إلياذة جــــيل.. نقوش على جدار الخمسين/ ناجي محمد الامام
إلياذة جــــيل
(( نقوش على جدار الخمسين))
مناخ *البسيط*
**ا ـــ إيقاع **
أذِّن بأنّ الرَّدَى قبرُ المعــــاذير
وأحكم بأن الجفا فعلُ اليحامير
واجزم بأن خلودَ المرءِ مَوْقِفُه
من غضبة الحق من ظلم الجماهير
لا يغفر الله حق الناس في وطن
يحمي حلائبهم من سارق العير
لم ينس”سعدٌ”ولن ينسى تمائمه
ولا الفواجع من حرق و” تسفير”
لا تنس !قال” الدمَ المسفوحَ” إن يدا
طلته،شُلتْ وقُدَّت بالمناشير
واكتبْ على دفة الخمسين قافية
حقا عليك لربات المقاصير
خمسون عاما وما تدرين أن فَتَى
”أقان” ألبسَها شدوَ الشحارير
خمسون عاما دِنانُ الحب تكتبه
سفراً من السكر في صحو الأعاصير
لا ينبت الشعر إلا في خمائلــه
عطرُ المزاهر من طيبِ الأزاهير
هو الفتى الأسمر المسكون بالغضب
القدسي بالغزل العذري بالحور
خمسون جازت ولم يترك بغانية
حُلما ولا حَلما من غير تفسير
خمسون عاما وأحلام الجَوى عِبرٌ
من الصلاة وتنعابِ المزامير
خمسون عاما وما ينفك ملتبسا
طهر المجاري ومسنون المجارير
خمسون عاما مداها الرفضُ منتبذا
والحب مغتسلا ليلَ الدياجير
خَلِّ المحاذيرَ لا تَرْكَنْ لسطوتها
والْغِ المعاذير في لُقيا المقادير
واحسرةَ ابن “سَلولٍ” كم تنازعه
نُبْلُ المشاعر في رَذْلِ المواخير
يهذي “سُحَيْمٌ” وِوردُ الماء غايته…
بين العوائد مخضلَّ الأسارير
رنتْ “قطام” ل”رَيَّا” وانثنتْ خفرا
“أروى” محاذرة وعي النواطير
هبتْ سُحيرًا من البطحاء باردةً
ريحُ الشمال فقالت ل”لمنَى” سيري
رَمَتْ بنَبل لحاظ منه جارحةً..
نُبْلُ التعابير من نَبل اليعافير
*** ب ـ تسريح ***(طقس الكامل)
..وتظل تسأل عن مواقفنا القديمة
عن مقاومة “السُّعال”…
عن موت “شهرالحسبة الأولى”..
وأيَّام الحُسوم..
هل كان “عامُ الورق” العامَ الذي
قد ظهرتْ…فيه… “النجوم” ..
“تذرذرتْ”..سادَ
غيضتْ مياهُ البحر…
مات “الشيخ طال”…
وتوقفت أرْوَى لتبكي “حنظله”…
وتلعثمتْ رَيَّا وأكملت السُّؤال:
عن القناعة والمناعة والمجاعة…
والخيانة.. أوبئة النضال..
وعن النساء ..
أَيَــخُنَّ؟؟…ط
بل أبشعَ !!…قلتُ…مِن الرجال..
مَن الرجال؟
مَنْ هُم: …” كُسيلةُ “و “العروبة” و” الزنوجة”..
والغرام…
و” ليلة القدر” العظيمة..
و ”الوصال”…و “الإنفصال”..
حَدِّثْ أخا الوجد القديم…
خمسون عاماً والقصيدة كالعصيدة
تُشتهى حتى تُحَمَّلَ ما يُقال..
في” الردة الكبرى””.. وموت العقل”…
مُذْ فَلَتَ العُقال…
*** ج ــ مــوَّال ***
قد لا تغيب الشمس،لكن تستجم..
و”النيل” باقٍ في “الكنانة” .. لا يريم..
والشعر في “بغدان”
يغسل وَجْنَةَ “الدير القديم”
..والليل في “الزوراء” حُبٌّ دافقٌ ..
صَبْراً على الَّلـأوَاءِ و الزمن السخيف..
وإذا حسوتَ “ببعلبكٍ ” نغمةً لا تنسَ “زريابا” بجنات “العريف”..
**** د ــ بُليــــــــدة ****
لا تسكتي.. لا تخجلي…
قال “الذي نبذوه” يوما…
للرسول…أبَعْدَه
“بادية – “يا سيد الخلق – إذا…
ما فتح الله لك “ الطائف” …
قالْ..
في أربعٍ تُقبل ..بلْ..
في أربع تحملُ…
كالجَــرَّةِ بين القدمين…
لا تخجلي…
هذا الذي حاورهُ جَدُّ” الحسين”…
أما تريْن؟
لا تصمتي..
بل سائلي كل الرجال..
كل الجميلات/ الدميمات
العفيفات/ الذميمات
إذا ما الليل طال…
وتساءلي عن مركز الأرض..
فأنت المشتهاة…
تزنَّرت أعصابنا…
بالشبق البدوي…
من ترف المطال…
يدعوكِ هذا القَرَمُ الوحشيُّ
و الرَّغَبُ الّدؤوبُ إلى النزال…
ضافيَّةَ المُتَحيِّز المتفرد..
رابي المجسة ذي الضفاف ..
مُقَرْمَدٍ مِلْئَ اليــــــــــــ
*** هـ ـــ هطــــــــــــو
يا هذه…كم في عيونك من بقايا أحرفي
يا هذه…كم في سفوحك من رآل..
كم في سهولك…في شعابك
في رُضابك ..في أهابك.. في حبابك..
في بُروقك في اليباب
وفي الهطول من الطلول من السحاب
من السراب…
أنت الحضور ..إذا تعاورك الغياب…
وإذا المدائن أشرعت أبوابها…
وتداخلت ألوانها ,,
بين الكنائس والقباب
واثَّجَّجَتْ في كأسها الخمرةُ ..
كالغُثْرَة..
كالشمعة…
ما بين قَرارٍ وجَواب
لا تسألي النايَ عن الحُزن…
ولكن سائلي عنه الرباب…
خمسون عاما
…تَشْتَهي الشاعرَ
رَبَّاتُ الخِضاب..
تَصْرِفْنَ من جيب الأب” الرجعي”..
أثمانَ النذور..
و”ملحَ أيْدٍ ” للحجاب…
منْ أمِّها تمتاحُ” معلوم البَخور”..
فالثائر العربي…
ذو اللمة ..
ذوالهمة.. كالشاهين..
ياأماهُ :
من علَّمَه صيدَ الصقور ..
لكي يثوُرْ..
هلْ حاز من…
“ديلول”…و”ابن
صبرَ الحكيم …
و صولة النَّسر الجَسور..
أمَّــاهُ…
كلُّ مكامني تحتاجه
شوقاً…إليه
إلى مواقفه ..مناقبه..
حَكاياهُ العِذابِ…
مع العَــــذاب…
ولكم حكت عنه الحسانُ..
وهُنّ من أشعارِهِ
يغزلن، في الصحراء،ثلجًا للسحاب:
ما عادَ…
بعد سُجوده…
في السجن…
..حَدَّثَنا الثِّقاةُ بأنه …
في الجَوِّ،غابْ…
وفي غيوم الوجد،ذاب…
من ليلة العطش… الزنيمة
…في “الغدير”
وموجباتُ “الثورة الكبرى”
تُمارِسُ ضبحَها بين الهضاب
والناسُ،..
يا مسكونَةً بالطُّهر، ”
تنتظر السحاب”
والموسمُ الموعودُ..
ينتظر ”الشفاعة”
و ”العدالة”
و “الخريف”
لكنه– أبداً –يَلُوحُ مع الضباب..
مُلَوِّحًا….ب
في ثوب نظيف…
فتقول عَرَّافاتُ “الزَّاك”
للحالم :”حَوْقِلْ”….يا
هذا دليل” النِّعْمِ” في “الزَّمُّور”..
يا “سَعْدَ” الذي أَرْدَفَه..
نحو “السمارة”من “أطار”..
هذا “البجاوي ”الوَقور…
إلى “المزار”…
لكي “أزور”…
*** و ـــ السِّــنــون***
لم يَطْلع “الويزُ ”على “ آقان”..
من عام ”رَدانَةِ الشريف”…
ولم تلد في الحول إلا ناقة ” الشيخ”…
التي تُغْذَى بليف…
يا مُشتَهاةُ…
إذا توَقَّعَ مُمْلِقٌ عامَ “ الرمادة”..
فاسألي “عمي” المُخَدَّمَ
إنَّ “حرزَ الريح” من “أوفاقنا”…
ولقد “خَدَمْتُ الإسمَ” في أشراطه…
و ”رَبَطْتُ” فَحْلَ الجن عن إفراطه….
لا تحـزني…
اللهُ يعلم أن حُزْنَكِ…
يُسْكتُ الأطيارَ عن موَّالها..
ولقد رأيتُ الشعرَ يحرقُ نفسَهُ…
بلْ كادَ
.. لولا أْنْ تَدارَكَهُ الغمَامْ..
لمَّا بدا حزنُ البَعاد على جَبينِكِ …” تندَمُ”
والشعرُ ..
إن كتَمَ العصافيرُ الصفيرَ…
مُيَتَّــــمُ…
*** ز ــــ زحـــــــــــــ
في ليل “كيفة” ..
عندما يشتو المساء..
تَسْرِي الصبايا..
إنهن حرائرٌ..
وَهْناً…
.. كأسراب الفراشات
إلى نبع الضياء…
يهمسن شعرَ الرفض
والإحساسِ بالرحلة..
بين الأوفياء..
تتألقُ “البدلات”..
كا لخرنوب…
في جيد السماء…
***ح ــ أشواق شامية***
(مناخات الطويل)
*أما والذي يحيي الطلول ..البواليا..*
*بمِمْراع دَلْــوِيٍّ …ترَزَّم غاديا*
*وألقى على الآكام منها…بَعاعَهُ
*فسالت شعاب ..كُنَّ فيها صواديا*
*فأضحت مروجا .. بالنعيم مَريشةً … *
*كما نمـنمَ الـبزَّازُ بـُـرْدًا يمانيا*
*لَفِي القلب من ذِكرَاك ما هدَّ أضْلُعي..*
*وشاكَ تلافيفَ الفؤاد..الخَوَا
*تقول نساءُ الحَيِّ : وَيْحَ ابنِ أحمــدٍ…*
*أَجُنَّ جُنونا..أمْ تَخَطَّى الخَوابيا*
*فقلتُ : مَعاذ الوجـد..ما بيَّ جُنـة ..*
*ولكنْ عيونا ..قد سَبَيْن فُؤادِيَّا*
*تذكرتُ أياماً بجِلِّقَ قد مضت…*
*سِـــــــراعاً
*وقفتُ على بقين أنقعُ غُلَّتي ..*
*وقد جُزْتُ سهلَ الغاب أحدو السواقيا*
*على شط بانياسَ رَدَّدَ صاحبي*
*أغانيَّ بحَّـــــــــــ
*وذَكَّرني ماءَ الحجــار وبردَهُ*
*وَشـــدْوَ رُعاةِ الحَيِّ تبكي المغانيا *
*فما أبصرت عَيْنايَ كالشام منظرا…*
*ولا سمعتْ أُذْنايَ أَشجَى أغانيا*
*ولا صحبتْ نفسي كعصبة جلق….*
*ولا كَـنُدامَى الشام أرْقَى تَسَاقيا *
*أنادي وهل تـــدري بأني عنيتها*
*بشعري، و ما أدراك ياشعرُ، ماهيا *
سلام على دار السلام و أهلها*
* و وَقْتٍ بأَعْلَى قاسَيون صَفَا لِيَّا *
**ط ـــ طغـــراء **
(طقس الكامل)
نَـمَّتْ عليكِ “خلاخلٌ” ..
مكتومةُ الأنفاس
يا أحجيةَ الزمن المُعاد
وحسرةَ الماضي المُبَاد…
يا مُشتهاةُ…بِلا” سُعـاد”
أنتِ النشيدُ المُستعاد…
لا تلطمي…لا تعولي ..
في كل “ جيل”
“لعبةٌ”… “أحجيةٌ”
“…شَوْرٌ”
يُرَدَّدُ في “البياض” أو “السواد”
لا يَنْقَضِي …
شَجنٌ..يخامرُ شجوُهُ ألماً لذيذًا
في الفؤاد..
لا ينتهي فرحٌ تَعَلَّمَ حِفْظَهُ
من دَنْدَنُوهُ مع الحِداد…
ولكل عُمْرٍ من جَمالٍ حَظُّــهُ
والحظُّ أصدقُ من مواقيت “المزاد”…
وإذا المصائرُ أنشبتْ أظفارَها…
حُـمَّ القضاءُ وكلُّ حَقٍّ مُسْتَعاد…
يتنسم العشاقُ عطرك
… من “مقيلٍ شاظفٍ”
.. للفارس..الشرس
المهاب…بدون سرج ..
أو ركاب
** ي ـــ إسراء **
كم بين “تنبكتو”…
و دسكرة ” المحاجيب ” العجيبة..
من مواقيت السراب ..
ومن مواعيد الذهاب..
إذا “قدمتَ” الظل…
يهربُ منكَ…
فالظل ينتظر الإياب..
والزحف يبدأ من “غدامس” رَكبُه
عيساً تنيخ مع المساء
و”الطارقون” ..
على مساقات الضياع
ضلوا …وما تاهوا..
فَــقَصُّ الناقة العجفاءِ
تغرز رجلها في الرمل…
أنفع من مشاهدة “الوسوم”…
والليل تعرفه المهارَى ..
مَبْرَكًا
ورَواحُها عشرون ميلاً..
إن تَلَبَّسَها الحنين…
إلى مراح “أبي الجدور…”
“قُلْميمَ” أو “مكناسة الزيتون”
ثَمَّ مَضاربٌ لا تنتهي…
في نجعة من باب “أغمات” الكحيلة
فالُّلقَى من “كولخ”..
“طوبى” …
لمن كانت”إقيدي” مُناخَه…
سبحان من خلق النارنج كي ينساهُ..
من زَرَعُوهُ في”قاديس”..
في “قاديشا”…
أوفي “دُمَّرٍ” ..
حيثُ الليالي المقمراتُ..
وناعمات “النانمه”..
والناعسات المائسات…
على التلال الحالمة..
و”الأمغر” الباذخ في أثوابه
طاؤوس “تيميمون”..
يسأل عن عمامة خاله ..
والسيفِ والطنبورِ والغمدِ الموَّشىَّ..
من ذا الذي يسطيع أن يعطيه عنها
خبــــراً…
سَجِّلْ ضياع الكُلّ..
إنا قد فقدنا الشيء ذاته..
علَّ السياحة والأدلاَّء/
يشرين أويشرون
متروك الأثاث…
“شرائحًا” …
لمَّا “تُحَمَّضْ” ..
صُوَّرا…
جَرِّبْ ،سعيد الحظِّ..وامسك ..
صورةً من لحم شعبك…
دينِه موروثِهِ…مخطو
واجرعْ من الجعة السخينة..
ما يُريك “النجم” “عزَّالقائلة”
يكفي لتصبحَ “سائحاً”..
و”ذَرِ التراثْ “..
لست مؤهلا ..
لحضانته
لوراثته..
ماذا لو انطلقت قذيفة مدفع..
حسب المزاج..
ورأى المجاهدُ صورةً
وضلالة وَثنية…
فأقسم أن يمزقها..
ليفوز بالحور”القواصر”
حامتْ تُطارده من الجو “المراج”
** ك ـ تطويحـات **
(طقس البسيط)
خمسون عاماً وأحلامٌ وأشرعةٌ
ثَكْلَي …
مُمَزَّقَةٌ من صولة الريحِ
خمسون عاما وصولاتٌ مظفرةٌ
لم تعرف الخوفَ..
من سجن وتطويحِ
يا بذرة الحب بين الناس …
انْبَتَها….
عزمُ السَّراة..
وتسريحُ المضاريح
خمسون عاما …
برغم الحقد نزرَعُها
للناس …
بين الغضا و المرخ والشيح
ضُمِّيهِمُ في ظلالٍ منكِ وارفةٍ
ضمَّ الجماعة …
في ليل التراويح
ولْيعلمِ الوافدونَ القادمونَ ..
على درب الكفاح …
بلا مَنٍّ وتصفيح
أنا كتبنا على وجه الزمان…
لهم
ميثاق مجد …
بترصيع و توشيح
فافْرِدْ جناحيك للأيام ,,,
منتصبا….
ياابن العماليق و السمر الجحاجيح
أَخْنَى على القاعدين الذُّل ..
واقترفوا إثم الخوالف …
من وُدِّ التماسيح…
لايسألُ الملكان الشاهدان:
أخا عهدٍ على الثورة الكبرى..
مع الريح…
والثائرون عيال الله،
تَكْلَأُهُمْ عينُ العناية…
من سَبْحٍ لتسبيح …
في قبة الصخرة الشماء قافيةٌ
يسري البراق بها من جانب “السيح”
يا حامل السيف لا قدتْ حمائلُهُ
أذِّنْ فقد “غُلبوا” يا ابن المجاريح
لا تقبل “الأرض”.. في “أدنى” ..
مناكبها..
أن ينبتَ”الغرقد” المسنون بالسوح
فالحق سيف…
وحلم و اندلاع ضُحًى…
يــفْرِي الدُّجنَّة ثَأرًا..للمصابي
84 تعليقات