ثقافة وفنموضوعات رئيسية
جماليات العزف على النص للأديبة “سليمة ملّيزي،/ ناظم ناصر القريشيّ
المرأة هي عنصر الحياة الأجمل ومصدر الحضارة الحيّ، والأجمل من هذا أن تقتحم هذه المرأة ميدان الأدب وتؤكّد حضورها الإبداعيّ والثّقافيّ فيه ، وهي أكثر إشراقاً نقاءً واتّزاناً متناغما بين الحياة والحضارة، وهذا ما أثبتته الأديبة والصّحفيّة “سليمة ملّيزي”، وهي تمارس دورها التّثقيفيّ، والجماليّ، وتشارك بوعيها عبر مرجعيّاتها المعرفيّة والفكريّة ، فتنفتح على روافد ثقافيّة عديدة تدلّ على المجهود الكبير الّذي قدّمته في كتابها (قراءات أدبيّة) ، وأيضا جهودها المتواصلة في تقديم كلّ ما هو إضافة أو إضاءة للأدب، يدلّ على ثقافتها وشاعريّتها الأصيلة، و إحساسها المرهف و حضورها النّبيل ، و اطّلاعها على مدارس النّقد الحديث ، وهذا ما يعضد إبداعها وقدرتها على سبر أغوار ما يبدعه الآخرون ، فتكتب في مفتتح كتابها العبارة التّاليّة: (القراءة تفتح آفاقا واسعة للبحث ، وتنير الفكر).
سنجد في كلّ قراءة في هذا الكتاب معينا ﻻ ينضب من الثّقافة المنفتحة الواعيّة الّتي ترصد حركة المبدع، بلغة سلسة واضحة مُيسّرة وسهلة الإيقاع تُمتِّع المُتلقّي وتُوسّع أفكاره، فهي تناولت في قراءاتها مواضيع متنوّعة في الشّعر والرّواية والنّقد الأدبيّ أيضا، وهذا جهد كبير يُحسب للكاتبة “سليمة ملّيزي”.
فنجدها تكتب بكلّ رهافة ورقيّ العبارة التّاليّة عن ديوان “الورد يبكي والرّصاص يبتسم” للشّاعرة الدّكتورة سجال الرّكابي حكاية (الورد يبكي والرّصاص يضحك). كتبت بأنامل من حرير، رسمتها على مشارف النّذور بين اليقظة والسّبات، في عصر أصبحت فيه الورود تحاكي الرّصاص، وهي تتناثر بين أفراح العذارى، وهنّ يبحثن عن فرح ما بين القبور، فكرة تنطلق من قضيّة أساسيّة، أنّ الوطن هو الحياة، والحياة هي الحبّ لهذا الوطن.
ad