ثقافة وفنموضوعات رئيسية
شذور شعريّة ونثريّة: “وتُمطرُ العاصفةُ أُغنيات”/ نهلة غسّان طربيه
العاصفة (يونيس) تعرقلُ وَقعَ الحياة اليوميّة في وطني الثاني (بريطانيا العظمى).. فتهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها.. وتقتلع الأشجار.. وتحطّم السيارات.. وتقتل وتؤذي بعض المارّة.. وتسجن ملايين البشر في منازلهم.. وتُلغي شتّى أنواع الرحلات البرية والبحرية والجوّيّة.. وتستدعي الحكومة إلى اجتماع طارئ!
وأمّا سوريّتي الحبيبة فمافتئتْ تتلقّف كلّ مَن وما لم يجد له في الدّنيا سبيلا من عواصف!
كلّ دفء قلبي لأهلي وأحبابي هناك.. من لندن هنا دمشق!
“وتُمطرُ العاصفةُ أُغنيات”
وتُمطرُ العاصفةُ أغنيات..
تُعانقُ زجاجَ نافذتي..
وحروفاً من ماء..
تَمسَحُ ماعَلِقَ بوجه غربتي مِن وَجَع.
أُغنياتُ.. حُروف..
لَها رائحةُ نارِ كوخِكَ البعيد..
وصَوتُ ارتطامِ كلماتِ حُبِّكَ لي..
على الدّربِ الحجريّة..
لَها لُثغَةُ حَفيفِ أوراقِ الّليمون في المُنحَنى..
وَلَها هَديرُ صَوتِ جدّتي يُسْكِتُ العاصفةَ بشمعة.
أُغنياتُ.. حُروف..
تَلوذُ برطوبتِها..
آمالُ عاشقةٍ شاميّة يَمَّمَتْ غَربا..
وترَكَتْ لكَ نبضَ القلب..
يَدعو لكَ مع أذان الفجر..
ويَدُقُّ.. يَدُقُّ..
مع جَرَسِ كنيسةٍ شرقيّة.
(أكاديميّة سوريّة مقيمة في لندن)