canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

عبد العزيز المقالح.. شاعر الحداثة اليمنية.. و”وراق الجسد العائد من الموت”!/ عدنان نصار

“لا بد من صنعاء…” ، من هذا العنوان الأدبي للشاعر والناقد اليمني المخضرم، الذي رحل للتو د.عبدالعزيز المقالح ،بدأنا الحديث في دمشق في صيف 2003، كنا “هو ، ورئيس اتحاد الكتاب العرب آنذاك د.علي عقله عرسان ، والروائي الفلسطيني حسن حميد ، والشاعر الفلسطيني الراحل خالد ابو خالد ، وأنا ” ، كانت دمشق تنثر شذى عطرها في الطرقات على كل العابرين ..وترشقنا حارات دمشق القديمة ببتلات الياسمين، فيما كان طائر السنونو ،يمر فوق اكتفانا مثل سهام تفرحنا ولا تخيفنا، في صبح دمشقي رائعا ورائقا..وقهوتنا  وسط لا هي مرة ولا حلوة أكثر مما ينبغي ، كل شيء هنا ، في دمشق يمر حاملا حكاية ، وفي الزوايا الأخرى تمسك بخيوط رواية ،أو قصيدة ، أو مقال أدبي تقتنص من خلاله وتلتقط ما هو أبعد من تحليق السنونو فوق اكتاف العابرين .

لم يغب عن لسان الراحل المقالح ، ذكر اليمن في حوارانا ، ففلسفة الانتماء عنده أكثر من غوص في عمق الوجدان الإنساني ، واكبر من الجغرافيا ، فكل زاوية في محافظات اليمن كان لها نصيب في الحوار ، كشف مدى عمق ارتباط الراحل المقالح برائحة اليمن وارضه وانسانه، ليس بدءا من قرية “المقالح” حيث ولد الشاعر في العام 1937 مرورا بعدن ، وليس انتهاءا بصنعاء ودهشتها عند الشاعر المقالح ، فكان من منتجه الأدبي:”لا بد من صنعاء ..” الذي غاص من خلاله في العمق المكاني والانساني اليمني ، دون حواجز أو ما يمكن وصفه ب”ممنوع من النشر ” .

ad

أعترف كصحفي وقاص ، انني وقعت طوال الجلسة حبيسا للعمق الثقافي  للراحل المقالح ، وكنت حريصا على الاستماع بشكل جيد لحديث صاحبنا، سواء في الشعر، أو النقد، أو السياسة التي اخذت حصة جيدة من وقت الحوار ، فيما ظلت التساؤلات تحمل ظلال العابرين إلى اليمن السعيد ، وتطرح نفسها على الحاضرين للقاء الودي الذي جمعنا في ظلال الياسمين في شهر نيسان .

وحين كنا نقرأ ، “حسن حميد وأنا ” بعض المشاهد التصويرية في السياسة والادب للراحل المقالح، كان د.عرسان منهمكا في التحليل ، والابتسامة كعادته على وجهه ..،وبقينا على هذه الحالة لدقائق قبل أن بعبر السؤال مرة أخرى، ويجيء ابضا على لسان الراحل المقالح :”كيف تبدو اليمن الآن. ؟”..، قال د.عرسان :”تسألنا.؟” وانت في حضرة الإجابة مما سبق من حديث ..ضحك المفالح ،قبل أن يجيب :”ابدا ، هو سؤال تأكيد لم يخطر في البال ..واردف صاحبنا؛ اليمن راهنا يمر بقلق قد تخطف سعادته، كان ذلك في العام 2003 ، ويتحول بعد سنوات قصيرة إلى يمن “يتيم” ..صعقنا من الإجابة، غير ان تدارك د.عرسان للصعقة الأولى كانت بمثابة امتصاص لألم المقالح ،الذي بدا عليه ملامح القلق مما سيحدث لليمن..خرجنا من دائرة  الأسئلة المربكة والمقلقة إلى مربع التفاؤل النسبي وذلك بعد أن قمت بطرح السؤال : ما احوجنا كعرب الان إلى أسئلة عفوية ،لا نكتبها ، واجوبة صريحة تبتعد عن التقليد ، وكل ما يحتاجه الشارع العربي السياسي ، الصدق والمكاشفة ،والمسائلة واضفت بغداد نموذج لحرقتنا ،بعد أن تكالب عليها أبناء الردة القومية ، وباعوا ما تبقى من تفاؤلنا..راق الكلام للمفالح ود.عرسان وأضافا بما يتفق مع ما قلت حين نوه المقالح إلى الدعوة لتطوير السياسة العربية ، والتنوير الثقافي والفكري ، والتطهير من رجس أميركا وازلامهم،  وذهب د.عرسان في التأييد مضيفا : “كسرب النسور غدونا على خيلنا، وفي موقع الخصر كانت تنام “الشباري”..

اعترف ؛ ان الراحل المقالح كان مسكونا بالوجع الخفي والخوف على اليمن ، إلى أن أظهره لاحقا بمقالات عديدة قبل أن يصادر أبناء الردة سعادة اليمن ويحولوه إلى “يتيم” ..، وكان الحوار الرباعي ” المقالح ود.عرسان وحميد وانا” رطب رغم حالة الجفاف العربي ، وظل المقالح الراحل الذي قال ذات يوم قصائد عن الموت والرحيل، وقصائد عن الحقول والعقول وفروسية الزعامة ..، والساسة المخصيبن في عقولهم..كان يدرك جيدا الراحل المقالح ايقونة الشعر الحداثوي اليمني وبطل الشعر اليمني المعاصر ، والمفكر القومي، الفذ والناقد الذي  لا يقف مع “الجوقة” مهما كان بعده عن صنعاء ،ان المثقف العربي عموما بذهب كل يوم في رحلة البحث عن الذات العربية ، وتسعى تيارات الردة القومية إلى جر المثقف العربي القومي الملتزم بقضايا أمته إلى ساحات الردة ،غير ان ثبات الموقف الذي نشأ عليه الراحل المقالح خيب ظنون المحترفين بالعجز والمعترفين بخواءهم الفكري ، وظل المقالح يضع اقدامه في طريق التنوير الثقافي ، رافضا لوطنه وشعبه الانصياع إلى معسكرات الردة ..

لا أظن، ان هناك عاقلا يختلف مع طروحات المقالح ، أو ينكر فضائل وجوده الأدبي..أو يقلل من نضاله الفكري السياسي ،فهو الذي رفع س

شعارات التنوير الثقافي اليمني منذ الستينيات ، ورفع مشاعل الحرية كضرورة وليس ترفيها ، والادب ألمحلق كالنوارس ، سيكون ذات يوم قبلة الملتزمين بقضايا الأمة.

رحل د.عبد العزيز المقالح ،ولم بسعفه الوقت لرؤية اليمن وهو يعيد ارتداء عباءة السعادة ،ويخلع اتشاحه باليتم، غادرنا بهدوء الحالمين،  وصبر الموجوعين..تاركا للأجيال القادمة حرية رفع شعارها ذات يوم ، وتنويرا اشتغل عليه ثقافيا حتى اقلق نوم المنتخاذلين ، وادبا بذل فيه خلاصة نصف قرن من عصاره فكره، ووجدانه، وألم امتد من “صنعاء” إلى “المقالح” تاركا النوارس تبحث فوق صفائح الماء عن أحلام  رسمت على رمال العشق العربي ..فسلام عليك أيها الإنسان والشاعر والاديب..يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا .

كاتب وصحفي اردني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى