canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

رساله ارهقها الصمت / نوال عايد الفاعوري

أعلمُ كيفَ تبدو العلاقات متعبة أكثر من اللازم، وكيف تغدو المسافات أبعد بكثير مما نتصور، كيف يتراكم غبار الزمن على صدورنا/قلوبنا، فيحول ضلوعنا إلى أشباه سجنٍ، والذكريات تبقى فينا أسيرة. تدور بي الحياة في ذات الدائرة، وكل مرة أقترف الغباء حين أظن أنها ستتغير، ولا تفعل.

تعبرني كل آثام الراحلين، وتدهسني آثار أحذيتهم، حديثهم كل مساء، نِكاتهم على شاطئ الحنين، وتنهرني كلما حاولتُ النسيان أرواحهم، لم يُغرهم بالبقاء أي ثمنٍ دفعتُه، أولئك الذين حزموا أمتعتهم بعنف، وانسحبوا بهدوء، ولم يتركوا لي إلا بعض فتاتٍ من أشيائهم، أقتات عليها حتى يعودوا، ولن يعودوا.

تتشابك تلك الايام من حولي لتتحول لخيوط عنكبوت تنسج من حولي شبكتها ولا اعلم كيف الفرار منها، كثيرة هي تلك الأسئلة التي تنتظر الاجابات، وتائهة اجابات الاسئلة، هي اجابات حائرة لازالت تتأرجح في العيون ولا تقوى على نطقها الشفاه

أتدرى ما الخذلان يا سميري

انه حين تعجز الروح عن احتمال الحزن فتهرب بعيدا عن جسدك، تلك اللحظة التي لا يعود بعدها العالم كما كان، ولا تعود أنت كما كنت، انه حين تشعر بأنك خسرت ما كنت تؤمن به وما أصعبها من خسارة، ربما لا يخذلنا أشخاص ولكن تخذلنا أرواح، وتخذلنا تلك المعاني التي كنا نؤمن بأنها لن تخذلنا أبدا.

نحن من نخذل أنفسنا حين نعتقد بأنهم لن يخذلونا لأنهم مختلفين، للخذلان ألم لا يبرأ وجرح لا يكف عن النزف، تمضى أيام وشهور وربما سنوات ونبرأ من كل الجراح وتصغر الأحزان وتجف الدموع، إلا الخذلان، الجرح الذي لا يبرأ أبدا والدمع الذي لا يجف.

وحدك من يدرك ما الذي خسرته، وحدك من يدرك ما فقدته، فأنت وحدك من تألم وبكى.

لا يفهم حزنك احد ولا يدرك خسارتك احد، أنت فقط من يحتضن ذاته في المساء ليبكى حتى يغفوا وحيدا.

غبية كنت حين اعتقدت اننى تلك ألنقطه التي تنتهي من بعدها كل الحكايات فبعدى لن تستطيع أن تكتب حكايات أخرى ولن تعزف لحنا أخر .فانا أخر ألحانك وأخر كلماتك وأخر سطور كتاب عشقك

ولكنى لم أكن أنا النهاية قد كنت فصل في كتاب تتعدد بداخله الحكايات لم تفهم صمتي يوما، ولم تدرك بأن هدوئي ليس إلا إنذار طويل المدى وبأنه سيأتي يوم ليتحول كل الهدوء لصخب.

ضوضاء وثورة من الممكن أن تجرف معها كل شيء، لم تكن الأمور تسير بيننا على ما يرام في الفترات الأخيرة، كنت ازداد صمتا وكنت تزداد ابتعادا.

كنت اترقب شيئا ما اجهله، يحطم جدران الصمت التي أصبحت اسكنها

 كثير من الأحاديث بلا هدف، وابتسامات باردة، وضحكات بلا معني ولحظات من البكاء والدموع والوحدة.

الم يكن ذلك كافي لتصبح تلك الجدران أكثر صلابة

لكنني قررت ألا استسلم ، سأتمرد وسأخرج من شرنقتي ولن اترك نفسي طويلا لتلك المشاعر المتباينة  سأخرج من صمتي وأتحرر من قيودي وأحلق بعيدا عن الأرض فلم يعد لي هنا مكان.

أتدرى يا سميري كيف تصبح الساعات سنوات والأيام دهور تثقل كاهلك

أتدرى كيف تشيخ ألروح في لحظات وتمتلئ بتجاعيد الزمن

مؤلم انكسار الروح حين تتوق للحياة ,انه إسدال الستار على كل شئ والمضي بلا شئ

تتساوى وخيباتك ,تتصالح وهزائمك تلك الهزائم التي جاءت من حيث لم تتوقع

من الصعب أن يخذلك من كنت تراهم بعين اليقين حينها ستختلف نظرتك للحياة، ستختلف نظرتك لمن حولك،  ستكتفي بتلك الغصة التي في حلقك وتبتسم بمرارة و تنظر في حيرة وتنسحب.

أنا لا أبحث كثيراً في دفتر الحضور يا سميري ، ولكني لا أغفر خطيئة الغياب أبداً، أبداً

وحدي يا الله …مُتعبه ….مُرهقه

لا تتركني وحدي يا الله….. كن معي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى