مُكبّلاً بالحزنِ
مسكوناً بأبياتٍ رواها شاعرٌ يَمِلُ
ترنو لأسراب الطيور الراحلة
وتعيشُ أحلاماً طواها العمرُ
واستقوى بها الأجلُ
فإذا تعِبتَ
تنام تحت أشجارٍ كانت صبايا
حينما كُنتَ فتيّا والليالي حافلة
ثمّ ترجِعُ قبل ان تصل النهايةَ
للأماني القاحلة
كي تشتري وقتاً شحيحًا
من ثوانٍ قاتلة
ويداكَ ترتعشانِ من شغَفٍ لتلك المرأة الوردة
آهٍ لو انّكَ تُتْقِنُ النسيانَ مثل الآخرين
آهٍ لو انّكَ لم تُحِبَّ ولم يعانقْكَ الحنينُ
ويصطفيكَ الياسمين
فالعمرُ أصبحَ ليس إلا بعضَ وقتٍ
في شرايين السنين
إصبرْ قليلا
فالصحاب تجمعوا في غابة الاشجانِ
ينتظرون شاهدةً
تُعلّقُ فوق صدر المقبرة
نُقِشَتْ عليها
كلُّ اسماء الذين تشبثوا بالحبِّ
كي تجد الحياةُ لهم سبيلا
إصبِرْ قليلا
الحبُ ليس غوايةً
الحب ترحالٌ وذكرى
ويدٌ تمتدُّ حين تشاءُ غاضبةً
لتحملَ من ضحاياه القتيلا
لا
لاتبتسم
وتظنَّ إني مُستهينٌ بالهوى
ان الهوى سهمٌ
واحلامٌ وبلوى
تستريح على جدار القلب
تنتظر الجوى
ليُقيمَ في الصدر طويلا
إصبر قليلا
سوف تأتيك الحرائرُ
كي تزفّكَ مرةً اخرى
ويرقصَ حولكَ الخلّانُ
رقصتَكَ التي كانت تسمًى
رقصةَ الفرسان والخيلَ الأصيلا
إصبر قليلاً
جاء دورُكَ في الطريقِ
وأنتَ تحملُ كلَّ اعباء السنينِ
وجمرةً في القلبِ
لازالت تئنُّ وتحملُ الجسد النحيلا
ضمّدْ جراحكَ واعتسلْ
من وصمةِ الوجدِ الذي القى عليكَ شباكَهُ
ثمَّ استراحا
لن يستطيع المرءُ ان يحيا
وينبُضُ قلبُهُ شغِفاً
بين السيوف الجارحاتِ
اذا رمى في حمأةِ الميدان من يده السلاحا
عرَج على ذاك الزمان المستظلِّ بروحكَ السمحاءِ واشربْ من صفاء النبعِ
رشْفَتَكَ الأخيرةَ
ثم قل للموتِ هيّا بانتظاركَ
فاقترب مني لأنّي ذلك الطفلُ الذي
شابت ذُآبَتُهُ وينتظرُ المصيرا
عجّل قليلا
فالفراشةُ لا تطيقُ العيشَ
في ظلِّ العواصفُ
كي لا يصيرَ العمرُ في الحقلِ قصيرا
زر الذهاب إلى الأعلى