مسلسل عراقي في رمضان يحيي صناعة الدراما ويثير الغضب
بغداد (رويترز) – في استوديو ببغداد يشاهد مخرج بطلا من أبطال عمله التلفزيوني وهو يرفع سكينا على رقبة ممثل زميل في إعادة إحياء لصناعة الترفيه بالعراق.
وتدور أحداث مسلسل ”الفندق“ في فندق يملكه روائي يقوم بتسجيل ورصد حياة ضيوفه وهم يصارعون ضد العنف او يقعون في الحب. وجرى تصوير المسلسل في العراق حيث تضررت صناعة الترفيه نتيجة الحروب.
ويعرض المسلسل الذي تم انتاجه بميزانية صغيرة، في شهر رمضان حيث تلتف الأسر حول أجهزة التلفزيون وهي تتناول الإفطار بعد الصيام.
ويتناول المسلسل موضوعات حساسة مثل الدعارة وتعاطي المخدرات والاتجار بالبشر، مما أثار انتقادات من بعض أعضاء البرلمان والجمهور في البلد المحافظ دينيا. ونتيجة لذلك تم حذف بعض المشاهد.
لكن علي جعفر السعدي، وهو أحد منتجي العرض، لم يقدم أي اعتذار عن فكرة المسلسل. وقال لرويترز إن الفن في نظره لا يحل المشاكل ولكن يسلط الضوء على مشاكل معينة في المجتمع.
وينظر القائمون على إنتاج العمل على أنه جزء من انتعاش بطيء لصناعة السينما والترفيه في العراق التي انهارت تقريبا بعد الغزو الأمريكي عام 2003 وفي سنوات الصراع التي أعقبت ذلك.
وقال حسن حسني، وهو ممثل سابق وقام بإخراج المسلسل، إن العمل في مسلسل في بغداد كان حلما بعيد المنال. وأضاف أن فريقه فخور بالمساعدة في إحياء المشهد الثقافي في العراق.
وتابع ”الفن.. الثقافة.. الأدب.. من الأولويات. يعني السلاح قد يخطىء لكن الفن لا يخطىء. خاصة من الناس الحريصين على المجتمع وعلى ما يدور في المجتمع ومن هموم المجتمع والأحداث الذي يمر بها المجتمع.. الآن رسالتنا الإنسانية نقدم للناس ونفتح بعض النوافذ المغلقة وبعض النوافذ الغير واضحة اللي تفتحينها يدخل الضوء. فإحنا الضوء“.
وكان حسني قد غادر البلاد عام 1996 عندما سحقت العقوبات الدولية ضد حكومة صدام حسين الاقتصاد العراقي وجعلت من الصعب عليه كسب المال من خلال التمثيل.
وكان ينتظر الاستقرار في بلاده. وذهب خلال تلك الفترة إلى لبنان وسوريا والسعودية حيث واصل التمثيل والإخراج.
وقبل خمسة أشهر، سنحت أمامه الفرصة بعد أن أقنعه الأصدقاء والزملاء بأن العراق أصبح آمنا بما يكفي للعودة.
وقال السعدي إن إحياء الانتاج التلفزيوني والأنشطة الثقافية الأخرى يظهر عودة ما يشبه بالهدوء إلى العراق.
وأضاف ”الدراما أو بالحقيقة الفن بشكل عام إن وجد في مكان لا يمكن أن يوجد إلا في مكان آمن. في مكان نوعا ما مستقر. عودنا هذا تخلي الناس تشعر بالطمأنينة، بنوع من الأمان إنه خلاص بلشت عجلة الدراما تدور، وهذا شيء رائع“.
وعلى الرغم من أن الكثير من العراقيين كانوا سعداء لمشاهدة إنتاجهم المحلي على شاشات التلفزيون، إلا أن آخرين انتقدوا بشدة المحتوى المثير للجدل في الحلقات.
وندد مشاهدون وأعضاء لجنة الثقافة بالبرلمان بتصوير التدليك ”المساج“ ومشاهد في ملهى ليلي وتعاطي الكحول والمخدرات. وقالت اللجنة الثقافية إن العرض يتناقض مع قيم المجتمع العراقي وقواعده.
وقال محمود أبو العباس، الممثل المخضرم ونجم المسلسل، إن بعض المواضيع قد يكون من الصعب مشاهدتها، لكنها تصور الواقع.
وأضاف أنهم لا يسعون لتشويه صورة المجتمع العراقي، بل تذكير الجماهير بأن من الواجب النظر إلى الداخل ومراجعة النفس.
ومضى قائلا ”ربما المتلقي العادي يجد فيها صعوبة كبيرة في التلقي، في تلقي مثل هذه الأفعال. لكن هي بالحقيقة، هي واقع ملموس نحاول من خلال الدراما ان نرصدها لا فقط لعرضها لتشويه المجتمع العراقي وإنما نحاول من خلال هذه الصور أن نوكد للمتلقي أنك بحاجة لمراجعة النفس وبحاجة إلى التثقيف“.