الرد الإيراني آت ولكن / شيخنا محمد سلطان
بضربها لمقر القنصلية الإيرانية في دمشق تكون دويلة إسرائيل قد تجاوزت الخطوط الحمراء ، خلطا للأوراق وسعيا للحصول على حبل نجاة يخرجها من وحل غزة الذي خسرت في معركتها فيه عسكريا واقتصاديا وسياسيا والأهم اخلاقيا.
الاعتداء على القنصلية بحكم الحصانة الدبلوماسية يعد اعتداء على أرض إيرانية والضحايا ليسوا مواطنين عاديين بل هم قادة الصف الأمامي في فيلق القدس و يتواجدون على الخط الأمامي من جبهة الصراع مع الكيان وفي وقت حساس إقليميا.
إذن الرد الإيراني لن يقل عن مستوى وجنس الجرم المقترف في حقها ولكن سيخضع للظروف والترتيبات والمصالح الإيرانية أولا ومسار المعركة في غزة.
أربع مواقع ستكون مسرح ردة الفعل الإيرانية :
إحدى سفارات العدو وهذه ستجلب لإيران مشاكل مع بلد آخر وسترتكب خطأ قانونيا من جنس ما ارتكبه العدو باستباحته لسيادة سوريا.
إحدى البوارج أو السفن الصهيونية وهذه لن تكون موجعة وستوسع ساحة المعركة .
الرد في عمق الكيان وهذا ما يريده العدو مما سيمكنه من نقل المعركة إلى خارج فلسطين استدرارا للتعاطف الغربي وصرفا للانظار عن معركة غزة وخاصة اجتياح رفح وجرا لأمريكا والغرب عامة إلى حرب إقليمية قد تتوسع بحكم الاصطفاف حولها فيخف الضغط الدولي على العدو وستصبح فلسطين مجرد جبهة من جبهات تلك الحرب الكونية مما يمكن العدو من تحقيق مشروعه الأوسع في المنطقة وخاصة تصفية القضية الفلسطينية.
ضرب العدو في هضبة الجولان و لتكن في إحدى أهم قواعده الاستراتيجية وهذا هو الأرجح من حيث التماثل مع نوعية جرم العدو و سيجعل لعبة الفعل وردة الفعل محكومة بحيز جغرافي مستباح منذ فترة .
فكلا الدولتين إيران وأمريكا ليستا راغبتين في المواجهة الآن وتميلان إلى التهدئة في كل الجبهات الساخنة في المنطقة إذ لك حساباته فأمريكا أوصلت إلى إيران عدم مشاركتها بل وحتى علمها بالضربة الصهيونية وهي متفهمة جدا حق الإيرانيين في الرد وحتميته.
تحتاج إيران إلى ترتيب ساحتها عسكريا قبل القيام بردة فعلها :
تأمينا أكثر لمنشآتها خاصة النووية .
تعويض القادة الشهداء بقادة جدد في ساحة سوريا.
تهيئة الحلفاء إذ يفترض أن تكون الضربة بمئات الصواريخ متنوعة من حيث القوة التدميرية و متعددة مصادر الانطلاق وفي لحظة واحدة حتى يصعب على العدو اعتراضها كلها ، صحيح أن عنصر المفاجأة سيكون مفقودا فالعدو بدأ يتحسب للضربة وسيقلل من خسائره ما أمكن.
احتمال آخر أن تتريث إيران في ردة فعلها وتقدم على تجربة نووية في صحرائها وهو ما سيقلب كل حسابات العدو وحلفائه وسيكون وطؤها أكثر إيلاما على العدو من تدمير إحدى قواعده وستشكل تحولا استراتيجيا هائلا في موازين القوى داخل الشرق الأوسط.
فأي الخيارات ستعتمد إيران ؟
الأيام القادمة ستجيب على السؤال.