همسة !!/ المرتضى ولد محمد أشفاق
همسة !!
حزمت أمتعتها بسرعة السلحفاة ، وطارت مع نسائم السحر غير آبهة بحراس الآفاق ، ولا بجواز لجواز الحواجز المنصوبة في المدى ، وغابت تخترق جدار الصمت وتتحدى مناطق الحظر الفكري ، ومن قاع بحر الظلمات وإحدى قمم المشتري صاحت : من أنت ؟
قال : أنا سوقي ، أحترق بالأشواق ، وأشتري من بائعة النعناع نصف حزمة بثلاثين ، أذهب بقمحي إلى المطحنة ، وأحمل متاعي على عربة حمار ، وعند العتمة أعتقل شاتي لأحلبها ، وأوقد النار لخروفي الصغير بعد المطر ، وفي سوق المواشي تأكل الكباش طرف دراعتي ويبول التيس على نعلي ، أعشق عرق الحمالين وأحترم باعة الملابس القديمة ، يردني بواب الحاكم ، و أخاف من بذلة السلطان ….
قالت : ماذا يبقى حين تغرب الشمس وراء ستائر حمراء ، ويبيض الصقر في حقيبة هاوية متدربة ، حين يتهجى القواد خطبة الجمعة ، ويدخن المؤذن بين الأذان والإقامة ،،
قال : يركع السيف في محراب المرابي ، و يستحمر الحصان ، ويستل النسر خنجره وينتحر.
اقطع صلاتك أيها الصنم العاتي ، كفاك صوما فقد امتص العطش والجوع نضارة وجهك ، إن لجسدك عليك حقا وسنبقى نقبل شسع نعلك قسما باللات….
سنقول إنك هبة سماوية ، فاضت لجلالها التلال واضطربت أمواجها ، وارتفعت قمم رابيات البحار ، والسفينة تغوص إلى لا قرار ، وقرص الشمس يرتفع إلى لا شهوق….
انعق بجر المبتدإ فسيصيح العلماء عشت يا سيبويه ، توقف عند ويل للمصلين سيصيحون صدق الله العظيم….
اعشق و تغزل !!!
قد جعل الفتى من لحية أبيه مكنسة لمكتب خنزير، وقدم ثدي أمه قربانا لهبل….و توسل للحظوة بتميمة من مشاقة بغي بللها سلح تيتياء !!!
هبل قل لي كيف سمحت للراعي أن يهوي بعصاه الغليظة على رجل نعجتنا الشهباء ، وكيف أطلت شعر عجول جيراننا ، وكيف جف ضرع بقرتنا قبل الإبان ، لماذ أمهلت فاجع دجاجتنا بفراخها التسعة ؟ ولماذا أغرقت قريتنا في بحار من غبار وبرد؟؟؟؟
ما أعدلك وإن جرت وما أوفاك وإن خنت ….سنبقى راكعين في معبدك …ولكن قل لي أيها المعبود هل صحيح أن قرية النمل أولت بعض آياتك ، وقالت بمسألة خلق قرآنك ؟ وهل صحيح أن مأمون القردة قد بال على رؤوسهم ورماهم بالمنجنيق؟ وأن فضيلة الحبر الأعظم أفتى بجواز ذلك في مشهور المذهب المملوكي ؟؟ هل حقا قال بوجوب جلد المصلين في الأسحار وتعزير الحمام على التوقيع…وهل صحيح أن فقيه المخنثين أفتى بأن كل نهد ينتصب تنهشه أسنان عنين ..عشت يا صاحب الأظافر الطويلة ، ومحدد أنياب الرذيلة ، أيها الضاحك من سعالنا ، أيها الراقص على أناتنا …لله أنت ما أعدلك ! ما أجملك ! ما أكذبك ! عفوا ما أحقرك !!!