canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عرب

تبرير الاستبداد العربى/ السفير د. عبدالله الأشعل

قدر للمنطقة العربية أن تعانى من الاستبداد الذى أثر تأثيراً خطيراً فى بنية الإنسان العربى وأصبح الاستبداد مرضا يصيب الحكام العرب. وأحسب أن تحول إسرائيل إلى الاستبداد بعد الديمقراطية للصهاينة فقط وليس لكل حاملى الجنسية الإسرائيلية من غير الصهاينة سببه البيئة العربية والانفتاح الذى شهدته السنوات الأخيرة من القرن الماضى منذ 1979 وحتى الآن بين العرب واسرائيل.

 فقد ثبت أن الاستبداد معدى ولكن الديمقراطية ليست معدية. وهذه المقالة مخصصة للبحث فى تبريرات الحكام المستبدين العرب لدرجة أننى اعتقد أن الجينات العربية بطبيعتها مستبده لولا ان الاقليات العربية خارج المنطقة العربية يظهر فيها العباقرة عندما يعيشون في بيئة تبرز مواهبه، أو أن كرسى الحكم مقدر له ألا يجلس عليه إلا المستبد الفاقد للشرعية. وتصادف أن الحكام العرب الذين ارتقوا إلى درجة الزعيم وتصادف أنهم قوميون مرضى بالاستبداد وحتى العسكريين الذين حكموا ولا يزالون شطرا من العالم العربى يتسمون بالفاشية العسكرية وهى تعادل تماما الفاشية الدينية ومعنى ذلك أن الاستبداد ليس قاصراً على العسكريين أو الدينيين وانما يمكن أن يصيب المدنيين أيضاً. فنظم الحكم العربية كما قلنا سابقا تضم ثلاثة مجموعات :

الأولى مجموعة النظم الأسرية dynastic واستبدادها يقوم على أن هذه النظم تملك الأرض والشعب وتتوارث هذه الملكية عبر الأجيال فمن يعترض عليها يخرج من أرضها وهذه ملموس فى النظم الأسرية غير الملكية وللعلم فإن آخر ملكية عربية كانت الملك فاروق أى أسرة محمد على وهو من أصول ألبانية. ومعنى ذلك أن الاستبداد ليس جينياً بدليل أن كثيراً من أبنائنا الشباب الذين هاجروا إلى بلاد ديمقراطية أندمجوا فى مجتمعاتها وأصبحوا ينظرون إلى بلادهم الأصلية  اشفاقا عليها وتمنياً أن تدخلها الديمقراطية.

 والذين يقللون من قيمة الديمقراطية الغربية مفلسون فبقايا الديمقراطية خير من أى استبداد.

فما هى مبررات الزعماء المستبدين العرب عبرالتاريخ.؟

رصدنا عددا من المبررات من خلال الخطابين السياسى والإعلامى ولكن نشير إلى حقيقة كشفها تاريخ الاستبداد العربى وهى أن المختلف عنهم يخرج من الوطن ومن الدنيا والآخرة ومغضوب عليه من أقرب أقربائهم الذين ينافقون الحكام أو يتقون شرهم ويمكن أن نقدم المبررات الآتية للاستبداد العربى الذى أصبح مرضاً أفسد كل شئ .

أولاً العداء لإسرائيل. كل الحكام المستبدين العرب يعادون إسرائيل بل إن معظمهم يبررون استبدادهم بمعاداة إسرائيل لدرجة أن معادة إسرائيل أصبحت مصدراً لشرعية معظم النظم فيبدأ الخطاب بنعت إسرائيل وفق ما تجود به قريحة الزعيم ويتولى اعلامه ما تبقى من القصة ويستضيف المتحمسين لهذا العداء والذين ينظمون شعراً فى عداء إسرائيل حتى ظن الناس هؤلاء الحكام العرب يوشكون أن يفتكوا بإسرائيل ولذلك كان أول اختبار عام 1948 عندما اشتركت 6 جيوش عربية فى صد العصابات الصهيونية ومنعها من اقامة إسرائيل وكانت النكبة الكبرى لمصر والعرب عام.1967.

