canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربموضوعات رئيسية

للتطبيع السعودي خطورة استثنائية تنحر فيه مستقبلها من رقبة فلسطين وقضيتها/ فؤاد البطاينة

 بعد دخول شعوبنا العربية بمرحلة الوعي، حان لها أن تدرك سبب حجم الهوان والذل الذي وضعتها به أنظمتها، من خلال رواية فاسدة ما زالت قائمة. وعلى خلفيتها جُعلت دولها منزوعة السلاح وممنوعة من التسلح النوعي ومن أن تصبح دولاً صناعية. وتحول معظمها الى دول فاشلة أو مدمرة بعد أن تنازلت معظم أنظمتها عن سيادتها للعدو وربطت قراراتها الوطنية والقومية به خلال مسيرة مؤلمة لم تترك فيه مرفقاً وطنياً أو قومياً إلا وسخرته للكيان ولمتعهدته أمريكا، ولم تتوقف طعناً في صميم المصالح العليا لدولها وبما يهدد شعوبها وجوديا، وفلسطين كانت وما زالت تجارتها الرابحة. وعلى خلفية الرواية أيضاً انتهت هذه الأنظمة إلى بوليسية وقمعية تعتمد الإرهاب بأنواعه لمواجهة شعوبها وإجبارها على الصمت.

أما في الرواية فقد قالوا لكم، نحن مستهدفون بالإرهاب، ونحن ضعاف بلا إمكانيات ولا قدرة عسكرية على المواجهة والدفاع عن أنفسنا، ومهددون بالجوع والحصار وانهيار استقرارنا وأمننا الداخلي، دعونا نعتمد شعار “البلد أولاً ” ولا نؤخذ بجريرة فلسطين، فالحل والإنقاذ والرخاء والحماية هو عند “اسرائيل” وأمريكا، وإلّا فلا حياة لكم ولدولتكم.

وهكذا زينوا لكم الخيانة وصَمَتُم، فجاهروا بها بلا حدود بتطبيعهم الذليل الطاعن في خاصرة القضية الفلسطينية والممهد لغزو بلادكم. وأخضعوكم في المحصلة لبرامج إفقار ونزع لحقوق المواطنة عنكم وإقصائكم عن المشاركة السياسية في اتخاذ القرار، ولسيل من برامج صهيونية تنال من نهوضكم ووجودكم، ومن حقوقكم الإنسانية ومن موروثكم وعقيدتكم وأوطانكم، وصوروا لكم كل معاد لأمريكا أو “لإسرائيل “بأنه يشكل خطراً عليكم.

ad

أمّا الرواية الداحدة لرواية الأنظمة العربية فهي بمثال فيه آية لشعوب مرتمية تتعايش مع خداع مُستبدين اغتصبوا إرادتها لصالح الصهيونية وما زالوا يوهمونها بقوة الكيان وضعفنا. ويتمثل بمجموعة من المواطنين قدرهم أن يكونوا لبنانيين عرب يسكنون على حدود دولتهم مع فلسطين المحتلة وعرضة مستمرة للقصف الصهيوني والحياة الضنكة معيشةً وأمناً في دولة من أضعف الدول تسليحاً ومكوناتها السكانية أكثر تشتتاً وانتماء لجهات خارجية أبرزها “إسرائيل”. فكان لهذه المجموعة رأي أخر، حيث قررت أن لا تستسلم وتذل للعدو الصهيوني ولا للمعادلة التي فرضتها الصهيونية على أنظمة العرب. فاستعانت بصديق حر وبنت بمساعدته وبإرادتها قوة عسكرية\ سياسية، هو حزب الله أذل بها “اسرائيل ” التي أذلت وتُذل دولاً عربية كانت امبراطوريات.

وبهذا أتساءل هل من جواب عند متعاطف مع هذه الأنظة، كيف لحزب الله هذا أن يستطيع تحقيق ما ادعت الأنظمة العربية بعجزها عن تحقيقه فرادى أو جماعة رغم تعدادها الذي يزيد عن الثلاثمائة مليون وامتلاكها الثروات والموارد والمال بما يكفي ً لتمكينها من استقطاب وتوظيف عقول نخب العالم وبناء دول صناعية واقتصاد متفوق وتطوير حضارة وتكنولوجيا علمية وعسكرية وبناء جيوش رادعة. ولكم أن تتدبروا شكل وطبيعة خطاب حزب الله للكيان، وخطاب الكيان له وهو يبتلع الذل والهزيمة، وتوازنه مع خطاب الكيان الفوقي لأنظمتكم وبخطابها الذليل له. إنها ببساطة انعدام التربية الوطنية ورضاعة لبن الخيانة وصمت الشعوب. أما الثمن فمقايضتكم وأوطانكم بكرسي السلطة والسحْت.

