canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

رسالة إلى محمود درويش في يوم عيد ميلاده../ د. نهى خلف

بيوم الثقافة الوطنية الفلسطينية اليوم وبعد مرور خمسة عشر عاما على رحيلك، شكرا لك محمود درويش، لأنك كنت معلما لأجيال من الشابات والشباب الفلسطيني والعربي الّذين استوحوا من أشعارك جماليات اللغة العربية، و نميت في قلوبهم حُبّ فلسطين وضرورة التمرد على الظلم و الواقع الأليم و معنى الحرية والحلم والإبداع.

ومن الواضح أنّ أمثالك من المبدعين  لا تتكرر إلا قليل حتى في مسار التاريخ الثقافي العالمي، لأنك استطعت أن تخرج كمفكر وشاعر من حلقات المثقفين الضيقة إلى الضوء الساطع  في حياة  الجماهير الواسعة حيث كلماتك كانت تمتاز بالصدق والإنساني الممزوجة بالفكر الجدلي والسخرية.

وللأسف يدور اليوم في فلكك بعد رحيلك فئة من أشباه المثقفين الذين كانوا منذ وجودك يحاولون تقليدك أو استغلال امجادك والإدعاء بأنهم كانوا من أعز  أصدقاءك، وهم يستمرون حتى هذا اليوم بالدوران  العبثي في حلقاتهم الضيقة محاولةً منهم  المنافسة بين بعضهم  البعض والنيل على إعجابهم  لبعض بنرجسية مطلقة و بفكر فوقي ذكوري وشوفيني ولا يفكرون بالتأثير الفعلي على الوعي الجماعي و الثّوري السياسي لعامة الشعب ٠ و يتعاملون   بنخبوية و عنجهية مع كل من لا ينتمي إلى ‘شلتهم’ الضيقة.

ad

وقد ادت التكنولوجياتها الحديثة، مثل الفيسبوك على تضخيم هذه النرجسية المفتعلة حيث يكتبون في كثير من الأحيان للحصول على إشارات الإعجاب و يتنافسون على من يحصل على أكبر عدد من المعجبين.

وبالرغم من تواضعك كنت أنت يا محمود تبدو كطاؤسا بينهم، فكثير من الذين كانوا يحبونك ومعجبون بشعرك ويقدرون أهميته، كانوا يوجهون بعض النقد إليك بسبب الممارسات السياسية و الاجتماعية التي كانت سائدة في أوساط المتنفّذين الذين كانوا يعاملونك كالطفل المدلل، مما أثار بعض الحسد و الكثير من الغيرة في نفوس الشعراء الآخرون.

ورغم أنني التقيتك في مناسبات قليلة ولفترات قصيرة إلا انك كنت دائما متمكنا من التّعبير عن أفكارك بجمل مقتصرة حاملة معاني عميقة باسلوب طفولي  وبالبساطة التي يتميز بها العباقرة وأصحاب البصر و الرؤية  الشفافة والاحساس  المفرط.

فكان الطفل الساكن في أعماق قلبك الهش يقضي على الصورة الخارجية التي كانت تتسبب بتوجيه النقد  إليك والحقيقة أن كثيرا من محبيك الصادقين كانوا يخشون الاقتراب منك بسبب قدرتك على النقد اللاذع و خاصة بسبب طوق المنافقين المحيطين بِك الذين كانوا  يشعرون  بالنقص أمام  موهبتك الفكرية و النقدية الخارقة و شعرك المتميز والنقي.

والحقيقة أننا تعلمنا  الكثير منك وحفظنا قصائدك كأناشيد ملهمة تستوحي بها الروح الأمل و الطاقة على المواجهة والمقاومة والاستمرار.

كما انني شخصيا لن أنسى ابدا ما تمنّيته لي في اهدائك على ديوانك ‘لماذا تركت الحصان وحيدا’  في إحدى أمسياتك الشعرية في تونس حيث كتبت: “أتمنى لكِ الصمود أمام الرَّداءة”.

وظلت أهمية وعمق المعاني المبطنة في هذه الجملة تراودني حتى هذا اليوم خاصة اننا في مواجهة دائمة وغرق مستمر في مستنقعات الرداءة  المتفشية.

كاتبة فلسطينية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى