canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

مصطلحات روائية قفزت من بطن الحكاية إلى شواهد الواقع/ نزار حسين راشد

نزار حسين راشد

“مدن الملح”  هو مصطلح أو حتى وصف أطلقه عبد الرحمن منيف في سياق خماسيته المشهورة على عواصم الخليج العربي،وسرّبه كتبة الخطابات إلى خطابات الزعماء السياسيين المؤازرين لصدّام حسين إبان غزوه للكويت،وكان يقصد به التعريض والتجريد من كل مسحة جمالية أو بعد إيجابي،لا بل إصدار لائحة إدانة واتهام لواقع هذه العواصم السياسي والاجتماعي.

ففي نظر منيف كانت عواصم الخليج العربي،مهجراً للعمال العرب الذين ينزون عرقاً مالحاً ويشقون في بنائها بينما يتربع المستعمرون وأتباعهم من الشيوخ على كراسي السادة ويرفلون في الرفاه والنعيم على ظهور أولئك العمال.

هذه القضية ذاتها أثارها الإعلام الغربي في حملته ضدّ قطر ليس نصرة للعمال،ولكن مدفوعاً بالضغائن والأحقاد،ببساطة لأن القوانين العمالية المجحفة وضعها المستعمرون أنفسهم أيام معاهدات الإنتداب والحماية،وبقيت على حالها وخطيئة عهد الإستقلال هو أنه لم يغير فيها شيئاً.

مدن منيف هذه عادت إلى الواجهة ولكن بملح من طعمٍ ولونٍ آخر، فها هي ترشح الملح في جراح إسرائيل المفتوحة، والتي حاولت خياطتها جاهدة باتفاقيات التطبيع، فتصدى لها هؤلاء الكادحون أنفسهم الذين تنز، أجسادهم عرقاً مُشرّباً ببلورات الملح،فأيقظوها ورشّو ها بملح الأوجاع المزمنة، والتي كلما نامت رشها التاريخ بملحه، فها هي المقاومة الفلسطينية تسجل أهدافها الموجعة في مرماهم بالتوازي مع أهداف المونديال.

ad

فعلى جانب مونديال قطر وفي مشهدٍ روائي صارخ كان منيف حتماً سيستعيره ويدرجه بحفاوة في سياق رواياته، ينزل سائق التاكسي الصهاينة ويرفض إيصالهم عندما عرف هويتهم،و يرفض صاحب المطعم استقبالهم فيطردهم ويمنعهم من التصوير ويجبرهم على محو ما صوّروه على هواتفهم!

فهذه حكاية تروى لأنها تختصر تفاصيل وتاريخاً، لا بل تؤرخ لعهدٍ جديد وملح بلون وطعم  جديد.

أليست هذه هي الكثافة الروائية مجسّدة في الحدث الواقعي ومجمّلة  بأثيابه الزاهية عوضاً عن قتامة منيف ورؤياه السوداوية.

ملح المونديال هم هؤلاء الجمهور الذين رفعوا علم فلسطين أمام كاميرات مندوب التلفزيون الإسرائيلي!

ملح المونديال هم أولئك الذين رفضوا إجراء مقابلات مع الإعلام الإسرائيلي، ولا الإجابة على أسئلته، وكما عبّر أحد لآليء هذا الملح” عرّفناه قيمته”.

وبالفعل والذي سمع شكوى هذا المذيع على قناة كان الإسرائيلية يتأكدأنه بالفعل عرف قيمته في هذا  الحفل العالمي، الذي انداح مدّه   طابعاً خارطة العالم و منطقاً إياها بالصوت والصورة الحيّة.

الأسماع التي خشعت لصوت الآذان، والأبصار التي سُرّت وقرّت بصورة الإسلام في ذلك الإطار القطري المحلي الجامع للطيف العربي بلا استثناء.

سقطت دعوى المثليين في هذه المحكمة المفتوحة،وعلت رايةُ المُثُلِ والأخلاق!

وصلت الرسالة وفاح عبقها، وظهر مضمونها الرفيع البديع كما هو جدير به.

وصمت الناعقون والمرجفون لا بل أسكتتهم قوة المشهد وتألُّق الحضور.

ولا ننسى بعد تحية الملح تحية التراب والأرض الذين هم ملحها.

هذا هو المشهد الروائي الذي أحببت أن أبسطه برؤيا جديدة مبهجة تحمل ملامح عهدٍ عروبي جديد.

وتحية للجهد المبذول والتنظيم المتقن والمسؤول.

فهذا هو الوجه الحقيقي للحضارة والذي ربح كأسها قبل ربح كرة القدم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى