canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربموضوعات رئيسية

استراتيجية “أمّك” الأمريكية، وسفالات الإعلام والسياسة في خطاب البيت الأبيض / هاني الكنيسي

لم تتوقف تعليقات و”تنكيتات” الأصدقاء علي الفيسبوك وروّاد السوشيال ميديا منذ الليلة الماضية بشأن عبارة ” أمّك هي من اختارت” التي جاءت على لسان الناطقة باسم البيت الأبيض ‘كارولين ليفيت’، وكرّرها باختصار مدير دائرة الاتصالات ‘ستيفن تشيونغ’، ردًّا على سؤال “صحفي” عمّن الذي اختار بودابست لاستضافة القمة الأمريكية الروسية المُرتقبة بين ترمب وبوتين، والذي وجّهه “كتابيًا” مراسل موقع “هاف بوست” (HuffPost).
أغلب التعليقات تركزت على التعبير عن “الاستياء والانصعاق” من “وقاحة” اللغة التي استخدمتها المتحدثة الصحفية باسم الرئيس الأمريكي (وموظّفته المدللة التي تغزّل علنًا قبل أيام بجمال شفتيها وبخفة حركاتها التي شبّهها ب”مدفع رشاش”)، وذهب الكثير منها إلى تشبيه أسلوب كبار مسؤولي إعلام البيت الأبيض في العصر البرتقالي بسوقية المحامي المصري الشهير مرتضى منصور (ظاهرة مورتا)، وإلى التنظير حول نضح “انحطاط” العقلية الترمبية على لغة الاتصال الأمريكية.
وبعيداً عن طرافة الواقعة التي لا أذكر لها سابقة (برغم أنني شخصيًا غطّيت أخبار وإفادات البيت الأبيض والخارجية الأمريكية لثلاث سنوات في عهد جورج بوش الابن الأقرب في تطرّفه الجمهوري وسفه خطاب “محافظيه الجدد” للحقبة الشوفينية الترمبية)، فلا يمكن النظر إليها من زاويتها السطحية المباشرة وإغفال ما تبوح به من “إشارات”، بعضها مرتبط بنزق عقلية الجمهوريين من أتباع عقيدة MAGA والاحتقان السياسي الداخلي مع المنافسين الديمقراطيين، ومنها ما هو مرتبط بثغرات السياسة الأمريكية الخارجية وبدرامية العلاقة بين ترمب وبوتين.
فعندما سئلت ‘ليفيت’ لاحقًا إن كانت تعتقد أن إجابتها “الرادحة” (المتداولة في الثقافة الأمريكية حصرًا بين طلاب المدارس) مثيرة للضحك (يعني خفة دم)، ردّت بحدة (تجيدها طوال الوقت) وبمزيد من الاستخفاف بالصحافي واصفةً إياه بأنه “يساري مُتطرف لا يأخذه أحد على محمل الجد” ومقلّلة من شأن مؤسسته الإعلامية باعتبارها “مجرد موقع إلكتروني سخيف لا يرقى لمرتبة المجلة أو الصحيفة”. وعندما كرّر زميلها ‘تشوينغ’ اللفظ نفسه (أمّك) ردا على ذات السؤال، جاء دفاع المتحدث الآخر باسم البيت الأبيض ‘تايلور روجرز’ عن الردّين المتماثليْن -من منطلق أن السائل “ليس صحافيًا حقيقيًا، بل ناشط ديمقراطي”، وأن فريقه “ليس لديه وقت يضيّعه مع حزبيين مُتنكّرين”- ليؤكد أن اللغة “السوقية العدوانية” لم تكن مجرد زلة لسان، بل تعبيرًا متعمداً عن مدى كراهية واحتقار الإدارة الجمهورية (ممثلةً في واجهتها الإعلامية) للتيار اليساري وللحزب الديمقراطي الذي كانت ‘ليفيت’ شخصيًا وصفت قاعدته الشعبية في مقابلة مع قناة ‘فوكس نيوز’ ، بأنها “تتكوّن من إرهابيي حماس، ومهاجرين غير شرعيين، ومجرمين ينتظرون الخروج من السجن لكي يجوبوا شوارع أميركا “!!.
إذن، فمسؤولو البيت الأبيض يروْن في أي جهة إعلامية تُصنّف “يسارية” أو مُحسوبة على الحزب الديمقراطي “معارضة سياسية موتورة”، لا تستحق الاحترام المهني، بل يجب أن تكون هدفًا للسخرية والإهانة.
هذه العقلية ذاتها هي التي تحكم “السلوك العام” لإدارة ترمب في السياسة الخارجية عند التعامل مع الدول “المارقة” في نظره (أو الفقيرة/ الضعيفة/ الأقل شأنًا)، ومع الزعماء الذين يخرجون عن الخط المرسوم لهم أمريكيًا.
والحقيقة أن سؤال مراسل HuffPost وبرغم ما يبدو عليه من بساطة، فإنه يحمل من العمق والخبث ما قد يفسّر جانباً من “عدوانية” أو “سفالة”الرد عليه (تهربًا من حرج إجابته وما قد يترتب عليها من متابعات). فالسؤال يحمل في طياته تلميحًا بأن ترمب “خضع” لإرادة -أو في الحد الأدنى توافق مع رغبة- بوتين في اختيار ‘بودابست’ دون غيرها، “في سياق الحرب الأوكرانية وتعقيداتها الأوروبية”، بعد مكالمتهما الهاتفية الأطول (حوالي ساعتين ونصف) مساء الخميس. وكلمة السر هنا أن العاصمة المجرية تعني رئيس الوزراء اليميني الشعبوي ‘فيكتور أوربان’، الذي تعتبره أوروبا متمردًا علي التزامات عضوية اتحادها وحليفًا “عميلًا” لموسكو، ويراه ترمب صديقاً حميمًا.
(*لدرجة أن مجلة ‘دير شبيغل’ الألمانية اعتبرت أن القمة الأمريكية الروسية في بودابست ستساعد أوربان على تعزيز مكانته الدولية والمضي في تحدي ظهيره الأوروبي).
الحرج المُستتر هو ما جعل الإجابة على السؤال “قنبلة موقوتة” بالنسبة لإعلام البيت الأبيض الذي لم يشأ فتح الباب أمام أي “استنتاجات” عن التأثير الروسي على ترمب المُتّهم سلفًا بالانصياع لثعلب الكريملين، وخاصة بالتزامن مع رفض الرئيس الأمريكي طلب ضيفه الأوكراني ‘زيلينسكي’ تزويده بصواريخ ‘توماهوك’ بعيدة المدى، “مُفضلًا طريق الدبلوماسية مع بوتين” على حد تعبيره. وقد نقلت ‘بلومبرغ’ عن مسؤولين أوروبيين “قلقهم البالغ” من أن “تدخل” بوتين -بعدما كان ترمب قاب قوسين أو أدنى من الانقلاب عليه- والإعلان عن لقاء بودابست قد يُهدد بـ “تفكيك جهودهم لتكثيف الضغط على موسكو في ملف الحرب الأوكرانية”.

هاني الكنيسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى