فلم “غداء العيد” ..العلاقة بالتاريخ وعلاقة العائلة والوطن
صحفيو رويترز
دقائق للقراءة 3
المخرج المسرحي والسينمائي اللبناني لوسيان بورجيلي يتحدث بعد عرض مسرحي في طرابلس بلبنان – صورة من أرشيف رويترز
من زكية عبدالنبي
تطوان (المغرب) (رويترز) – قال المخرج المسرحي والسينمائي اللبناني لوسيان بورجيلي إن فيلمه (غداء العيد) يطرح أسئلة عن علاقة العائلة بالوطن وإن موضوعه إنساني أكثر منه لبناني.
وقال بورجيلي في مقابلة مع رويترز على هامش الدورة 24 لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط الذي اختتم فعاليته مساء السبت إن الفيلم ”يتساءل عن العلاقة بتاريخنا إن كان بلبنان أو بالعالم العربي وبعلاقتنا الاجتماعية وعلاقة العائلة بالوطن“.
وأضاف“ تساءلت هل ما يحدث في العائلة له علاقة بما يحدث في الوطن وهل نحن نبدأ من هنا من هذه المؤسسة التي هي العائلة لذلك أخرجت الفيلم وحاولت أن أتعمق أكثر… لكن في نفس الوقت وأنا أعمل هذا (التمرين( اكتشفت أن الموضوع إنساني أكثر منه لبناني“.
واعتبر بورجيلي أن الفيلم الذي يعرض حاليا بقاعات السينما في دبي وفاز بجائزة لجنة التحكيم في الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي ”يصور الواقع اللبناني بطريقة صادقة“ لكنه تمنى لو أن ”الشخصيات الموجودة بالفيلم لم تكن موجودة بالحياة كالشخصية العنصرية أو الطائفية أو الذكورية.. فهي شخصيات موجودة بطريقة غير معلنة أكثر منه معلنة“.
الفيلم مدته 91 دقيقة ومن بطولة فرح شاعر ووسام بطرس وطوني حبيب وجيني جبارة وحسين حجازي وغسان شمالي وهو أول عمل روائي طويل للمخرج اللبناني.
وتدور قصته حول السيدة جوزفين التي تنجح في لم شمل أسرتها على مائدة غداء عيد القيامة ظاهريا لكن الخلافات والمشاحنات لم تنجح في رأب صدع العائلة لتفسد فرحة هذا العيد.
ويقول بورجيلي إن ”ما لا يقال ولا يعلن عنه في الفيلم صوته أعلى من الذي يقال، إذ أن المعلن هو الشيء العادي اليومي لكن أبعاده النفسية والاجتماعية والسياسية كبيرة“.
وبدأ بورجيلي (37 عاما) مشواره الفني في المسرح حيث تعرضت مسرحيته (تقطع أو لا تقطع) للمنع والرقابة كما منعت مسرحيته (بيروت سندروم) عام 2015. وقال إنه مورست عليه نوع من الرقابة حتى أنه مُنع من تجديد جواز سفره.
وقال ”من وقتها لم أكتب مسرحية.. أحبطت بسبب الرقابة كفنان“.
وقال إن مبدأ حرية التعبير لا يجب أن يكون في الفن فقط ”بل في جميع مناحي الحياة إلا أن الفن لا يمكن أن يتواجد إطلاقا بدون حرية التعبير. كيف يعقل أن نمارس رقابة حتى على الخيال الذي هو أساس الفن؟ وما هي المعايير التي يبني عليها الشخص رقابته؟ ومن وعلي أي أساس؟“
كما قال إن حجم الرقابة في العالم العربي مخيف لكنه غير ظاهر بسبب سكوت عدد من الفنانين عن إعلان ما يتعرضون له من منع.
إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية – تحرير سها جادو