رواية “1984” للروائي البريطاني”جورج أوريل في المعرض الدولي للكتاب في تونس/ محمد السالك إبراهيم
لا أحد يستطيع مقاومة إغراء إعادة قراءة رواية “1984” للروائي البريطاني”جورج أوريل”، التي صوَّر فيها نسخةً بائسة من العالم كما رآه آنذاك.
كُتبت الرواية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعام أو عامين، ورغم كونها رواية خيالية فإن السيطرة الكاملة لهذا العالم القاتم على حياتنا غير متوقعة. ولكن بوسع الإنسان في كل زمان ومكان أن يتساءل: ما الذي يجعل هذا العالَم الخيالي واقعياً؟ اضطهاد الطبقة العاملة كما يرى الاشتراكيون؟ أم السلبية والإرهاب والأيدولوجيات المتطرفة وغير المنتجة كما يرى الرأسماليون؟ أم تراجع دور اللغة والفن، وسطحية مجتمعات التواصل الإجتماعي، كما يرى بعض المثقفون؟ وهل حقاً يتخلى الناس عن حريتهم من أجل سلامتهم؟ يمكننا أن نفكر في هذه الأسئلة الآن، لأننا ما زلنا نملك حرية التفكير على الأقل. هذه هي قصة “أورويل” والصراع الداخلي في “أوقيانيا”، وصراعها الخارجي الذي لا ينتهي مع دولتيّ “آسيا الشرقية” و”أوراسيا”.
وهو صراع ما زال محتدماً وتتجلى صوره في معظم عواصم العالم.. من “هونج كونج” و”أفغانستان” و”ليبيا” و “لبنان” شرقاً، مروراً بـ”باريس” و”لندن”، ومن عاصمة “أوقيانيا”، إلى “مينيابوليس” و”نيويورك” و”لوس أنجلوس” غرباً.رواية 1984 هي رواية تنتمي إلى ادب المدينة الفاسدة”، من تأليف جورج أورويل نشرت سنة 1949، فقد رسم الكاتب براويته ملامح قاتمة للمستقبل حسب توقعاته، تم تصنيف هذه الرواية الحزينة بين أفضل 100 رواية في التاريخ، وعلى الرغم من حظر رواية عام 1984 وحظرها في العديد من البلدان، الا أنها قد ترجمت إلى 65 لغة، وتحولت الرواية إلى فيلم ضخم تم بثه في العالم عام 1984.
تدور أحداث الرواية في عالم خيالي ينقسم فيه العالم إلى ثلاث دكتاتوريات رئيسية: أوقيانوسيا وأوراسيا وإستاسيا وثلاث مناطق نزاع دائمة: الهند وإفريقيا والشرق الأوسط، يهيمن الحزب الاشتراكي في الدول العظمى، وابرز شخصياته هو (الأخ الأكبر)، وهو شخصية غامضة، لكنه يسيطر على جميع أنحاء الدولة ، وخاصة الحزب الذي يأمر بأمره وينشر الشعارات المخيفة بين الناس من خلال وزارة الحقيقة ووزارة الحب..هي أيضا وجدتها هناك.. بين رفوف المعرض الدولي للكتاب في تونس..