 وإذا قرانا تصريحات القيادة السياسية المصرية بما حدث بعد ذلك نجد أن الآمال لدى الشعب المصرى فى زوال إسرائيل ارتفعت إلى القمة ثم أصاب هذا الشعب الاحباط خلال الحرب التى خططتها إسرائيل ونفذتها بسبب غباء القيادات السياسية والعسكرية وكانت النتيجة مأساة لن تبرأ منها الأمة إلى قيام الساعة. وقد قيض الله لهذه القيادة السياسية محمد حسنين هيكل الذى كان فيلسوف المأساه فقرأ مأساة 1967 وسماها نكسة وهو مصطلح بائس ثم قال أن مصر انتصرت فى هذه الحرب بمعيار شخصى مضحك وهو أن العدوان كان يستهدف اسقاط الزعيم ولكن الزعيم بقى فى منصبه بين خرائب الوطن. ولذلك كتب نزار قبانى رائعته الشعرية وهى هوامش على دفتر النكسة وأهم ما قال فيه أن العرب يكسبون معاركهم بالدف والربابة والشعارات التي ماقتلت ذبابة، ولكن المعارك الحقيقية لا تكسب إلى فى ميدان القتال الحقيقى وهذا ما تحقق فى عام 1973 عندما انتقم الجيش المصرى لشرفه وأيقن أنه كان ضحية القيادة السياسية والعسكلرية الفاسدة.

وساق هيكل معيارا ثانياً لانتصار مصر وهو أن العدوان كان يهدف إلى كسر الارادة المصرية وهرولة مصر نحو الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها وقال أن مصر خسرت معركة ولم تخسر الحرب . ويبدو أن هيكل هو الذى قدم القرآءه الخاطئة لعبدالناصر لمأساة 1967 فقد قرأ عبدالناصر المأساة بأنها هزيمة للجيش المصرى فعمد إلى اعادة بناء قدرات الجيش المصرى  واشتبك مع إسرائيل فى معركة الاستنزاف . ولم يدرك هيكل أن السادات الذى ورث عبدالناصر هو الذى حقق لإسرائيل ما تريد فى كامب دايفيد واتفاقية السلام وكانت تلك الاتفاقية منطلقا جديداً للمشروع الصهيونى الناجح والمزدهر رغم أنف هيكل.

ثانياً  يزعم الزعيم أنه هو الوطن وأنه بغيره يفنى الوطن ولذلك يسترخص أى تعذيب لأى مواطن لأنه يعتبره عدوا للوطن وكل المخالفين له أو غير المنافقين يعتبرون خارج الوطن ولذلك لايشعر الزعيم بتأنيب الضمير عندما ينال من المخالفين وهنا لابد أن نميز بين المعارض والمخالف لأنه فى النظم المستبدة لاتوجد معارضة أما المعارضة فى النظم الديمقراطية فهى أساسية فى النظام الديمقراطى ولذلك فكل من له رأى مخالف للزعيم يعتبر مخالفا وليس معارضا.

ثالثاً يزعم الزعيم أن هناك مؤامرة دولية على وطنه الذى يستفيد منه ويسخره لخدمته الشخصية ولذلك يستثير الهمم لصد هذه المؤامرة الكونية .

رابعاً يتوهم الزعيم أنه مقابل حماية الوطن من حقه استعباد شعبه وتغييب عقله وأن من يتبقى فيه ذرة من العقل يعتبره الزعيم خطرا عليه ولذلك يكمم الافواه ويملا السجون بالمعتقلين.

 وهناك فرق بين السجين والمعتقل فالمعتقل لاتوجه له تهمة محددة وانما يخشى الزعيم منه على نظامه فيأخذ بالأحوط ويعزله عن المجتمع فى السجون وعادة ما يهتم الزعيم ببناء السجون ويهمل بناء المدارس والمستشفيات ولذلك فإن الأرقام والجداول التى تثبت ذلك متاحة للباحثين.

