عزف على وتر الأندلس/ أدي ولد آدب
تفاعلتْ.. في دَمِي.. مَأساةُ “أنْدَلُسِ”
وطيْفُ مَلْهَاتِها.. لا.. غيْرُ مُنْطَمِسِ
ضِدَّانِ.. يَصْطَرِعَانِ.. الآنَ.. في خَلَدي
وَامَأتَمًا.. لمْ يَزَلْ يَبْكِي.. على عُرُسِ
أنّى الْتَفَتُّ.. فَجَنَّاتٌ.. مُؤَسْطَرَةٌ
في الحُسْنِ.. في الحُبِّ.. كانتْ “مَرْبطَ الفَرَسِ”
تَبْكِي” العريفُ”.. على “الزهْراء” قد طُمِسَتْ
“وزفْرَةُ العَرَبِي”.. أطْفَتْ سَنَا القَبَسِ
ونخْلةُ “الداخل”.. الغنَّاءُ.. قد ذَبُلَتْ
وهيْبة “الناصر”.. “المَنْصور”.. لم تُقَسِ
تناسَختْ.. بَعْدَها.. “ألْقَابُ ممْلكة”
جَوْفَا.. قد اقْتُبِسَتْ في غيْرِ مُقْتَبَسِ
“عصْرُ الطوائفِ”.. يَحْيَا.. فِي هَزائِمِنَا
وفي الخرائطِ.. من “بغْدادَ”.. “للقُدُسِ”
أمْشِي.. على جَسَدِ التاريخ.. يَكْتُبُني
خَطْوِي.. على طَلَلٍ.. يَخْضَرُّ.. في اليَبَسِ
أحِسُّ.. مِلْءَ شِغافِي.. أسْهُمًا.. نَفَذَتْ
من أعْيُن ِالحُور.. خلْفَ السُّورِ.. والحَرَسِ
ويَضْبِطُ النَّبْضَ “زِرْيَابٌ”.. على نَغَمٍ
يُدَنْدِنُ الشَّجَنَ.. المَعْزُوفَ.. فِي النَّفَسِ
تَهُولُنِي المِئْذَنَاتُ.. الشُّمُّ.. صامِتَةً
وقد تعالَي صدَى النَّاقُوسِ.. والجَرَسِ
وبِي تَمَرُّ القَوَافِي.. في مَعارِجهَا
وسدرة المُنْتَهِى: إبْدَاعِ أنْدَلُسِ
معَ “ابْنِ زيْدونَ”.. نلْهُو.. في مَجَالِسِها
و “الشُّشْتَرِيُّ”.. يُنَاجِي المْرْتَقَى القُدُسِي
و “الشاطِبِي”.. و “ابْنُ رُشْدٍ”.. خَالِدَانِ.. هُنا
فِي بُرْجِ علْمٍ.. سَمَا عن كفِّ.. مُلْتَمِسِ
مَهْمَا اسْتَحَالتْ.. رَمَادًا.. أيُّ مَكْتَبَةٍ
يَبْقَى “ابْنُ حزْمٍ” كتابًا غيْرَ مُنْدَرِسِ
وطوْقُ مَنْجاتِه.. “طوْقُ الحَمَامَة”.. في
سياسة الحُبِّ.. حيثُ الحُبُّ.. لمْ يُسَسِ
يا “ابْنَ الخَطيبِ”.. “زَمَانُ الوصْل”.. أيْنَ مَضَى؟
هلْ “جَادَهُ الغيْث”؟ يا غيْثَ الهَوَى.. انْبَجِسِ
أدي ولد آدب-8-1-2020