هذا ما يحل بدماغك عند الحرمان من النوم
“مورينيوز” ـ وكالات
في أيامنا هذه، يميل كثيرون منا إلى النوم في وقت متأخر، أو الحصول على مقدار من النوم لا يكفي إلا للعمل بكفاءة في اليوم التالي.
في 2020، عرض أحد خبراء النوم فيديو على الإنترنت انتشر كالنار في الهشيم، إذ كشف بالتفصيل العواقب الوخيمة التي يطرحها الحرمان من النوم على الصحة العامة للجسم، على المديين القصير والطويل.
إذ أوضح ماثيو ووكر، مؤلف كتاب “لماذا ننام”Why We Sleep وبروفيسور في علم الأعصاب وعلم النفس في “جامعة كاليفورنيا، بيركلي”، كيف يؤثر النوم أو الحرمان منه بشكل خطير في صحتك.
أولاً، يلحق النوم غير الكافي الضرر بقدرة عقلك على حفظ الذكريات.
ووفق ووكر، “نعرف بالتأكيد أن قلة النوم ستمنع فعلاً عقلك من القدرة على تكوين ذكريات جديدة أساساً، لذا يبدو الأمر كما لو أنه من دون نوم ينغلق صندوق ذاكرة الدماغ ويعجز عن حفظ تجارب جديدة في الذاكرة”.
ولكن، هذا ليس أسوأ ما في الأمر. تؤدي قلة النوم أيضاً إلى زيادة تركيز مادة “بيتا أميلويد” beta amyloid في الدماغ، وهي بروتين سام له علاقة بالإصابة بمرض الزهايمر. [ثمة علاقة بين الكمية التي تتراكم من بيتا أميلويد في الدماغ، وإمكانية الإصابة بالالزهايمر].
ويشرح البروفيسور ووكر أنه “أثناء النوم العميق في الليل، يصل نظام التصريف داخل الدماغ إلى ذروة نشاطه ويبدأ في التخلص من بروتين بيتا أميلويد السام”. إذا كنت لا تحصل على قسط كاف من النوم كل ليلة، سيتراكم في دماغك كميات متزايدة من ذلك البروتين المرتبط بمرض الزهايمر”.
كذلك يوضح ووكر أنه “كلما ازداد تراكم بروتين بيتا أميلويد في الدماغ، تفاقم خطر إصابتك بالخرف في مرحلة متقدمة من العمر”.
ووفق ما يعرفه كثيرون أصلاً، ترتبط قلة النوم أيضاً بضعف جهاز المناعة.
أقلّ من ست ساعاتٍ من النوم قد تؤدّي إلى الوفاة المبكرة لدى الذين يعانون من الأمراض المزمنة
ويشير ووكر إلى أنه “بعد قضاء ليلة واحدة من نوم لا تزيد مدته عما يتراوح بين أربع وخمس ساعات، تسجل خلايا مناعية بالغة الأهمية مضادة للسرطان تسمى “الخلايا القاتلة الطبيعية” انخفاضاً بـ70 في المئة”.
وفق ووكر، تفاقم قلة النوم خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، أو البروستات، أو الثدي، في مراحل لاحقة من الحياة.
علاوة على ذلك، في 2007 صنفت “منظمة الصحة العالمية” رسمياً أشكالاً معينة من العمل في نوبات متأخرة من الليل على أنها “أحد مسببات الأورام السرطانية المحتملة” لدى الإنسان، نظراً إلى الطريقة التي تعطل بها إيقاع تعاقب الليل والنهار في جسمك.
في المقابل، يساعد النوم الجيد خلال ساعات الليل على اعتدال ضغط الدم، لذا فإن تفويت ليلة مريحة يضر أيضاً بنظام القلب والأوعية الدموية.
ويوضح والكر أنه “إذا كنت لا تلقى قسطاً كافياً من النوم، فأنت لا تحصل على إعادة تشغيل للجهاز القلبي الوعائي، من ثم يرتفع ضغط الدم لديك”.
ويحذر البروفيسور من أن النوم لمدة قصيرة لا تتجاوز ست ساعات في الليلة، من شأنه أن يقود إلى زيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية قاتلة بـ200 في المئة خلال حياتك.
إذن، كم من الوقت يمكن أن يمر علينا من دون نوم قبل أن تبدأ قوة قدراتنا العقلية والبدنية في التراجع؟
وفق ووكر، “ما إن تتخطى 16 ساعة من دون نوم حتى يبدأ تدهور الجسم ذهنياً وفسيولوجياً. نعرف أنك بعد أن تبقى مستيقظاً طوال 19 أو 20 ساعة، تكون قدرتك العقلية ضعيفة إلى حد أنك ستكون عاجزاً شأن أي شخص مخمور خلف عجلة القيادة”.
ويخلص ووكر إلى أن جسم “الإنسان” يلزمه نحو 16 ساعة كي يعيد معالجة نفسه، موضحاً أننا “نحتاج إلى نحو ثماني ساعات من النوم لإصلاح الأضرار التي لحقت بنا خلال ساعات اليقظة”.