عندما يتلاشى الخط الفاصل بين الواقع والخيال في التمثيل
القاهرة (رويترز) – هل يمكن أن ينغمس ممثل أو ممثلة في أداء دور لدرجة أن يفقد إحساسه بنفسه ويتحول بالكامل إلى الشخصية التي يجسدها؟
هذا التساؤل يطرحه المخرج البوسني ميروسلاف مانديتش في فيلمه ”أنا أمثل.. أنا موجود“ (آي أكت..آي آم) الذي عرض يوم الأربعاء ضمن المسابقة الرسمية في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
تدور أحداث الفيلم، وهو إنتاج مشترك بين سلوفينيا والبوسنة والهرسك، حول أربعة ممثلين هم لينا ونيكو ولوكا وإيفا. يجسد ثلاثة منهم شخصيات مختلفة لكن ما يربط بينهم هو أن ثلاثتهم يفقدون تدريجيا إحساسهم بمن هم ليتماهوا تماما مع الشخصيات التي يجسدونها، الأمر الذي يدفعهم إلى تبني نمط حياة هذه الشخصيات.
لينا تجد نفسها متورطة في جرائم سرقة أثناء بحث تقوم به عن شخصية السارقة التي تمثلها. نيكو يبدأ في الطواف على الملاجئ محاولا تكوين صداقات مع مشردين بعد أن سيطر عليه دور المتشرد الذي يلعبه. أما لوكا فقد بات مقتنعا تماما أنه واقع في حب إيفا بعد أن مثل دور حبيبها في مسلسل تلفزيوني.
يقدم مانديتش من خلال فيلمه دراسة نفسية لعملية الأداء التمثيلي بما يصاحبها من جهد ذهني وبدني، وكيف يمكن أن يتحول الارتباط بالشخصية إلى نوع من الهوس يُفقد الممثل إحساسه بذاته.
وفي ندوة أعقبت العرض تحدث مانديتش عن سر اختيار الأبيض والأسود لعرض فيلمه.
وقال ”أردت أن يكون فيلمي بعيدا عن الواقع تمامًا مثلما كان أبطالي بعيدون عنه“.
الفيلم ضمن 16 فيلما تتنافس هذا العام على جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم في الدورة الحالية التي تستمر أنشطتها حتى 29 نوفمبر تشرين الثاني.
13 تعليقات