خامساً يتوهم الزعيم أنه يملك جميع المواهب وأنه حاصل جمع مواهب شعبه ولذلك لايعترف بأى كفاءة وإذا كان عضوا فى الأسرة الحاكمة أو كان عضوا فى نظام عسكرى أو كان عضوا فى نظام حزبى فإنه يشعر بالتميز على اقرانه، واقرانه فى هذه الحالة هم من عامة الشعب الذين لايعترف بهم ولهذا السبب لايستعين المستبد بالكفاءات من ابناء شعبه وانما يفضل الاجنبى حتى يمكن أن يتقاسم معه العوائد والغريب أنه اذا كان الاجنبى من بلد ديمقراطى كإسرائيل فإن الحاكم المستبد ينكشف أمام العالم إذا قدم رشوة للحاكم فى بلد ديمقراطى لأن هذا البلد حريص على تنقية الحاكم من المفاسد وعلى سبيل المثال فإن أحدى الدول الخليجية ساهمت ماليا فى حملة نتانياهو الانتخابية وهى تهمة كشفها المدعى العام فى إسرائيل ويحاكم عليها نتانياهو كما أنه توسط فى شراء سلاح من إحدى الدول الأوروبية وتقاضى على ذلك رشوة من حاكم عربي ولذلك يحاكم نتانياهو على كل هذه السقطات  التى ورطه فيها الحكام المستبدون العرب.

سادسا ليس صدفة أن كل الزعماء العرب القوميين يرفعون شعارات القومية ويعتبرون صفتهم القومية عاصماً لهم من المأخذ وهذا ينطبق تاريخياعلي بعض  الزعماء العرب الذين ظهروا فى دول عربية وانتهت بلادهم إلى مآلات تؤرقهم فى قبورهم ولكن لو عاد الزمن دورة أخرى ما كان حال الزعيم قد انصلح لأن الثابت أن كرسى الحكم هو السبب.

سابعاً أن الزعيم يحارب التيارات الدينية لأنها تذكره بالاخرة وبالدين بالاضافة إلى أن هذه التيارات فى السنوات الأخيرة تنازع الزعيم السلطة وهو يعتبر أن هذه السلطة خلقت له وليس لغيره لدرجة أن بعض الحكام الشيوعيين فى شرق أوروبا عندما عزله خصومه فإنه عاد إلى بيته بالكرسى الذى كان يجلس عليه فى ديوان الحكومة.

ثامناً أن الزعيم العربي يتظاهر بالتمسك بالدين حتى يقنع العامة بأنه ملك الدنيا والأخرة وعادة لا يتعظ الزعيم بالموت ولا بالمآلات التى ذهبت  بغيره. وعادة يفشل الزعيم فى ادارة بلاده ويقابل السخط الشعبى المكتوم بالسجن إذا تأوه أى مواطن.

تاسعاً الزعيم العربى المستبد يعطل أداء شعائر الدين لأن شح الموارد على عموم الشعب يجفف منابع الخيريه فيهم فلامجال للتبرع للجمعيات الخيرية وينظر العامة إليه على أنه حاكم ظالم وبالفعل فإنه فى ميزان الدين تتناسب السلطة مع المسؤولية والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة وكان عمر ابن الخطاب والسلف الصالح يقول لو تعثرت دابة فى العراق لسئل عنها عمر فى المدينة ويحفظ الزعماء المستبدون العرب حديث الرسول الكريم كلكم راع وكلكم مسؤول عى رعيته ويحيطون أنفسهم برجال الدين المنافقين لأنهم يسمعون الجاكم من الدين ما يريد سماعه.

عاشراً  الزعيم المستبد يجمع بين محنتين المحنة الأولى أنه خالف الدين ثم يتبعه المحنة الثانية وهى سخط الشعب عليه وتمنى زواله إلا المنتفعون بعطاياه.

وطبيعي ان يكبد الاستبداد الشعب تبعات خطيرة نعالجها في مقال اخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى