canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

السرد الأيروتيكي في نص “أشباح المدينة المقتولة” لـبشير مفتي/خديجة مسروق 

“مدينة الأشباح المقتولة” نص سردي جنّسه كاتبه على أنه رواية، لكن في الأصل هي مجموعة قصصية. تضم أربع قصص كل قصة تتألف من عدة فصول، تتضمن كل واحدة  منها  بطلا وحدثا وعقدة و عنوانا منفردا.

بلغة سردية مثيرة جدا خرج فيها عن السياق العام ,حاول بشير مفتي في “أشباح المدينة المقتولة” معالجة الأزمة التي عرفها المثقف الجزائري (الإعلامي) خلال فترة  العشرية السوداء التي راح ضحيتها عشرات المثقفين والإعلاميين على الأكثر.

 القصة الأولى المعنونة بـ “الكاتب”  قد تكون  سيرة ذاتية . لا شك و أن تاريخ ميلاد بطلها يتطابق مع  تاريخ ميلاد صاحب النص “بشير مفتي”

ورث  ‘ الكاتب ‘ بطل القصة الأولى عن أبيه الحلم  . فقد كان والده شاعرا و فيلسوفا , يحلم بجزائر الاستقلال التي ناضل الأحرار من أجل تحريرها من ربقة الأستعمار.اتصف بالشجاعة و الصراحة غير أن صراحته ألقت به  إلى هاوية السجن  , بعد أن نشر مقالا بطلب من جريدة فرنسية انتقد فيه سياسة الرئيس بومدين بعد الانقلاب الذي قام به ضد الرئيس ابن بلة  ,.ليتوب بعد ذلك  عن النشر إلى غاية فترة التسعينات ( الأزمة ),  يعود والده  إلى منشوراته التحريضة و مقابلاته  و اجتماعاته مع المنشقين عن  النظام آنذاك , فيلقى حتفه ..

ad

ظل ‘ الكاتب ‘ بطل القصة  يبحث عن حقيقة اختفاء والده و عن فكرة الموت و الحياة و الله .. تعرّف على ‘ زهية ‘ أربعينية شاركت في ثورة التحرير . كان الجميع يتجنبها لسيرتها السيئة و تحررها اللافت للانتباه و تطورت العلاقة بينهما  , استجاب لشبقيتها وهو المراهق ابن الثامن عشر, فحركت فيه شهوة الجسد و نوازعه الحيوانية .    كانت زهية  قد عاشت طفولة مأساوية مع عائلة عميلة لفرنسا , كان ‘ خالد’  كافلها يمارس عليها مكبوتاته الجنسية , احتمت بأستاذ فرنسي  فاحتواها باغتصابه الناعم و أدخلها المدرسة لتتعلم , لكن سرعان ما انضمت إلى صفوف الثوار ,الذين طلبوا منها العمل في إحدى بيوت الدعارة ‘ بحكم الاختصاص ‘  كي تستدرج العساكر الفرنسيين لتعرف منهم أخبار فرنسا و تنقلها إلى المجاهدين …

و تنتهي القصة مع الفصل الرابع الموجود في الصفحات الأخيرة من النص , حيث بلتقي البطل بـ ‘  زهرة الفاطمي ناشطة إعلامية يقع في حبها  و يقيم معها في شقتها. تتعرض لمضايقات من قبل  الإرهاب . تسافر إلى فرنسا و تتركه ..

القصة الثانية بعنوان “الزاوش” أو “العصفور”

بطلها “مصطفى” الملقب بـ الزاوش الذي يمقت مجتمعه الذكوري والظلم الذي تتعرض له المرأة . تأثر لانتحار أخته التي رفضت الزواج برجل فرضه عليها  والدها, ولم تستطع أن تدافع عن حبها .

الزاوش في لمح البصر وجد نفسه في السجن,  لأنه انقذ بنت الجيران من قبضة زوج أمها الذي قام بضربها أمام الجميع ,’ وردة ‘  التي أحبها قضى أربع سنوات سجن بسببها. بعدها انضم إلى الجماعات الإسلامية المسلحة  في فترة التسعينات . و تشاء الأقدارأن تتخرج وردة من قسم الإعلام و تلتحق بعملها كصحفية .. تتحول صبابة الحب عند الزاوش  إلى  رصاصة قاتلة, يزور وردة في شقتها و طلقة واحدة منه كانت كافية لتلقى حتفها في بركان من الدماء.

القصة الثالثة بعنوان “علي الحراشي”

بطل هذه القصة تربى في دار أحد الأئمة “الشيخ حمادة” الذي صنع منه رجل دين وتقوى, وخلفه في الإمامة بالناس بعد وفاته. وكان البطل في صباه قد أحب ابنة رجل ثري “سعاد بنت الخباز”  وهو  الفقير الذي لا يملك والده المال و لا القدرة بإبقائه عنده فسلمه للإمام حمادة  ليعيله . حاول أن ينسى سعاد باعتكافه في المسجد ومحاولة انشغاله بأمور الدين, لكن طيفها كان يزوره من حين  لآخر. ولم ينس الثقب الذي حفره في الجدار الخلفي للحمام ليتلصص على سعاد و هي داخل الحمام تخلع ثيابها وكيف كانت  تثير غرائزه الجنسية.

زار الزاوش بطل القصة السابقة في سجنه ليلقنه درسا في الحب, لكنه يتفاجأ برده  بأن لا يضحي من أجل أي امرأة مهما أحبها, لأن النساء  في نظره لسن أهلا لذلك.

القصة الرابعة بعنوان “الهادي بن منصور”

بطلها شاب جزائري أرسل ضمن بعثة طلابية إلى الخارج  للدراسة  لمدة سبع سنوات .درس الإخراج المسرحي. عرف حياة التحررفي بلغاريا و مارس الجنس مع نسائها.

 فشل في إخراج فيلم سينمائي وانتهى به المطاف إلى عازف على الساكسفون قرب إحدى حانات المرسى الكبير..

حينما ينحرف  النص الأدبي عن وظيفته الفنية , فيشحنه الكاتب بمجموعة من النوازع المثيرة لتفرض سلطتها على شخوص العمل الإبداعي ,و يصبح الجنس مادة أولية في النص  تستثير غرائر المتلقي  , حينها  يصبح الدافع  الأول  من الإطلاع على  الإبداع فضول الغرائز لإشباع شهوانيتها.

أشباح بشير  مفتي جميعهم مرضى نفسيا  وجدوا ضالتهم في النص لإرضاء رغباتهم الحيوانية على حساب القاريء. و كغيره من الكثير من الكتاب العرب بشير مفتي يسير  في درب السرد المنفتح,  الذي يلغي الخطوط  الحمراء التي أوجدها بعض الداعين إلى أخلقة الأدب, فالمشاعر النبيلة حسب زعمهم تصنع الفن الرديء, و بدون مساعدة الشيطان ماكان هناك فن على قول اندريه جيد . إذ يؤكد دعاة الإباحة في الأدب على أن الظاهرة السردية  الأيروتيكية  لم تكن وليدة هذا العصر , بل وجدت منذ القديم في كتاب ألف ليلة و ليلة و في غيره من كتب التراث.

لكننا نقول إن توظيف المحظور الأخلاقي في كتب التراث لم يكن بهدف الترويج للنص الأدبي ولا من أجل الكتابة الجنسية.

توظيف الجنس من أجل الجنس وبصورة مجانية مبتذلة  في كل مشهد سردي من مشاهد العمل الأدبي لا يضيف للأدب شيئا , بل لابد أن  يكون توظيفه كغيره من العناصر الفنية إذا كان سيحقق القيمة الجمالية و الفنية للنص الأدبي. أي لضرورة موضوعية وجمالية تخدم الأدب بصفة عامة و النص الإبداعي  المقدم بصفة خاصة.

“أشباح المدينة المقتولة” غلب عليها الجنس الذي كان حاضرا بقوة  كأداة أساسية, في كل مقطع سردي كان الكاتب يقحم  مشهدا جنسيا مثيرا لا علاقة له بالأحداث. محاولا رصد المكبوتات الغريزية لدى شخوصه على تنوع طبيعتهم وحالاتهم الإجتماعية, من التلميذ إلى الإمام إلى الفنان ..

‘مدينة الأشباح المقتولة” أراد من خلالها الكاتب أن يبرز تداعيات الأزمة الجزائرية في فترة التسعينات, واغتيال الحقيقة بآلة القوة والعنف. وعن التهميش الذي تعيشه  النخبة المثقفة, وغياب الإنسانية في المجتمع . هي مدينة  “الأشياء” المقتولة (القيم, العلم , العدالة , الوطنية).

( الجزائر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى