… وتحاول أن تشغلني عن استحضار توحيد الخالق الذي صورك…/ العالية إبراهيم أبتي
أسافر لوحدي هذه المرة.. أقترب منك دون أن إحس…أصل متعبة من الحنين والبعد ومن لحظات سرقتها معك.
أمضي ويتوقف الوقت عند لحظة توديعك، لحظة امتزجت فيها سعادة اللقاء مع حزن الفراق، ولكنك شاب ترفضه مؤسستي التقليدية، ترفضه أيامك المشحونة بالتفكير فى كل شيء إلا البقاء.
أمضي وأحس أنك بجانبي، وأتذكر آخر مشهد منك تقلب فى راحتيك كتيبا تدون فيه مواعيد سفرك.
ماذا بعد؟ هل أنتظرك مرة أخري ولكنك هذه المرة لن تعود،؟؟.. لن تسأل، ستتخلي عن عمر يناهز سعادة ستحاصرك أينما كنت.
ولكن هل استطعت؟!…سيجيبني مقدمك المفاجيء حين حملك الشوق نحوي..، ابتسامتك العريضة ووجهك الوضاء وسلامك المتقطع هذه المرة…مهلا!، ماذا قلت؟، لم أسمع!…”كيف حالك أختي”،…هل حقا قطعت كل تلك المسافات كي أتحول لمعني لا يمكنك نطقه إلا لعثمة…
ستنصرف عيونك فى المكان وأنت تنطق اسمي محاولا حجب شوقك عني، ثم فجأة تتذكر أنه عليك البوح، عليك كسر ذاك الحاجز الذي تحيط به نفسك أو إنزاله حتي تراني بدون حاجز.
تسألني عن المدينة، وعن الأيام ، وتحاول فتح أي موضوع كي تشغلني عن استحضار توحيد الخالق الذي صورك، ثم أصمت وأشتمك عنوة.
أعرف أن تفكيرك منشغل، منصرف…الفرق هذه المرة هو حضورك بشكل مختلف، بحديث مختلف….تذكرت للحظة ذاك الكرتون الذي كنت تجلس عليه كلما تعبنا من السير فى مساء انواكشوط المغبر، ثم بدأنا نعيد بكل ضحك الدنيا كل تفاصيلنا ونحن نختبيء فى حضن الصمت عن عيونهم….
هل ستودعني كما حضرت بأختي أم ستبخل علي بوصف تنطقه بجميع جوارحك.