أصبحتُ عَماًّ لعملٍ روائيٍّ/ محمد ولد إدومو
حينَ يصدر شقيقُك عملاً أدبيا، تشعر تلقائيا بآصرة قرابة تربطك بالعمل، فهنا لا يموت المؤلف بالضرورة، أعتذر لرولان بارت… وهنا أيضاً تختل أبعاد نظرية التلقي قليلا.
رواية “دار السلام” للكاتب الربيع ولد إدوم، الصادرة منذ يومين عن دار “راصد لارمتان”، هي عمل سرديٌّ مهوسٌ بطرح الأسئلة، وإثارة الزوابع ؛
لا يقدم وجهة نظر ويدعونا لنتفق أو نختلف عليها، بل يقدم شخوصا محاطة بهالة من الأسئلة الشائكة، ويطلب من أن نصافحها ـ أو نعانقها إن شئنا ـ دون أن تجرحنا الأسئلة؛
العمل هو باناروما كاريكاتورية، لكل التحولات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والجغرافية والديموغرافية، التي شهدها المجتمع الموريتاني نهاية السبعينات حتى مطلع التسعينات؛ من خلال حكايات تلغي المسافة بين الواقعيِّ والتخيليِّ، وتؤلف بين قلوب الوضوح والمباشراتية والمجاز؛ بأسلوب بسيط لا يتغلغل في لجةِ اللغة، بل يأخذ من الشاطئ مادة البناء…
قوة العمل بالنسبة لي هي أنه يجعلك تنتمي للمكان؛ وتشارك في صناعة الأحداث، تشعر أنك تعرف كل الشخصيات، بل ربما أنت أحدها.
ثم إنه عمل سردي مولع بالتفاصيل، والتفاصيل ـ عندي ـ هي ملح الرواية.
ولي بالطبع كقارئ مآخذ على الرواية لم أرَ لها مكانا في منشور احتفائيٍّ كهذا المنشور ..
أخيرا؛ أبدي سعادتي العارمة بهذه الإصدارات السردية التي بدأت ترى النور بشكل منتظم، لكتاب موريتانيين في مجتمع يقدس الشعر على حساب الرواية.
12 تعليقات