بناء الشخصيات في رواية “سروال بلقيس” لصبحي فحماوي أمين دراوشة 
8 ديسمبر 2022، 14:26 مساءً
. أمين دراوشة
تصور رواية “سروال بلقيس”، حياة العذاب والتشرد والأحلام الضائعة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني، وذلك خلال 24 ساعة فقط من حياة سكان مخيم في منطقة ما من الوطن العربي عام 1951م، يبدأ الزمان من فجر يوم ربيعي، إلى فجر اليوم الآخر، ومن خلال الاسترجاع والتذكر تعود شخصيات الرواية إلى سنوات سابقة على الاحتلال الإسرائيلي حيث الحياة المليئة بالرغد والطمأنينة والفرح. وينتقل مباشرة لتخصيص المكان الذي ستدور أَحداث الرواية فيه، ويظهر لنا منذ البداية إننا بصدد مكان قاس ومرعب يؤثر في شخوصه، كما تؤثر الشخوص فيه. الكاتب لم يذكر اسم البلد المجاور لفلسطين الذي أقيم على هامشه المخيم بشكل مستعجل وعشوائي، وهو بذلك يومئ إلى أَنَّ “كل المخيمات في البلاد العربية المجاورة سواء، تعيش نفس الأوضاع المزرية البائسة، ونفس المعاناة الأليمة القاسية”(1).
والزمان على الأغلب في أحداث الرواية فجراً، وكأن الراوي أراد القول، إنَّ الصبح سيشرق قريباً في قلوب اللاجئين، فمع نجمة الصباح، “حيث السكون الموحش بظلام يُغلف خيام المُخيّم، المتجمعة رابضة تحت سحب الضباب، السابحة جحافلها بصمت مريب نحو الشرق، فتبدو الخيام كبقايا مهاجع لواء عسكري منكسر، جرّهُ الخراب، فمرَّ مستسلماً مخذولاً مدلدل الآذان في وديان فلسطين وسفوحها..” (2).
تنهض الشخصية المحورية في الرواية، والتي سميت الرواية باسمها قبيل الصبح، لتذهب في رحلة مضنية للبحث عن الطعام لعائلتها. العائلة التي تسكن خيمة آيلة للانهيار.
تحتشد الرواية بالشخوص التي لعبت دورها في أحداث الرواية، فكانت هناك الشخصيات الرئيسية والمحورية التي دارت أحداث الرواية حولها، وشخصيات ثانوية كان لها دورها المؤثر في بناء الأحداث المتشابكة، وشخصيات ظهرت كوميض ألقت حمولتها لفترة قصيرة جداً، ورحلت ولم تعد تظهر ثانية.
قسم الروائي الرواية إلى ما يشبه التمهيد، منح فيه القارئ صورة عامة عن الرواية، وشخصياتها الفاعلة، وإلى سبعة أقسام مرقمة، واكتفى بالقسم الأول بوضع أبيات شعرية من قصيدة مشتركة لمحمود درويش ومعين بسيسو، تقول:
“حصارنا طويل
سنخبز الحجر
ونعجن القمر
ونكمل السفر” (ص 19).
أَمَّا الأقسام الأخرى فجاءت دون عناوين أو مقدمات.
قام الروائي بتقطيع الزمن والحدث، وشغل المتلقي “بشرود وذكريات متنوعة عامرة بالأمثال والحكم الشعبية التراثية، التي أرادها فحماوي على طريقة ألف ليلة وليلة، حيث إنَ قصة يتوالد منها قصة أو حكاية أخرى، فيصرّ كاتبنا على سرد القصة التي توالدت من رحم حكاية سابقة، على أمل أنْ تخدم الحكاية الجديدة الرواية ومقاصدها”(3)، وتعمق مفهومها في عقل المتلقي. وبهذه الحكايا المنسلة من الحكاية الأصلية، منح الكاتب روايته التشويق والتوتر، ووهبها المنعرجات حتى لا تبقى الرواية تسير في درب مستقيم دون مفاجآت ودهشة.
يتناول الروائي حياة عائلات فلسطينية لاجئة، لم تصل إليها زخات الرشاشات ولا قنابل الطائرات الحربية المتجولة في سماء المنطقة، وهم يتكدسون كأسراب طيور مُكسّرة الأجنحة فلا تستطيع الطيران، كتبت لها الحياة لتأخذ نصيبها من العذاب. يشبه اللاجئون في ذاك الوقت بقايا أحياء يتجمعون في بؤر من أراضي الشتات، حيث أقيمت لهم الخيم لتحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء، وليدفنوا فيها أحياء. اللاجئون لم ينسوا في خضم هذه الأهوال أَنْ يحضروا معهم سندات تسجيل أرضهم، ووثائق أفراد عائلاتهم وشهادات مدارسهم، ومفتاح البيت الذي لم يبقَ سواه. وبعد أيام مات من مات، وأصيب بالعجز والشلل من أصيب، قام أغلبهم متناسين الجراح يحاولون ترتيب أوضاعهم المؤقتة لحين العودة. وبعد شهور من ضنك العيش، والبحث عن عمل، اكتشف المهجرون إِنَّه لا يوجد عمل في هذه البلاد وما حولها.
وبما أن البشر يحتاجون الغذاء والماء، لذا لم تجد النساء سوى الانطلاق إلى الجبال لجمع الأعشاب البرية لإطعام أطفالهن، أمَّا الرجال فلم يكن ممكناً لهم إلا العمل في كسارات الحجارة، وهو عمل يشبه الأشغال الشاقة، والكسارات كانت سابقاً ملكاً لمعسكرات الجيش الإنجليزي المحتل، وكان يستخدمها ليعمل فيها من أصدر الحاكم العسكري الإنجليزي بحقهم قرار إعدام، أو للمحكومين بالأشغال الشاقة المؤقتة، أو حتى المؤبدة، فهم يعملون هنا إلى أنْ يأتيَ أجلهم. دخل الرجال بأرجلهم إلى هذا الجحيم؛ لأنه لم يكن في وسعهم إيجاد طريقة أخرى لكسب العيش.
لذلك عندما كانت بلقيس تتجه شرقاً مع جارتيها لقطف الأعشاب البرية، كان زوجها أبو رزق يُحضِّر نفسه، للانطلاق إلى عمله المضني في الكسارات. كل هذه العذابات كانت تهدف إلى البقاء على قيد الحياة وحسب، وذلك بتوفير الماء والطعام، والإبقاء على القليل من صون الكرامة.
إِنَّ اللاجئين الذين فقدوا كل شيء، يحاولون بكل ما أوتوا من قوة، البدء من جديد، يحاولون دون ملل البقاء على وجه الأرض، ويحاول الراوي أنْ يعرّي الواقع الأسود، ويكشف بؤسه ليبقي شعلة الغضب حية ضد من تسببوا في هذا الدمار.
ويلجأ الكاتب في الرواية إلى استخدام السخرية والتهكم، واستخدام الأمثال الشعبية الفلسطينية، وكان موفقاً في ذلك؛ لأنه استطاع أَنْ ينفد إلى قلب القارئ، وجعله يتشبث بالقراءة حتى النهاية المنتظرة.
حياة اللاجئين في الرواية، أظهرت القدرة على الحياة، وتجاوز آثار الدمار والتشرد، وبينت أنّ اللاجئ ليس مجرد بهيمة يمكن أَنْ يمتطيها أيٌّ كان، بل إنَّه قادر على الدفاع عن قوت أطفاله، وكرامته بكل الطرق الممكنة. وأنَّ الواقع المرير يمكن أنْ يتغير ويتبدل من خلال الجيل الواعد في المخيم الذي طفق وعيه يتفتح على المأْساة ويرفضها ويتمرد عليها.\\
رمز التحدّي والجرأة والمغامرة
الشخصية المحورية في رواية “سروال بلقيس”
تواجه الروائي مهمات صعبة وهو يبني مشروع روايته، وتكاد تكون مهمة بناء الشخصيات أصعبها، ولا سيما الشخصيات الرئيسة، لأن عملية رسمها تقتضي “إحاطة بالنزعات النفسية وطبائع البشر، وبالمواصفات الاجتماعية المتواضع عليها، وبما ينبغي للشخصية المحورية أنْ تتحلى به من صفات ومزايا، تؤهلها للسلوك الصحيح والمناسب مع سائر شخصيات الرواية، وبما يهيّئها للمشاركة الفاعلة في صنع الأحداث، وإدارتها بوصفها محور تشابكها وبؤرة تجمعها، ومكان تفرعها حتى تلتقي مرة أخرى في الزمن المواتي، وعبر تطور السرد”(4).
ويتمتع الروائي بمهارة بناء الشخصيات، وبث الحياة فيها لدرجة أنَّ القارئ يحس بنبض قلبها وحركتها، ورواية “سروال بلقيس” تعتبر من الروايات التي تمثل نموذجاً مثالياً نظراً لحيوية الشخصيات التي تعيش فيها، والكشف عن الأبعاد النفسية والاجتماعية لها مما يناسب الأجواء الروائية.
في الفصل الأول ركز الروائي على الشخصيات النسائية، وصور حركاتهن ومشاغباتهن، وسجل أحاديثهن، وكان لبلقيس جل الاهتمام، فقام الروائي برصد تحركاتها، ووصف أفعالها، وجعلها تُعبِّر بحرية عن أفكارها وأحلامها، وموقفها من العيش في المخيم، وموقفها من العالم الظالم. وبيّن لنا طريقة عيشها ومستواها الاجتماعي قبل اللجوء وبعده: فهي امرأة خمسينية، تمتاز بقوة الشخصية، والصلابة والتماسك حتى في أشد الظروف قساوة، وهي الشخصية المحورية التي تدور حولها أغلب الشخصيات الأخرى، فهي التي تنهض مع الفجر صارخة بصوتها الجهوري في نداء متفق عليه مع جاراتها ليذهبن بحثاً عن نباتات برية لإطعام أطفالهن، وبيع ما يفيض من أَجل الاحتياجات الأخرى.
ويفاجئنا الراوي بالحديث عن هذه الشخصية، التي تصحو باكراً من أجل أمور كثيرة، منها التبول في الممر الترابي الضيق المتعرج، المتروك كطريق لمرور الناس من بين صخوره، فالخيام دون حمامات لذا يضطر اللاجئون التبول في أمكنة معينة وأوقات معينة، وكأن اللاجئ ينظم وقّت إخراج فضلاته بحيث لا يراه أحد أثناء العملية.
ويرسم الكاتب شخصية بلقيس بدقة، فيصف جسدها ومميزاتها المادية، فهي امرأة شجاعة ولكن فوضوية، وهي عملاقة الطول، “نحيلة الجسد المجفف، محدودبة الظهر بعض الشيء، وذلك من تراكم أحمال الهجرة، التي أَحنت قامتها الجبارة، وهي جريئة، حادَّة النظرات المنبثقة من روح حطمتها الأحداث، ولكنها لم تهزمها، ووجه شوته الشمس بحرقتها، فأبقته بُنيّاً مُجعداً وهو كظيم” (ص 22).
هذه البيئة القاسية التي وجدت نفسها فيها، أثرت عليها وعلى تصرفاتها وسلوكياتها، فهي دائما مبادرة للقيام بالعمل لتخفيف وطأة الهجرة المأساوية، التي نزلت على عائلتها وعلى الشعب كصاعقة فجائية، وكأنها كابوس لا فكاك منه.
تذهب بلقيس وصاحباتها إما لجمع بقايا الزيتون لاستخدامه كوقود، كما فعلت الخريف الماضي، أو تسير نحو الجبال في الربيع الذي لا يختلف بقسوته عن بقية الفصول بالنسبة للاجئين، فهو بالنسبة للنساء فصل العمل الشاق في البحث في الجبال والوديان عن الأعشاب البرية التي تعرف اللاجئات فوائدها، وبلقيس تقود جاراتها بكل ثقة بالنفس وهمّة غير عابئة بالزواحف المخيفة ولا الحيوانات المفترسة.
والفصل الأول الذي تضمن شخصيات نسوية عديدة، والذي “برزت فيه سجايا النسوة وطبائعهن وميولهن، تسللت بلقيس منسابة كالأفعى لتحتل مكان الصدارة، حيث دار كثير من أحداث الرواية ووقائعها حولها، وتنامى بعضها قريباً منها، ومن ثم اكتسبت ما تستحقه من حضور كثير متميز يناسب دورها المحوري”(5).
أغلب شخصيات الرواية ظهر على تصرفاتها القلق والإحباط والعصبية، “والتطرف والتوتر النفسي يطبعان تصرفاتها وأفعالها بالسلوك الغريزي والرغبات الجنسية والتعبير عنها، وفي التعامل بها في مجتمع الرواية بأساليب شتى، إلا أَنَّ بلقيس طبع الاعتدال سلوكها وتصرفاتها وحديثها”(6).
ويغدق الراوي الصفات على بلقيس، فهي تعنف جارتها صالحة السمراء التي تستفسر عن طبيعة أوراق اللسينة والزعمطوط والحمّيض وغيرها، وتنقض عليها بنظرتها الثاقبة، وهي المرأة مهابة الجانب، التي تشبه “ساق شجرة برية مقاومة للجفاف والعطش، بعينيها السوداوين الصغيرتين المستديرتين، في بؤرتي تجعدات رموش ذابلة، وجفون مجففة، لوحتها حرارة الشمس” (ص24-25). هذه الصفات المكتسبة من البيئة الجديدة، والمعيشة المرة كالعلقم، تقول لجارتها: “صرت يا سمراء تجهلين أوراق اللسينة والزعمطوط والعلت والحُمِّيض؟” (ص 25). وأدركت أيضاً الصديقة والجارة حمدة المحمودية قصد بلقيس، فهزت زنارها الحرير العريض المُقَصّب، وأضافت قائلة: والشومر والزعتر، والعكوب. تم التفاهم بينهن على الانطلاق فجر الغد، وفي رمزية لافتة عندما ينطلقن وسواد الليل ما زال يغطي الأشياء، تقول إحداهن: نحن لا نعرف الوقت، فقد سرق الجنود على الحواجز العسكرية ساعاتنا، وكان الراوي يلمح أنَّ اللاجئ قد سرق زمنه، ولم يعد يعرف عدد الأيام التي يحياها في ظل هذه الظروف القاهرة والتي كان الحديث من قبل القيادات العربية إنها مؤقتة وطارئة لحين تحرير فلسطين من العصابات الصهيونية. وفي تدخل خارج عن حديث النسوة، تقول بلقيس في مرارة: “أنا لا أفهم هؤلاء الذين نسميهم “وطنيين”، بينما هم يسموننا “لاجئين”، كيف يهون عليهم أن نجوع وهم يشبعون، وكيف يُصنِّفونا أننا ناس من الدرجة الثانية بسبب الهجرة، ويجعلون أنفسهم أكابر من الدرجة الأولى، وقد كنا في حيفا ويافا وعكا أهل عِزّ وجاه، وزراعة وتجارة رابحة، وجمال أخّاذ، مثلنا مثلهم على أقل تقدير؟” (ص 49). الاحتلال قد يحتل فلسطين كلها، ويستولي على بلاد العرب كلها فيصبح كل العرب لاجئين في الصحاري ليموتوا دون ضجيج.
تعمل النساء بالأجرة اليومية في المواسم في مزارع الخُضار المروية من بئر أبو عبد النور، وعندما لا تجد الواحدة منهن عملا كانت، تذهب (تتبعَّر)، فتُلقِّط الضائع من حب شجر الزيتون بعد قطفه، ولكن بلقيس لم تكن تفعل ذلك، فهي تقول لصاحباتها: أما أنا فأقوم بالهجوم على شجرة زيتون حاملة من عينيها، تلاقيني أخرط وأحط في لباسي، حتى ينتفخ.
وهنا يخبرنا الراوي إنَّ سروال بلقيس معروف بين الجارات، وفي شرق المخيم كله، بأنه ليس سروالاً عادياً، فهو مصنوع من قماش كتان الشوادر، وطويل وعريض لدرجة أن المارّة يسمعون صوت خشخشات حراشيف وثنيات رجليه، بينما هي تسير، إنَّه مصنوع بشكل مميز ليستوعب سطوتها على ثمار زيتون الآخرين، أو على قمح بيادرهم، أو غيره من الخيرات التي يمكن الحصول عليها وإدخالها في جيب السروال. فهي تؤمن أنَّ من حقّ أولادها تناول الطعام حتى لا يموتوا جوعاً أو يصابوا بالأمراض، لذا هي تبرّر لنفسها هذا التصرف بأنَّ الضرورات تبيح المحظورات.
وتظهر جسارة بلقيس في أحد الأيام، عندما قبض أحد الوطنيين عليها، وهي تلتقط الزيتون من أرضه، فحاول أنْ يستغل الموقف، ويهينها ويراودها عن نفسها مستغلاً حالة الضعف والارتباك التي تعيشها، إلا أنها تماسكت وحدقت به، وهددته حتى خاف من أنْ يسمع أحد صراخها، فيلبسه العار، فانسحب مسرعاً يجر خلفه الفشل والعجز من نيل مراده. أمَّا هي فشعرت بقيمتها الإنسانية، وقدرتها على المقاومة والتحدي. فحدثت نفسها قائلة: إنَّ البقاء بكرامة يحتاج النضال، وإن الاستسلام يؤدي إلى الضياع والتخلي عن كل شيء. إنَّ ما تقوم بأخذه هو زكاة إجبارية من أموال الوطنيين لسد جوع أطفالها، هكذا تقول لنفسها عندما تقول لها صاحباتها إنَّ ما تقوم به يعتبر سرقة. وإنَّ سروالها يجب أن يرفعه أولادها “مثل العَلَم، ويمشوا تحته، لأنه هو الذي يطعمهم ويبعد عنهم شبح الجوع..” (ص 63). فشخصيتها قيادية، ونامية وقادرة على الفعل حتى في أحلك الظروف وأصعبها.
لقد أتقن الروائي فحماوي بناء شخصية بلقيس، ورسم أبعادها بدقة لتكون مؤهلة لحياة مليئة بالظلم والقهر والفقر.
وتقول الناقدة نجود الحوامدة: إنَّ الروائي وإنْ برع في رسم شخصية بلقيس بما يلائم ما أُسند إليها من دور في الرواية، إلا انه أيضاً بثّ لمسة ذكية في هذه الشخصية المحورية، “تتمثل في جعلها معادلاً سلوكياً للشخصيات النسوية في الرواية، اللواتي طبعت سلوكهن تصرفات مشوبة بالنزق والرغبة في البوح قولاً وفعلاً أحياناً عن معاناتهن الروحية والجسدية”(7).
لقد جهد الروائي في إسباغ الصفات الجسدية والنفسية على بلقيس ليصنع منها رمزاً صلباً قادراً على هزيمة القهر والظروف غير الإنسانية التي يعيش فيها اللاجئ الفلسطيني، ولتكون الأم التي تنجب الأمل القادم (الفتى رزق).
قدم الكاتب في روايته “صورة مشرفة للمرأة الفلسطينية الكادحة في المخيمات وأرض الشتات، وكفاحها المرير في خضم واقع قاس رهيب. إنَّ بلقيس مثال للمرأة الفلسطينية البسيطة القوية المتحدية المقاومة. إنَّ الرواية هي رواية المرأة الفلسطينية الصبورة والمجاهدة والمتمردة على واقعها البائس، وصانعة أجيال الغد، إنها رواية الشقاء والتحدي والنصر.