canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربموضوعات رئيسية

رسائل وبصمات مشاهير الزمن الجميل، غازي القصيبي واجه تناقضات الشعر والسياسة والدبلوماسية / عرفان نظام الدين

عندما انتشر خبر تعيين الدكتور الشاعر والأديب الكبير غازي عبد الرحمن القصيبي سفيراً للملكة العربية السعودية في لندن كثرت الرهانات حول أي الوجوه التي سيمارس مهامه في هذا البلد المعقد والمزروع بحقول الألغام وحساسية العلاقات السعودية البريطانية والعيون المراقبة لكل شاردة وواردة من جانب الإعلام البريطاني والصحف الصفراء والأطراف المعادية للمملكة ومحاولات الابتزاز.
وشاءت الصدف ان القصيبي تعرّض لموقف محرج في الأيام الأولى لوصوله إلى لندن في عشاء ترحيبي أقامه على شرفه رجل الأعمال وفيق سعيد وحضره المئات من الشخصيات العربية والبريطانية. ففي لحظة دعوة السفير لإلقاء كلمته دخل من الباب الخلفي ومشى على حافة بركة السباحة… فسقط فيها وهرع صاحب الدعوة مع مساعديه وأخرجوه بسرعة من دون أن يتنبّه الحضور إلى ما جرى، فيما نُقل القصيبي إلى غرفة جانبية واستعار ثوباً عربياً أبيضاً وتوجه إلى المنصّة و بادر المدعوين ضاحكاً وقال: “قبل أن آتي إلى هنا أوصتني زوجتي ألاّ “أطرطش” الناس، لكني لم أسمع النصيحة… وسقطتُ في البركة وأصابكم الرذاذ”. وضحك الحضور وصفقوا له طويلاً… ونجح السفير في أول امتحان.

هكذا كان القصيبي، رحمه الله، ذكياً لمّاحاً استطاع أن يكسب الرهان بنجاحه في السفارة، على الرغم من معرفته بالتناقضات والفوارق بين الشعر وحساسيته والوزارة ومتاعبها والسفارة ومكائدها، وفي مقدمها المكائد الإسرائيلية التي شنّت حملات خبيثة ضده، لكنه صمد إلى أن غادر وارتاح قليلاً ثم نصب له المرض مكيدة مؤلمة وانتقل إلى رحمة الله تعالى في عام 2010 وبقيت ذكراه حية.
وهو من الشعراء الذين أثروا المكتبة العربية بإنتاج غزير في الشعر والأدب والسياسة. وقد حمل في العقدين الأخيرن من حياته، الميزان من كفتيه: كفة الشعر وكفة الرواية، وبينهما الدبلوماسية، فتارة يرجح كفة الشعر وتارة أخرى كفة الرواية بعدما استساغ طعم النجاح في “شقة الحرية” التي تحوّلت إلى مسلسل درامي أنتجته “أم بي سي”، وأتبعها برواية “العصفورية” و”سبعة”. وكلما كنت أكتب عن كتاب للشاعر، أفاجأ برسالة منه تتناول مختلف جوانب النقد.
كتب سلسلة عن موضوع البث التلفزيوني الفضائي ووسائل مواجهة الغزو، وقبل أن يجف حبر المقالات، حمل إلي البريد كتاب “الغزو الثقافي” ومعه إهداء طريف يقول فيه: “سوف أهديك مؤلفاتي بالتقسيط، كلما كتب عن موضوع أرسلت لك ما كتبته عنه”.
أما كتاب “حياة في الإدارة” فقد قدّم فيه تجربته في المناصب الإدارية والحكومية التي حمل مهماتها ومسيرة حياة وإدارة ووطن، وضمنه دروساً وتحدث فيه عن صراع الخير والشر والتفاني واللامبالاة والنجاح وأعداء النجاح. لكن القصيبي لم يذكر قصة خروجه من الوزارة عندما كتب قصيدة نشرتها “الجزيرة” وعنوانها “من المتنبي إلى سيف الدولة” خصوصاً عند قوله: “بيني وبينك ألف واشٍ يكذب “، أو عندما يقول: “يا سيدي والظلم غير محبب”. فقد أحدثت القصيدة ضجة كبرى خرج بعدها للراحة قليلاً، ثم عاد إلى الدبلوماسية سفيراً.
وفي لندن صال وجال وكتب روايات كثيرة منها “العصفورية” (أي مستشفى المجانين بحسب ما يُسمى في لبنان أو “المارستان أو العباسية” في مصر و”الحج حسن” في السعودية وفيها يقلب الآية من “مجنون يحكي وعاقل يسمع” إلى مجنون يحكي وعاقل يكتب”.
وكم في عالمنا العربي من مجانين يسرحون ويمرحون في كل زمان ومكان وعلى المستويات كافة ويقومون بالواجب لتحويله إلى عصفورية.
وكما أن القصيبي قد خرج من الوزارة بقصيدة شعر، فإنه قد عاد إليها بقصيدة أخرى. فقد نشر في صحيفة “الحياة” قصيدة يحيي فيها استشهادية فلسطينية، فقامت القيامة عليه من اللوبي الصهيوني في بريطانيا وكتب الصحف عناوين استفزازية: “اطردوا هذا السفير”، ووصل الأمر إلى حد تدخل وزارة الخارجة للضغط على المملكة.
ولكنه لم يتراجع، بل بقي على موقفه ونشر قصيدة أخرى وجابه الصحافيين في ندوة دار فيها حوار معهم، إلى أن قامت إحدى الصحافيات البريطانيات وسألته عن القصيدة، فحاول عبد المجيد فريد التخفيف من حدة الحوار بقوله إنه لم يقصد دعم الإرهاب أو تشجيعه، لكن السفير قال للصحافية: “نعم، أنا كتبت هذه القصيدة وأنا متمسّك بها”. ومرت الأيام ولم ترضخ المملكة لكل هذه الحملات، لكن تعديلاً وزارياً جرى بعد فترة من الزمن أعاده إلى وزارة المياه، ثم إلى العمل. ولهذا قيل عنه: “لقد خرج من الوزارة بقصيدة وعاد إليها بقصيدة”!

بعد غدٍ:
سميرة توفيق صعدت للقمة خطوة خطوة
وصمدت فيها إلى جانب الكبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى