مهداة إلى السيدين: رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء الجديدين (شعر أدي آدب)
الدوحة -مورينيوز- مهداة إلى السيدين: رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء الجديدين.. من شاعر لا يريد تعيينا ولا أي مطلب .. غير أن تقرآ – قبل تعيين الحكومة-
مصنع الأحلام السياسية
هذه القصيدة/ المصنع، التي تدخل في سياق الخيال السياسي، حيث خصصت كل واحد منها لقطاع من القطاعات التي يحتاج إصلاحها إلى أدوات سحرية، تعمل من تلقاء نفسها، بعقل إلكتروني ذكي ونزيه، يأسا من النخب المغشوشة، ثم أعدت – في ختام المشروع – الاعتبار لإرادة الشعوب …للفعل الإنساني الواعي بضرورة التغيير……
0- فكرة المشروع:
أنا..لا أريدُ مِنَ الغرْبِ ناسًا..
لِتُصْلحَ حالَ بلادي
فلا الغرْبُ يَصْنعُ ناسًا..لنا مُصْلِحينَ!
ولكنْ بَضائعَ ..يا لتطوُّرها العبْقريِّ!
فهلْ يُبْدِعُ الغرْبُ لي ما أريدُ؟:
وسائلَ سِحْريةَ الصُّنْع..
تعْمَلُ – دُونَ أناسٍ – بِعَقْلٍ ذكِيِّ.
-1-الأمن
أريدُ عصا شُرَطِيِّ
إذا كُلِّفَتْ قمْعَ حُـرٍّ..
تَعودُ عَلىَ الشُّرَطِـي
فتقْمَعهُ .. وتصِيحُ:
أنا ما خُلِقْتُ لغيرِ جَبينِ الغَوِىِّ.
– 2 – الدفاع
أريدُ مدافعَ..
تعْرفُ أوْجُهَ كُلِّ عِداهَا
وترْفضُ أفْواهُهَا
أنْ تُوجَّهَ صَوْبَ نُحُورِ الذينَ أتَتْ
لتكون حمىً لهمُ..
في يَدِ العَسْكَـرِيِّ!
المالية
أريدُ خزائـنَ..
إنْ لامَسَتْهَا يَدَا سارقٍ..
يصْرخ المالُ:.. – يا للفضائح-
تَبَّتْ يَدَاكَ..أبَا لهَبٍ
فيُصْعَق بالشلَلِ الأبَدِيِّ!
– 4 – العدالة
أريدُ زنازينَ..
تعرفُ أوْجُهَ كُلِّ مُسَاقٍ إليْها
فتُحْكِمُ إغْلاقَ أبوابها
دُونَ وَجْهِ البريِّ ..
وتلْتَقِطُ السَّاجِنيهِ..
ولوْ هربوا.
مُفَتِّحَةً كُلَّ بابٍ
بهِ يَتَراقصُ.. سَوْطُ عَذابٍ
ليصْفَعَ – مهْما تَفَلَّتَ-
وَجْهَ الخؤونِ .. الشقِيِّ!
– 5 – الثقافة
أريدُ ..منابرَ
إنْ أبْدَعَ الشعْرَ – مِنْ فوْقها – شاعرٌ
في مديح الطغاةِ
لهاثًا وَراءَالفُتاتِ
تَذُبْ – خَجَلاً – أحْرُفُ الصَّفَحَاتِ
وتصبحْ – على شَفَتَيْهِ – صَدَى حَشْرَجات
وتحْتجُّ رَبَّاتُ عَبْقرَ:
يَلْعَنَّ شيْطانَهُ..
إذْ يزُفُّ الجمالَ لِذوْقٍ غـبيِّ!
– 6 –الإعلام
أريدُ صحائفَ ..
ترْفضُ حِبْرَ النفاقِ
يُلَوِّثُ طهْرَ البياضِ بماءِ الحياءِ المُراقِ
صحائفَ..
تقْسِمُ بالنُّونِ .. والقَلمِ. الحُرِّ..حِبْراً ..
“وما يسْطرونَ”..
لَسَوْفَ ..تَعَفَّفُ ..أنْ يتلَمَّسَها..
قلمُ الصُّحُفيِّ .. الدعيِّ
وأنْ لا تعودَ لِسَوق ارتزاقٍ..
بِبيْع الضمائر..
بيْع الحقائق..بيْع الأكاذيب..
بيْع لحوم الرفاق..
فتأكلها .. ثم تشرب من دمهمْ..
وتمسح فاها على الصفَحاتِ..
وتهتف: تحْيا الصحافة!
يا للبغـيِّ!!
– 7 – الدين
أريدُ عَمائمَ..
بيضاءَ..
سوداءَ.. زرقاءَ..
لكِنْ بحجْم رؤوسِ ذويها..
توافقُ لوْنَ سَرائرهمْ
وتدورُ معَ الحقِّ.. في كُلِّ مَجْلَى..
يميناً.. شمالاً.. مع الحق ..إنْ قال: لاَ
ولا تُدْمِنُ الهزَّ – دأبًا – مِن اعْلَى ..
لأسفلَ..لاَ.. لاَ ..
فما هكذا – دائما – حركاتُ عَمائمِ
كل الدراويش .. جَذْبًا..
ولا علماء الندِيِّ!
ولا نحن في عَهْدِ »صفين« .. كَلاَّ ..
ولا الحقُّ.. حقُّ “معاويةٍ ” أوْ ” عليِّ ” !
ولكنما الحق ..للهِ – جَلَّ – العزيزِ القَوِيِّ!
– 8 – الحُكم
أريدُ كراسِي حُكْمٍ..
تَأبَّى على غاصِبيها..
وتصْرَعُ مَنْ ليسَ كُفْؤًا..
علىَ فَمِـهِ..
تَتَبَطَّنُ بالشَّوْكِ .. والجَمْرِ ..
إنْ يَسْتَطِبْها – مَدَى العُمْرِ –
فرْعوْنُ ..
مَدَّاهُ في الغيِّ:
هامانُ..
قارونُ..
تبًّا..
ولاتَ نَبِيِّ!
– 9- الديمقراطية
أريدُ صناديقَ ..
تَعْرفُ مَعْنىَ » انْتِخابٍ «
تَتُوبُ مِنَ » الحشْوِ « دُونَ » حِسابٍ«..
لها شَفَتانِ .. وأفْضَلُ أنْفٍ ذكِيِّ
يَشمُّ رَوائحَ زَيْفَ الخِطابِ..
وخُبْثَ الضمائرِ تحْتَ الثيابِ..
فَتَنْطَبِقُ الشفَتانِ – عَنِ الصوْتِ..
إنْ جاءَ مِنْ ناخِبٍ..
لمْ يزلْ يُشْتَرَي .. أوْ يُحَابِي
وتنْطبِقانِ ..عَلَى كلِّ صَوْتٍ قَوِيِّ
يميِّزُ بيْنَ الخَطَا .. والصَّوابِ
لِتَخْتارَ هَذِي الصناديقُ – مِلْءَ إرادَتِها- نُخَباً ..
شُرَفاءَ .. طهارَى الأيادِي ..
طهارَى الكِتابِ..
لِتُنْقذَنا مِنْ عُهودِ الخرابِ..
وتُسْكِتَ صَوْتَ السِّلاحِ .. وكُلَّ انْقِلابِ
سِوى صَوْتِ هذِي الصناديقِ ..
إنْ جَلْجَلَتْ ..
بانْقِلابِ انْتِخابٍ .. نَزيهٍ .. عَلَى الانْقلابِ…
بدون دَوِيِّ.
لهُ بَصْمَةُ الحِبْرِ ..
لا بَصْمَة الطابَع الدَّمَوِيِّ!
– 10 – إرادة الحياة
أريدُ ..
أريدُ ..
ويا ما أريدُ ..!!
فيا ليْتَ مُوسَى .. تَعُودُ عَصاهُ ..!
تُحَققُ لي مَا أريدُ ..
تَلَقَّفُ ما يأفَكونَ ..
فلمْ يَصِل الغَرْبُ حَدَّ طموحِي..
ولا هو يَصْنَعُ ما فِيهِ إصْلاحَ حالي..
فَهَمُّ صِناعاتِ ذا الغَرْبِ إتْلافُ مالي
وتَخْديرُ عَقْلِي .. وشَدُّ عِقالي
لِكَيْما أظلّ ..غبِياًّ..
غنيا .. فَقِيرًا
فيا للغنا العربيِّ ..!!
لعَمْرُكَ .. إنَّ مَصانِعَ .. حلْمي ..
لتحْتاجُ مُعْجِزَةً مِنْ نَبِيِّ
وإلاَّ فَهَبَّة شَعْبٍ .. أرَادَ الحياةَ ..
بِعَزْمٍ قَوِيِّ
فأيْقظَ ما ماتَ مِنْ رُوحِهِ العَبْقَرِيِّ
فأيقظ ما مات من روحه العبقريِّ
أدي بن آدب-1/7/2006