ساء الجناح ج)..معالجة سينمائية مغربية لمعاناة المرض النفسي
القاهرة (رويترز) – داخل مستشفى للأمراض النفسية تتشارك ثلاث نساء غرفة واحدة بعدما سقطن ضحية للاكتئاب، وخلال رحلة علاج قصيرة يلامس الفيلم المغربي (نساء الجناح ج) بعضا من القضايا الاجتماعية المسكوت عنها عبر حكاياتهن بينما على الجانب الآخر يبلور قيمة الصداقة وكيف تصبح طوق نجاة في عالم تشتد قسوته.
الفيلم بطولة أسماء الحضرمي وجليلة التلمسي وإيمان مشرافي وريم فتحي وفاطمة عاطف ونسرين الراضي وكنزة فريدو ومن إخراج محمد نظيف في ثاني فيلم روائي طويل له.
تنطلق أحداث الفيلم من داخل الجناح ج بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة الدار البيضاء حيث آمال التي فقدت ابنها الوحيد في حادث وتلوم نفسها طوال الوقت على ذلك، وابتسام التي خدعتها أمها وزوجتها من رجل مثلي الجنس بعدما أخفت عنها حقيقته، وريم الفتاة التي تعرضت للاعتداء الجنسي من والدها وعندما جاهرت بالأمر وقف الجميع ضدها حتى أمها شهدت ضدها بالمحكمة.
ورغم الصورة النمطية عن غالبية أطقم التمريض بمثل هذه المستشفيات من قسوة وغلظة في التعامل مع المرضى يقدم مخرج الفيلم نموذجا حنونا متعاطفا يتمثل في الممرضة حليمة التي تساعد الثلاثة على الخروج سرا في بعض الليالي للسهر والترويح عن أنفسهن. لكن حتى هذه المرأة يتضح أنها على شفا الاكتئاب بعدما خدعها خطيبها وأخذ مدخراتها للزواج من أجنبية والحصول على جنسية أوروبية.
وأمام ضغوط المرض والمجتمع وأقرب الأقرباء على كل من الأربعة يصبح اتحادهن قوة وتتحول صداقتهن إلى مفتاح لمعظم المشاكل التي يعانين منها.
وفي مناقشة مع الجمهور بعد العرض الأول للفيلم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي يوم الأربعاء قال المخرج محمد نظيف ”الاكتئاب هو مرض العصر.. هنا حاولت أن أحكي قصصا نسائية قريبة من مجتمعاتنا“.
وأضاف ”استقينا الحالات التي قدمناها من وقائع حقيقية لكن بالطبع أضفنا إليها الكثير من الخيال، فحالة البنت التي تعرضت للاعتداء من أبيها على سبيل المثال قرأت تفاصيلها بإحدى الصحف“.
وتابع قائلا ”الفيلم لا يستعرض المشكلات الاجتماعية فقط فبالنسبة لي هناك دائما أمل.. الأمل المتمثل في الصداقة القوية التي نشأت بين النساء وجعلتهن أقوى في مواجهة المشكلات“.
وينافس (نساء الجناح ج) ضمن مسابقة آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يسدل الستار على دورته الحادية والأربعين يوم الجمعة.
وقالت منتجة الفيلم رشيدة السعدي في الندوة إن الفيلم استغرق تصويره 24 يوما وبلغت تكلفته نحو 600 ألف دولار وجرى التصوير بكاميراتين في عدة مواقع مختلفة منها مستشفى للأمراض النفسية ومستشفى عام ومدرسة ثانوية وكلية للفنون.