عدي العبادي: الدلالة الشعرية في مجموعة فم الزمان للشاعر ضمد كاظم الوسمي/ عدي العبادي
30 أبريل 2022، 03:07 صباحًا
ان ابداع اي منتج شعري يكون بروعة الصورة الشعرية او الفنية او ما اسميه بالضربة وهي التي تميز أي عمل شعري مطروح في الساحة سواء كان قصيدة نثر او حر او عمودي فالذائقة العامة المعني بالخطاب تتعامل مع النص كمنتج يحمل جماليات ومعرفة كما ذهب باختين الى ان النص لا يحمل طابع ابداعي فقط بل طباع معرفي ومن هنا كان الشعر العمودي الذي هو اصل الشعر العربي وسيلة من وسائل التربية والتعلم في زمن لم تكن في مدارس وقد اهتم العرب بالشعر التعليمي وحتى يومنا هذا ظل التعليمي يشغل حيز واهتم به شعراء العمود ومنهم الشاعر ضمد كاظم الوسمي الذي اصدر مجموعة شعرية عنوانها فهم الزمان بقول في احد نصوص المجموعة
إذا كُنْتَ كَالْأحْلامِ لابُدَّ راحِلًا
حَذارِ صَديقي لاتَعودَنَّ قافِلا
فَكُنْ لِلنّوى وَالْبُعْدِ وَالْهَجْرِ مُخْلِصاً
لِأَخْلصَ للنّسْيانِ أَخْشى الْغَوائِلا
***
صَبَوتُ إلى ذِكْراكَ وَاللّيلُ شاهِدٌ
وَكُنْتُ مَدى الْأيّامِ أدْعوكَ سائِلا
وَكَمْ قامَ في قَلْبي هَواكَ فَرائِضاً
وَفي فِيكَ ما أدّى هَوايَ نَوافِلا
بدراما شعرية يعالج الشاعر مشهد الشعري الذي عبارة عن رسائله الى صديق الذي يريد فراقة وهذه الصور تعبير عن حالة من الذات .انه بوح عن كينونة وبناء علاقة بين عالمه الداخلي والخارجي وقد اوصلنا لنا فكرة العمل من خلال الدراما الشعرية التي كان يشتغل بها تعطينا هذه المفردات دلالة على ان الشاعر يصف الجزع والانكسار في داخله أو بشكل عام من خلال التقاط المشاهد الممزوجة بالحزن فتكون الدلالة النصية على رفض الحقيقية
بُنِيَ الطّاغوتُ عَلى عَشْرِ
تَقْديمُ الْهِرِّ عَلى النِمْرِ
تَحْكيمُ الْماضي في الْعَصْرِ
أُرْجوزَةُ أَوْهامِ النَّصْرِ
إِذْلالُ الْأُمَّةِ بِالْجَوْرِ
تَسْليطُ الْعَبْدِ عَلى الْحُرِّ
َقْديسُ أَساطينِ الشَّرِّ
تَقْليدُ الْجَحْشِ عَصا الْأَمْرِ
يشتغل الشاعر على ذاتية من خلال نسق في ايصال فكرة العمل معتمد على براعة لغته وقدرت حياكته للنص ويحاول خلق ثورة وهو يتحاور مع مجموعة يخاطبهم ويشير اليهم ويطلب منهم الحرية بالصراخ وهذا التعبير و الترميز يعني الحرية التي طالما طالب بها الشعب ا الذي تحمل الكثير من الظلم والاضطهاد على مر عصوره ولم يحدد الشاعر من هم الذين خاطبهم كي يخلق عند المتلقي تساؤلات وتكون هناك علاقة مفتوحة بين النص والمتلقي الذي ينتهي اليه الخطاب
خَوْفُ الْحُكّامِ مِنَ الْعِبْري
تَعْوِيدُ النَّاسِ عَلى الْفَقْرِ
إرْسالُ الشَّهْمِ إِلَى الْقَبْرِ
يا وَيْلَتَنا مِنْ ذِي الدَّهْرِ
لَكَ أَنْ تَزْدادَ عَلى الْعَشْرِ
فَاقْرأْ ما شِئْتَ مِنَ الذِّكْرِ
وَاقْرَأْ لِلْعُرْبِ مِنَ الشِّعْرِ
وَاسْأَلْ هابيلَ عَنِ الْغَدْرِ
توظيف المورث الدين في هذه البيات يأخذنا الى دلالة ترابط الازمنة فهابيل يرمز للقتل والظلم لانه قتل دون ذنب وقد برع الوسمي في تحيل مادته وفق رايا علاقة الظلم الذي استمر من هابيل وقابيل الى الان وتجسدت الصور في الطغاة وكان الشاعر يحاول ايصال فكرة العمل بشعرية مرنة ومتعد على لقوة لفظه وايقاع النص العمودي الذي يمزه جرس القصيدة الخارجي