيتى الذى قام عام 1917.
أما المجال الرابع فهو شعور الغرب بأنه الطرف الأقوى فى المعادلة باعتباره قوة استعمارية وأن في نفوس الأوروبيين نزعة الاستعلاء على الآخريين وماداموا مزدهرين اقتصاديا وسياسيا فأنهم استنبطوا أن مفاهيمهم الدينية أرقى من مفاهيم الآخرين مثلما شعر بعض الأفراد في الدول المتخلفة بأن الطريقة الغربية هى سبب التقدم وبالفعل أصدر فوكوياما كتابه الذى يعكس هذه الظاهرة بعنوان نهاية التاريخ وكأن العولمة هى أعلى مراحل الراسمالية وأنه لايجوز لأحد أن يجتهد بعد هذه العولمة فالرأسمالية هى التى تكفل الحرية للشعوب والازدهار وكل القيم الغربية علما بأن الغرب ازدهر بنهب ثروات الدول المتخلفة والتأمر عليها عن طريق زرع حكام موالين لهم على حساب بلادهم وصار الفقر من نصيب الدول المتخلفة والغنى من نصيب الدول الرأسمالية وأن فكرة المعونات من هذه الأخيرة الي الدول المتخلفة أصبحت أداة مهمة لسيطرة الطائفة الأولى على الطائفة الثانية.
والخلاصة أن معالجة هذه المجالات الآربعة تؤدى حتما إلى وقف ظاهرة العدوان على الإسلام والمسلمين فلن يحترم الغرب اسلامنا مادمنا ضعفاء ويتكالب شبابنا على الهجرة إلى الغرب بسبب جرائم الغرب في الدول المتخلفة التى افقرت هذه الدول واتعست شبابها وسكانها مما جعلهم يستحبون قوارب الموت والفناء المؤكد على المعيشة فى ظل الفقر والقهر الإنسانى والمعنوى والمادى وأى حل لهذه الظاهرة خارج هذا السياق يعتبر مضيعة للوقت وكمن يحرث فى البحر.