وقفة أدبية … / ممو الخراش
من مستعذب شعر المتأخرين هذا “الكاف”، وقد كتب بداية ظهور الهاتف النقال، وعبر ببساطة عن تحول جديد في مفهوم الوصل في حقل الغزل الدلالي، إنه نعي للراكب والمركوب، وشيخوخة للزمان والمكان، مع بساطة في التعبير، وصورة حية كأنما تؤدى على خشبة مسرح.
أتخيله يبتسم، وهو يحصل لأول مرة على رقم “اخويره” (اخويري في رواية أخرى)، ويضغط على الأرقام واحدا بعد الآخر، بترتيبها المعروف دون إخلال، ولو أتى بها إجمالا، لانتقضت الصورة: “سته، خمسه، خمسه، سته، صفر، واحد، واحد”، وأرسل الخط، فردت عليه: “آلو”، فرد مندهشا: “ذيك اخويري؟” وكأنها قالت: نعم، فأردف: “يوكي حت”!
صراع تنامى في لحظة، وتدفق عاطفي رهيب، طوى القصة في كلمات قليلة مفعمة بالدلالة والجمال.
لاحظ دهشة الشاعر، وهو يستغني لأول مرة عن الحمام، والقلاص، والركبان، لاحظ موجة الزمان تتحطم على صخرة الاتصال.
هذه الدهشة عبرت عن اللحظة التاريخية تعبيرا دقيقا، وما الشعر إلا مايخرج راصدا أو موجها.
ملاحظة: لا أعرف صاحب النص، ولا علاقة لي به، ف”موت المؤلف” المنفتحة على الدلالة تكفيني.
#نريد_عاما_بلا_شعر