أعرف تماما أنك يوما ستعود وحينها فقط لن تجدني/ العالية إبراهيم أبتي
كان اللقاء صدفة ولم يخطر في بالي أنك تبحث عني، استسلمت للجلوس والحديث الطوييل معك.
لم أكن أدرك أني بذاك أرجع حكاياتك القديمة، أو أخرج أخري لا تريد لها الاستمرار…كنت تحدق بي وأحاول الهرب من عيونك، أحاول الاستغراق أكثر في الحديث.
حديث لاتبدو له معالم، لعلك تدرك صدقا حجم الحب والألم والغربة فيه، ولعلي أجد في وقتك وصدرك متسع لتحمله.
هممت بالانصراف بعد ساعات من متعة التحول بين عينيك والتركيز في ذاكرتي المزدحمة بالأماكن والأشخاص وبك.
غادرت…تساءلت…عاتبت…أحببت…ولكن لم يغادرني شعورك وأنت تطلق آخر كلمة قبل العودة لحيث كنت تبحث عني، وأعرف تماما أنك يوما ستعود وحينها فقط لن تجدني.
سأغادر ويتسرب ماتبقي مني لحيث غادرت وأنين الشوق يسمعني في كل مرة نفس الوجع…يهمس تارة ويصرخ أخري…وفي كل مرة أحاول ضبطه أستحضر ابتسامتك وتلك اللمعة المنطلقة من عينيك، أتذكر وقوفك منحني الجانب مستعجلا تنتظر وعدا مؤجلا.
هل أقول لك الآن غادر، أم أكتفي بصوتك المبحوح وأنت تناديني وتلوح بغرورك المعتاد معلنا ختام رحلتي معك.