canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عرب

يوميات صائم: لا تحزن عليهم ../ محمد رياض العشيري

 
نستكمل في هذه اليومية، وما يليها إن شاء الله تعالى، صحبتنا للقرآن الكريم متتبعين في سوره صورة النبي الكريم عليه السلام.
وكنت قد بدأت هذه الرحلة في “يوميات صائم” في غام ٢٠١٥، وانتهى الشهر الكريم ولما تنته رحلتنا.
وتحدثت عما دفعني إلى خوض هذا النوع من الحديث – خلال يومياتي في رمضان – ألا وهو ما لمسته في قراءاتي، ومشاهداتي عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، من تباعد بين صورتين: صورة النبي الكريم في القرآن، وصورته في أذهان الناس الآن. وأشرت إلى أن ملامح هذا التباعد بين الصورتين ان تتضح إلا بتركيز الضوء على كل منهما على حدة.
وآثرت أن أبدأ بالمصدر الأصلي الأول لتتبع قسمات الصورة الأولى، صورة النبي في القرآن، على أن انتقل من بعد إلى الصورة الأخرى، في مصادرها، التي تتصدرها الأحاديث والمدائح النبوية.
وقد لسمت خلال يومياتي السابقة بعضا من ملامح الصورة الأولى، في السور التي تمكنت من قراءتها حتى هذا اليوم. واعتمدت في تتبع تلك الملامح ترتيب السور بحسب النزول، حتى نرى معا تطور الخطاب القرآني لمحمد عليه السلام، وخطابه عن محمد، من العصر المكي عند بداية الوحي إلى العصر المدني بعد ذلك.
ولعل أهم تلك الملامح التي أبرزتها رحلتي حتى الآن هو”النبي الإنسان“، الذي تعهده الوحي بالتهيئة والتربية الروحية والأخلاقية للمهمة التي كُلف بها.
وهو بشر، لكنه يتميز من غيره من البشر، بصلته بالسماء وبالوحي. وكم كان هذا النبي الكريم حريصا على أداء المهمة حتى وإن جار على نفسه في سبيل إقناع قومه. ولذلك دعاه الوحي غير مرة إلى الترفق بحاله وألا يشق على نفسه.
وتظل ”بشرية“ محمد عليه السلام ملمحا جوهريا في الصورة، فهو بشر يُوحى إليه، لكنه – مثل غيره من البشر، لا يعلم الغيب في السماوات وفي الأرض. ولا يعلم بموعد قيام الساعة، الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
***
واليوم نقف عند سورة النمل، وهي السورة الثامنة والأربعون من حيث ترتيب النزول. وهي من سور العهد المكي التي ترد فيها قصص الرسل الأولين تعضيدا للنبي الكريم في مواجهة ما يلاقيه من عنت من قومه.
وتؤكد هذه السورة هذا الملمح. ففي أوائل آياتها يوجه المولى تعالى خطابه للنبي – في الآية السادسة – لتثبيت قلبه:
(وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم: ٦)
ثم تعرج السورة بعد ذلك على قصة موسى عليه السلام، وجحد قومه لما جاء به من آيات لهم مدعين أنها سحر، لتختتم بخطاب مباشر إلى نبينا الكريم فيه مساندة ودعم نفسي له:
· (فانظر كيف كان عاقبة المفسدين: ١٤)، ويتكرر الخطاب نفسه عند الحديث عن صالح عليه السلام وثمود،
· (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين: ٥١)، وكأن الله تعالى يريد أن يقول له إن مصير المعاندين من المشركين من قومك هو هذا المصير.
وتنتقل السورة إلى قصة داوود وسليمان عليهما السلام، مركزة على قدرة سليمان التي منحها الله له على فهم منطق الطير، وقصة بلقيس ملكة سبأ الموحية التي نرى فيها صراع المُلك والسلطان والثروة مع الإيمان، ثم إقرار بلقيس (إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين: ٤٤) مما يقوى من عزم النبي الكريم.
وبعد الحديث عما واجهه صالح من قومه، وما عاناه لوط من قومه، في ختام سرد السورة لقصص الرسل السابقين، واطمئنان قلب النبي من خلال هذا القصص بأن الله سينصره، يحين وقت حمد الله تعالى وشكره، والدعاء لهؤلاء الرسل:
(قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى: ٥٩).
وتنتقل السورة بعد ذلك إلى آيات الله في الكون وخلق السماوات والأرض، والنبات والأشجار، والبحار وما فيها، والرياح وما تحمله من أمطار وخير، وكيف يجيب الله المضطر، وكيف يكشف السوء، في صورة سؤال واحد متكرر، لتخلص إلى قضية الخلق والبعث التي لا يؤمن بها مشركو مكة:
· أمن خلق السماوات والأرض …. أإله مع الله ….
· أمن جعل الأرض قرارا …. أإله مع الله ….
· أمن يجيب المضطر …. أإله مع الله ….
· أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر …. أإله مع الله ….
· أمن يبدأ الخلق ثم يعيده …. أإله مع الله ….
ثم يوجه الخطاب إلى النبي الكريم:
(قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيبَ إلا الله: ٦٥) مؤكدا أن علم الغيب مقصور على الله تعالى. وهذه قضية جوهرية في خطاب القرآن للنبي، توضح “بشريته”؛ إذ لا يعرف البشر الغيب.
ويوجه الخطاب له مرة أخرى لينصح المشركين حتى يعتبروا بما حدث لسابق الأقوام الذين كفروا، وهذه آثارهم ماثلة أمامهم:
(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين: ٦٩).
ولأن الله يعلم رد فعل هؤلاء المشركين المعاندين، ويعلم أيضا ما قد يلم بقلب النبي محمد – عليه السلام – من حزن وضيق لإعراضهم، أو ما قد يساوره من خشية على حياته بسبب مكرهم، فهو يخاطبه مطمئنا:
(ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضَيق مما يمكرون: ٧٠).
وثمة أسباب وراء تلك النصيحة القرآنية: فهؤلاء المشركون مثلهم مثل الموتى، والصم والعمي، لن يسمعوا ولن يروا. وسيحكم الله بينهم يوم القيامة:
(إن ربك يقضي بينهم بحكمه: ٧٨)
(إنك لا تسمع الموتى، ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين. وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم: ٨٠-٨١)
وحتى لا يفضي صد المشركين ورفضهم للرسالة إلى تشكك النبي – وهو بشر – فيما يدعو إليه، وفيما إن كان هو فعلا الصواب، يقول له المولى تعالى:
(فتوكل على الله: ٧٩)، مؤكدا له (إنك على الحق المبين: ٧٩)
ويبين خطاب الله تعالى للنبي الكريم في نهاية السورة أنه هو نفسه مأمور بما يدعوهم إليه:
(إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة: ٩١)
(وأمرت أن أكون من المسلمين: ٩١)
لكنه – عليه السلام – صاحب رسالة ومأمور بتبليغها. وليس من مهامه أبدا ضمان الهداية للناس؛ فهو منذر:
(وأن أتلو القرآن، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين: ٩٢).

ورمضان كريم

السبت ١ رمضان ١٤٣٨
٢٧ مايو ٢٠١٧

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى