“جلت ماتئين أوگيه ” من أجل “هوكينغ”/ أحمد فال محمد آبه

المثقف .. قصة قصيرة ..
“يا إلهي !!.. ياله من خطب .. أحقا رحلت أيها العظيم ؟.
قالها وهو يدخل يده في الوسادة، التي تضع أخته عليها ركبتها.. ثم قال : “أنت ما شفتيلي 200 أوقية من الفظة الاولى لميتها هون البارح عن التركة ؟”..
قالت وهي تتلاعب بأزرار هاتفها : “هذا منه ال رحل ، الخير وحدو؟”
قال ، وهو يوسع نطاق البحث عن المائتين داخل الوسادة: “هذا ستيفن هوكينغ “.. ألم تدخلي فيس بك هذا الصباح ؟ لقد بكاه جميع المثقفين الموريتانيين وتباروا في مدحه ، وما أنا إلا واحد منهم.. برأيك .. هل أترحم عليه وأدعو له بالمغفرة ؟ أم أشيد فقط بإنجازاته التي خدمت البشرية ؟
قالت ، وهي تبتسم : حانيك بعد تجبر المائتين ال لاهي ادير بيهم كونكسيوه ؟ وال لاهي تستخدم الوضع المجاني ؟
قال : لا .. الوضع المجاني لا يخدمني، فأنا لابد أن أدخل گوگل وأجمع معلومات عن هذا العالم الكبير ، وأضع صورته ..
قالت : أنت أثرك ما تعرف عنو شي؟
قال : نعرفو بعد .. گط اسمعت عنو ياسر ، يغير ماه متفاصل حته ، فيه كذاش الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية .. يغير نبقي نتعمق اشوي في البحث عنو ..
أخرج يده من الوسادة بعد أن أعياه البحث ، ثم دخل على والدته في الغرفة المجاورة ، وسألها : خالگه هي جلت ماتئين أوگيه من الفظة الأولى لميتها البارح افذيك الوسادة .. ما شفتيهالي ؟
قالت الوالدة : شفتها بعد، يغير ماني گايلايك امنين سابگ ما گتلي هذا ال كنت واحل فيه أنت واختك شنه ؟
قال لها بكل حماس : “لقد مات العالم ستيفن هوكينغ اليوم ، وأنا مافت اجبرت اباش اندير اكردي يكاني نكتب عن “..
قالت ، وهي تحرك حبات سبحتها بسرعة متوسطة : “هو امن أي قبيلة.. الله يرحمو ان شاء الله؛ يغير هذا الاسم ماگط طاح افوذني “.
قال لها : “هو ماه موريتاني ، وماه مسلم امل” .. وقبل أن ترد عليه الأم ، نادته أخته قائلة : وهاي شوف صاحبك ال ات اليوم .. ثم أرته صورة على فيس بوك ، فاشمأز ثم قال : لا .. هذا ماه هو .. لكنه تراجع حتى لا ينكشف أمره، فهو حقا لا يعرف عنه شيئا ، ولم يسمع به قبل ذلك اليوم، وقال : والله ال هو.. امسيكين ، بعدني ما اعرفت ..
جاءت الأم ، وقالت : دعني أنظر إليه .. فلما تأملت صورته قالت : اتف عالم مولانا اعليك أوجيه .. الله لا ازگلنا هذا العام ولا ذاك ال متوليه ماه هو ..
ثم التفتت إلى ابنها وقالت : المائتين ما اتلاو خالگين ، اشريت بيهم باسي البارح لأخواتك يصطبحوا بيه اليوم .. والغسال أراه مشالك أنك اتخلصوا الألف ال شورك ..
مسح يده على رأسه وقال : أنتم شعب تحتقرون المثقفين، فلترقد روحك في سلام أيها العالم الكبير، وال شي يعنيك ..
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
107 تعليقات