canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

قصيدة الكميت الأسدي / زينب مناصرية

طَرِبتُ وما شَوقاً إلى البِيضِ أَطرَبُ ولاَ لَعِبَاً أذُو الشَّيبِ يَلعَب

ولم يُلهِنِي دارٌ ولا رَسمُ مَنزِلٍ ولم يَتَطَرَّبنِي بَنضانٌ مُخَضَّبُ

وَلاَ أنَا مِمَّن يَزجرُ الطَّيرُ هَمُّهُ أصَاحَ غُرَابٌ أم تَعَرَّضَ ثَعلَبُ

ولا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةً أمَرَّ سَلِيمُ القَرنِ أم مَرَّ أَعضَبُ

وَلكِن إِلى أهلِ الفَضَائِلِ والنُّهَى وَخَيرِ بَنِي حَوَّاءَ والخَيرُ يُطلَبُ

إلى النَّفَرِ البيضِ الذِينَ بِحُبِّهم إلى الله فِيمَا نَابَنِي أتَقَرَّبُ

بَنِي هَاشِمٍ رَهطِ النَّبِيِّ فإنَّنِي بِهِم ولَهُم أَرضَى مِرَاراً وأغضَبُ

خَفَضتُ لَهُم مِنّي جَنَاحَي مَوَدَّةٍ إلى كَنَفٍ عِطفَاهُ أهلٌ وَمَرحَبُ

وَكُنتُ لَهُم من هَؤُلاكَ وهَؤُلا مِجَنّاً عَلَى أنِّي أُذَمُّ وأُغضبُ

وأُرمى وأرمي بالعَدَاوَةِ أهلَها وإنّي لأوذَى فِيهُم وأُؤَنَّبُ

َفَمَا سَاءَني قَولُ امرىءٍ ذِي عَدَاوةٍ بِعَوراء فِيهِم يَجتَدِينِي فَيَجدُبُ

فَقُل لِلذي في ظِلِّ عَميَاءَ جَونةٍ يَرى الجَورَ عَدلاً أينَ تَذهَبُ

بِأيِّ كِتَابٍ أَم بِأيَّةِ سُنَّةٍ

في مجال الدراسات الأدبية للنصوص ، قديمها وحديثها فكانت المقاربة وفق مناهج عديدة ، ولكل منهج آلياته الاجرائية ، ومنطلقاته الفكرية ، ومفاهيمه النظرية ، وإن دل ذلك على شيئ إنما يدل على أنّ النص الأدبي يتوافر على إمكانيات لغوية وتعبيرية دسمة تغري الاقبال عليه لتقصي ظواهره وقيمه الفنية ، فما هو أنسب منهج متبع في هذه المقاربة ؟ .

قد وقع إختياري على الأسلوبية لما لها من رؤية عميقة للنص الأدبي حيث تتناوله بلاغيا وجماليا ودلاليا كما ترمي إلى تخليص النص الأدبي من الأحكام المعيارية ، وبعد الإطلاع على قصيدة ” الكميت الأسدي ” ، وجدت ما كنت أصبوا إليه .

سألج إلى تطبيق أهم الآليات الاجرائية ، والتي أقرها الدارسون ، ومن أبرزهم جعفر العلاق في كتابه ” في تحليل الخطاب الشعري “، إذ تتمثل هذه المستويات في (الصوتي / التركيبي / الدلالي )

: المستوى الصوتي 1/

قبل دراسة البنية الصوتية سأشير إلى شكل القصيدة ، بحيث جاءت على شاكلة القصيدة العربية الماضاوية معتمدة على نظام الشطرين ( صدر / عجز ) ، مكونة من (13) بيت ، خالية من أي مواشجة عروضية .

إن إستثمار المستوى الصوتي باعتباره أحد أهم الأشكال الشعرية ، وحتى نحقق مقاربة ناجحة وجب ربط الصوت بالدلالة ، أي أن البحث هنا سيكون عبارة عن ( بنية صوتية دلالية ) ، ولقد نبه كوهن على ضرورة ماسماه بالنظم ” والذي لايعد حلية زائدة أو خارجة عن الشعر ، بل عده متمركزا في الصوت ، بل نظر إليه على أنه بنية صوتية دلالية “1 ، كما يتحقق التكرار بوصفه سمة أسلوبية فثمة تكرار على مستوى (الكلمة / الجملة / الفونيم ) والذي يحقق هذا الأخير نغما على مستوى القوافي على سبيل المثال ، ورصد التجانس بين الصوت والقافية التي يمكن أن تكون محملة بقرابة دلالية ونجد قوافي تتحقق فيها هذه القرابة على مستوى الصوت والدلالة ، لنأخذ قول الشاعر في هذا المقطع :

بَنِي هَاشِمٍ رَهطِ النَّبِيِّ فإنَّنِي بِهِم ولَهُم أَرضَى مِرَاراً وأغضَبُ

خَفَضتُ لَهُم مِنّي جَنَاحَي مَوَدَّةٍ إلى كَنَفٍ عِطفَاهُ أهلٌ

2/ المستوى التركيبي :

سأعنى في هذا المستوى بدراسة البنى التركيبية في هذه القصيدة ، عبر ما يسمى بالوصل ، وأيضا عن طريق البحث عن جماليات التركيب عبر مايسمى بالحذف أو الإختزال ، وجملة الإنزياحات déviation ، وغيرها من الآليات التي تساهم في خلق التراكيب الأسلوبية ، وكشف باطن النص عن طريق ألفاظ بلاغية وأخرى نحوية ، ومن هنا يمكن إيثار التساؤل التالي :

كيف يمكن أن تتضافر البنى الأسلوبية ؟

لنتأمل قول شاعر الهاشمين :

طَرِبتُ وما شَوقاً إلى البِيضِ أَطرَبُ ولاَ لَعِبَاً أذُو الشَّيبِ يَلعَبُ

ولم يُلهِنِي دارٌ ولا رَسمُ مَنزِلٍ ولم يَتَطَرَّبنِي بَنضانٌ مُخَضَّبُ

وَلاَ أنَا مِمَّن يَزجرُ الطَّيرُ هَمُّهُ أصَاحَ غُرَابٌ أم تَعَرَّضَ ثَعلَبُ

ولا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةً أمَرَّ سَلِيمُ القَرنِ أم مَرَّ أَعضَبُ

وَلكِن إِلى أهلِ الفَضَائِلِ والنُّهَى وَخَيرِ بَنِي حَوَّاءَ والخَيرُ يُطلَبُ

من خلال هذا المقطع والمتكون من (5) أبيات ، نجد أن الشاعر إستخدم تقنية الوصل ، والتي تحدث عنها كوهن بأنه يتحقق الوصل في صورته الطبيعية عبر أداة الربط التركيبية “2 ، والوصل هنا بين الأبيات قد تحقق عن طريق حرف العطف ” الواو ” ، ليعبر عن تضافر القصيدة فيما بينها ، والملاحظ لهذه الأدوات أنها جاءت مقرونة بحروف نفي ونهي متمثلة في ( لم/ لا ) ، فقد ساهمت هذه الأدوات في تحقيق نفي ونهي على مستوى السياق والذي غرضه العتاب .

كما إستخدم الشاعر في هذا المقطع ضمير المتكلم ( أنا ) والذي يبرز ذاتية الشاعر وحضوره ، وفي باقي القصيدة برزت ذاتيته من خلال ضمائر متمثلة في حرف الياء العائدة عليه ( خفظت لهم جناحي / فما ساءني …) ، فدل هذا على بذور الخطاب ، فهو يوجه كلامه الى بني هاشم أهل الرسول عليه السلام في قوله ( بني هاشم ) فهي لفظة تدل على توجيه الخطاب.

ولا ننسى أيضا تقنية الإسترسال أو الاستطراد التي وضفها الشاعر عن طريق تقنية الوصف الذي حملته القصيدة .

ومن بين السمات الأسلوبية المهمة نجد الإنزياح déviation ، والذي وصفه كوهن بالإنقطاع ” المتمثل في وصل فكرتين لا تتوفران على أية علاقة منطقية بينهما ” 3، ويظهر ذلك في البيت التالي :

خَفَضتُ لَهُم مِنّي جَنَاحَي مَوَدَّةٍ إلى كَنَفٍ عِطفَاهُ أهلٌ وَمَرحَبُ

فقد أسند الشاعر لفظة الجناح وربطها بالمودة والتي تمثل شيئا معنويا ، فمن غير المنطقي أن يكون الجناح مودة ؟ فالجناح عادة مايكون مقرونا بالطائر أو الطائرة ، وهنا الشاعر قرنه بلفظة محسوسة لا يمكن تجسيدها ( غير ملموسة ) ، وهذا ماجعل اللفظة تتجاوز معناها المعجمي الوارد في لسان العرب ، إلى معنى غير منطقي إفتراضي .

كما وظف الشاعر تقنيات تساهم في تضافر البنى تركبيا ، كتوظيفه للاستفهام في قوله :

بِأيِّ كِتَابٍ أَم بِأيَّةِ سُنَّةٍ تَرَى حُبَّهُم عَاراً عَلَيَّ وتَحسَبُ

وهنا إستفهام غير حقيقي إقترن بالهمزة

: المستوى الدلالي 3/

مما لا شك فيه أن لكل شاعر معجمه اللغوي الخاص به ، والذي يميزه عن بقية الشعراء وهذه النظرة تعد نظرة خاصة ، بحيث أن اللغة هي التي تسهم في تكوين الرؤى ، أي أن الالفاظ هي التي تكون العلائق الدلالية ، التي من شأنها أن تكون مكنونه الداخلي ، وإذا كان فرضية السياق ينبني على ما لايتوقع فإن ثمة فرضية أو خصيصة أخرى تعتمد على تحويل الدلالة ، ويمكن أن تتمثل في كيفية إختيار الكلمات ، لنأخذ مثلا لفظة ” طربت ” ، لاشك أن هذه اللفظة المعجمية هي نفسها التي تعني الابتهاج، وقد نقلها الشاعر دون محاولة في تغير مضمونها الصريح الذي يؤديه الطرب المقترن بالفرح ، فالشاعر أمامه جملة من الاقتراحات ( إِبْتِهاج , إِرْتِيَاح , إِغْتِبَاط , إِنْشاد , إِنْشِراح , إِنْشِرَاح , بَشَاشَة , بَهْجَة , تَرْتِيل , تَرْنِيم , تَغْريد , تَغْرِيد , تَهَلُّل , جَذَل , حُبُور ) ، فلماذا إختار هذه اللفظة ؟

هنا نقول أن الشاعر إختار هذه اللفظة اللسانية لأنها مناسبة ، على مستوى الإختيار الافقي والعمودي .

المصادر:

1/ جان كوهن ، بنية اللغة الشعرية ، ترجمة محمد الولي ومحمد العمري ، دار توبقال للنشر ، المفرت1986 ، ص52

2/ ينظر جون كوهن ،بنية اللغة الشعرية،ص158

3/ المصدر نفسه ،ص163

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى