يتضح لنا الروح الثقافية التي تتوج النص النثري أو الشعري باللغة الجيدة الصحيح الخالي من الأخطاء اللغوية والسياق التعبيري الملازم والمصاحب لِخيال الكاتب أو الشاعر، و التي تبتعد كل البعد عن عدم الفهم أو النسخ أو التقليد من دون إدراك لمضمون نص القصيدة.
بالإضافة إلى الغياب التام عن إيجابية ماهيات البلاغة وجماليات ما بها من تورية وتجانس وسجع وصور جمالية يتوجها الخيال، بالأخص بالنصوص السردية وبالقصائد وبالأشعار.
هذا الخيال أيضا ناتج من عقل ووجدان الكاتب الذي يهدف إلى ترابط مضمون النص الأدبي و وصوله إلى القارئ بأسلوب راقي مبسط براق.
هذا ما التفت إليه بعض النقاد ومتابعي الشعر وكانت لهم الرؤية تجاه القصيدة الشعرية الحالية، حيث أنهم يرون أنها مثقلة بأعباء لغوية ومكدسة بالمجاهيل والمغامرة اللغوية التي تبعد القارئ عن التمتع في قراءتها أو اكتشاف ما يدور في مخيلة الشاعر وإنها مغمورة بالقصور اللغوي والزخارف التي تبعدها عن حرارة مضمونها وتماسكها الفاعل و المؤثر و الغاية من كتابتها.
باتت الأعباء اللغوية حالة مفروضة على المثقف والقارئ، هذا يعود إلى مدى التعليم والثقافة والقراءة المستمرة والاطلاع والمتابعة لكل منهما، فمن هذا يتضح الأثر الواضح و الوعي الكامل عند التعامل مع اللغة باتزان وبإثراء ثقافيا وموضوعيا.
بالتالي يصبح النص الأدبي به سلاسة و مضموناً راسخا يصل إلى القارئ في صورة مبهرة متلألئة بجودة اللغة و ترابط المضمون وإجادة الخيال التعبيري، ليس به صعوبة أو إدراج بالتعبير السردي والخيالي بالشعر أو القصيدة.
يجب وصول النص الأدبي من الكاتب إلى القارئ في صورة صحيحة لغويا وتعبيري، خاليا من المبالغة أو الإسفاف بروح اللغة مع الاهتمام التام بمراعاة ترابط وحدة وفكرة المضمون من البداية حتى النهاية و الثقة الجياشة التي تتوج عقل وفكر ووجدان كاتب النص الأدبي .