المكتبة الوطنية اللبنانية تنتفض من دمار الحرب
بيروت 5 (رويترز) – بعد 28 عاما على انتهاء الحرب الأهلية التي تسببت بإحراق مقرها وتضرر الكثير من محتوياتها، افتتح الرئيس اللبناني ميشال عون المكتبة الوطنية التي جرى تجديدها بتمويل قطري لتعود واحدا من أهم الصروح الثقافية في لبنان.
وتتألف المكتبة من أربعة طوابق تضم مخازن للكتب والصحف ومقتنيات وطنية وصالات للقراءة، ويصل عدد المخطوطات فيها إلى 300 ألف مخطوطة تعود غالبيتها إلى القرن الحادي عشر وما بعده.
كانت المكتبة الوطنية اللبنانية قد تأسست عام 1921 على يد المؤرخ والأديب اللبناني فيليب دي طرازي. وفي 1924 صدر قانون الإيداع القانوني الذي يفرض على الناشرين أن يودعوا نسختين من مطبوعاتهم بالمكتبة الوطنية. وبذلك نمت مجموعاتها من عشرين ألفا هي نواة المكتبة إلى 200 ألف عام 1975.
غير أنها تضررت جراء الحرب الأهلية اللبنانية التي نشبت عام 1975 واستمرت حتى 1990 وتعرضت محتوياتها للضياع والنهب. وأغلقت المكتبة أبوابها تماما عام 1979 خاصة وأنها كانت على ما كان يسمى خطوط التماس بين الأطراف المتحاربة.
وفي عام 1999 أرادت وزارة الثقافة اللبنانية إحياء المكتبة من جديد فوضعت مشروعا لترميم المبنى وتصنيف الكتب وفهرستها.
وقد صمم مبنى المكتبة الجديد في منطقة الصنائع في بيروت المهندس المعماري الهولندي الشهير رِم كولهاس، وهو مجهز لكافة الزوار بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة. ويحتوي عددا من الابتكارات التكنولوجية مثل نظام فرز الكتب الآلي وشاشات الوسائط التفاعلية ومحطات الاستعارة والإعادة التلقائية التي تمكن أعضاء المكتبة من استعارة الكتب وإرجاعها بسهولة ويسر.
حضر حفل الافتتاح مساء الثلاثاء رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ووزير الثقافة غطاس خوري والسفير القطري في بيروت محمد حسن جابر الجابر الذي مولت بلاده مشروع المكتبة بتكلفة بلغت 25 مليون دولار.
وقال الرئيس عون خلال الحفل إن من يراجع تاريخ هذه المكتبة وكيف بدأت ثم كيف تابعت واستمرت لتصل إلى ما وصلت إليه الآن يعرف معنى أن يؤمن الإنسان بحلم ومعنى الإصرار والمثابرة لتحقيقه.
أضاف ”إن عالم المحفوظات والأرشيف والتوثيق عالم غني متنوع يختزن عبق الماضي وتجاربه وخبراته كما يحمل أيضا آنية الحاضر وأحداثه ويؤسس للمستقبل فهو وإن كان شاهدا على التاريخ وحارس الذاكرة فإنه إطار المستقبل. ومعلوم أن الشعوب التي لا ذاكرة لها تكرر أخطاءها“.
واعتبر وزير الثقافة خوري أن المكتبة تشكل عيدا ثقافيا في لبنان لصرح يضم ثروة ليست كالثروات وفيه الكتاب والدورية والمخطوطة واللوحة ونتاج الفكر الانساني بالآلاف وبعرض حديث ممكنن في قاعات وصالات للمطالعة وللعروض الفنية واللقاءات الثقافية.
أضاف خوري أن المكتبة تضم ”مقتنيات لبنانية تعبت من رحلة طويلة بدأت في العام 1919 لترحل من مكان إلى آخر مما عرض قسما منها للتخريب أو للنهب. لكن أياد كثيرة امتدت لإنقاذها: من فرنسا والاتحاد الأوروبي ومراكز دولية ولبنانية إلى اليد الأخيرة الكريمة والسخية من دولة قطر الشقيقة“.