… وبدأ ذلك النور الذى بداخلي يضيء/ العالية إبراهيم أبتي
وبدأ ذلك النور الذى بداخلي يضيء أكثر، لا أدري هل أشعلته باقتحامك لي أم أشعلته حين أدركت أنك لي.
انتظر…خذ نفسا عميقا وجرب خوض التجربة معي، نعم…عليك أن تسلمني نفسك وإن كرها، عليك بعدها تصور جمال التصوف معي والإصغاء للضحك وإن شئت “ارطيل”، المهم أن أسمعك صوتي المنبعث من ذاك الضوء الذي حدثتك عنه.
انتظر مرة أخرى…
أنفاسك تملأ المكان وكلماتك تعبر الزمان… تركتهما حيث تركت، تركتهما حيث تركت قلبي معك، وحين نقلت قلبك معي..
نبضي بداخلك يتسارع فرفقا به، رفقا بكل الجميل الذي بداخلك فإني أحتاجه.
ستهبني فى كل مرة نسقا أطرب له ساعات، هل تعرف ماهو؟
هو نسق أخال أنه لا يتغير إلا ليرتفع لحنه، نسق كلماتك لي…فهل تعلم ما أهديتني حقا، أهديت إلي روحي من جديد وكأنك تنفض الغبار عن أريكة في بيت قديم، كأنك تضيء مساحات مظلمة.
هي روحي نعم، تلك الروح الشغوفة العاشقة لكل جميل، لتجربة المألوف وغيره، المسكونة بالرقص والطرب، بالكتابة والسهر…وبعالم بعيد لا أجد فيه سواك.
يمكنني الآن أن أحدثك عن نفسي أكثر.
يصعب علي وضع نفسي في قالب واحد، ويصعب علي تكرار نفسي دائما لذلك أقل ما يمكنني فعله هو “الجنون”…
لم أجد كلمة تترجم عقلي أبلغ منها، لدرجة أنني بدأت أبحث عن المجانين حتي التقيتك.
اشتقت للرقص تحت المطر، اشتقت للجلوس تحت القمر، اشتقت لصوتك وقت السهر.
اشتقت أن أركض بعيدا حيث لا وجود لأحد، اشتقت اكتشاف الزمان والمكان وتأمل كيف ابتعدت عنك وسط زحام الأيام.
أخذني الحنين لمكان لا يعرفه سوانا، هل تذكره؟…
هل تذكر سمري وأنت تحدثني عن هربك أيام حرب العراق، تحدثني عن تفاصيل العبور باهتام بالغ وتتفاعل معها بكل إحساس وتأثر يستفزني…
تحدثني عن سفرك الطويل وتلك المسافات، عن الأهل، عن الصحبة ولا تعرف أنك بذلك تحدثني عن طيبتك ونبلك.
أعرف تماما أن ذاك الشجن المصاحب لكل أحاديثك يعكس أيامك وإن كنت تحجبها عني.
ووسط ذلك الاستغراق تقطع حماسك كي تقول لي “هل تعرفين أنك جميلة”…ينعكس وجهي خجلا ودهشة ثم أبتسم وكأني أسمعها لأول مرة…ثم تتدارك وصفك لي بكلمة تطلقها اعتذارا “ولكنك فتاة صعبة لدرجة الخوف، بعيدة رغم قربك”….
فتحت فمي كالبلهاء محاولة فهم ما تقول، وإن شئت محاولة استيعابه.
تواصل حديثك وكلما وجدت موجبا لإسقاطه علي أيامنا فعلت.
فجأة أضحك مليء فمي…لا يهم واصل، فلن أشرح لك سببها، اعتبرها “خارج النص”…فأنا أصغي إليك بعيوني وأحاول جاهدة أن لا أسرح عنك بخيالي….
ستكمل حديثك المستغرق المتواصل وأكمل التحديق بك وأنت تنثر السحر وإن كان “سياسة”، ما دامت أخذت منك كل مأخذ…. سأستغرق معك بكل حواسي إلى أن تحدثني عن “حقوق الإنسان”… ويحك توقف فلن أسمح لك بالحديث عنها وأنت تهمل بغباء حقوقي العاطفية.
سيذكر المكان إحساسنا وضحكاتنا وانتظارنا..
والآن بعد كل هذا هل تعرف مجنونين أكثر منا؟