ولعله من الصغارة أن لا يحترم الإنسانُ حزب الله، ومن الخيانة أن يسعى مع الساعين للإضرار به والتآمر عليه. ومن العار والشذوذ الوطني أن لا يفخر اللبناني بهذا الحزب الذي وبخلاف الأنظمة المعنية حرر أراضيه المحتلة بالقوة ولم يستردها بشروط إستسلامية ولا على حساب القضية والحقوق الفلسطينية، وجعل من لبنان القطر العربي العصي على الكيان الصهيوني وأفشل قدرة الخونة المحليين على المساس بعروبة لبنان وتسليمه “لإسرائيل “. ولم يكن هذا بمواجهتم مباشرة بل بمواجهة وإخضاع الكيان الذي يستعين بهم ويستعينون به.

وفي محور متصل، فلسطين للشعوب العربية قضية مصير ووجود. لكن تحريرها ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، فالدول العربية مسؤولة عنه كأرض عربية احتلت منهم وظاهروا بالخيانة على احتلالها. وكذلك الدول الإسلامية عليها مسؤولية في تحريرها كوقف إسلامي احتلت على أساس ديني فاسد لا يقيم حقاً للسيادة. فهناك رضوخ عربي إسلامي واسع للمفهوم الصهيوني بحصر مسؤولية فلسطين على الفلسطينيين. ومهما ضاقت سياسات هذه الدول ومبادئها وقصُر امتدادها لواجب تحرير فلسطين. فسيبقى خيارنا كفلسطينيين وشعوب عربية في استمرار المواجهة وتحمل مسؤوليتنا، إلّا أن هذا لا يعني أن تُقدِم أي من هذه الأنظمة على أفعال تعزز من قدرة كيان الإحتلال أو تصب في الإضرار بقضيتنا وخيارتنا. وننصف هنا إيران التي انفردت بمجاهرتها بعدم الاعتراف بشرعية وجود الكيان وبتقديم الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية والذي لا تجرأ عليه اليوم دولة في العالم.

وبهذا الصدد، هناك فرصة إقليمية موجودة أمام السعودية لتفعيل إرادتها وثرواتها وأموالها نحو انعطافة تاريخية باتجاه التحدي الحقيقي تضمن فيها تحقيق طموحاتها في دولة مركزية في المنطقة والعالم، وفي بناء قوة ردعية تصون بها سلامة منجزاتها ونهضتها، إلّا أن هذا رهن بتعاونها مع أصدقاء لا مع أعداء. فلن تظفر السعودية بأي نهضة أو نهوض أو سلامة مع صداقة كيان هو نقيضها ويتربص بها. وليس من العقل أو المنطق أن يسمح أعداء تاريخيون تتناقض أهدافهم التاريخية ومصالحهم مع وجود دولة عربية قوية وفوق الإبتزاز بحجم السعودية مركزا دينياً وثروة وموقعا. وهذا يدعونا للتحذير من حوارات تطبيع السعودية مع الكيان وعروض أمريكا الخادعة في ظرف يُشكل فيه التطبيع السعودي طوق نجاة للكيان من أزمة داخلية تعصف بوجوده، وكيف ننسى أن تاريخ أمريكا لا يُسجل مصداقية ولو في واحدة.

وفي كل الأحوال على السعودية أن تضع بحساباتها أن لتطبيعها خطورة استثنائية،لأسباب كثيرة أبرزها مكانتها الدينية المعروفة، وعليها أن تنتبه جيداً وتَحْذر من نحر نفسها بهذا التطبيع من رقبة فلسطين والعقيدة، فتطبيعها يتجاوز انتهاء طموحاتها إلى اتخاذه كفتوى من قبل العديد من الدول الاسلامية بجواز التطبيع مع الاحتلال، وسيُفهم بمثابة شرعنة عقدية اسلامية للرواية التوراتية الصهيونية التي تطال السعودية نفسها ومعظم بلاد العرب مع فلسطين.

كاتب وباحث عربي اردني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى