canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

قراءة في قصة الشيخ بكاي القصيرة جدا:”الراجفة” / النجاح بنت محمذفال

قراءة:

(…  )

-“سمراء”.. وهنا انتهى الكلام ..

نزل الصوت من الحافة الاخرى جملة موسيقية عذبة بدت كما لو أن الفتى اليوناني “أورفيوس” يعزفها على قيثارته الخالدة..

حلت نخلة سوقاء في مهرة ضامر…

غنت طيور الوادي..

قرأ  القمر من سُور “المؤمنين”و  “الأنعام “و”الواقعة”،  و”الطور” و “الدخان”..

أطلت أفعى ذات خرطوم أحرش طويل، وذيل أسود ذي مخالب…

رفعت الافعى خرطومها إلى السماء تعوي.. وضربت بذيلها الأرض فاهتزت…

أطلق الذيل الراجفة ولم تتبعها الرادفة..

 وكان العدم…

القراءة:

تتأرجح لغة القصة بين اللطافة والعنف لتعكس حالتين شعوريتين مختلفتين .. وتطغى ثنائية التأنيث بذلك على الفردية الذكورية التي نادرا ما ترد.

يتفرد التأنيث بالحالتين الشعريتين اللطافة والعنف (سمراء ، نزل الصوت من  الحافة الاخرى جملة موسيقية عذبة ، أطلت أفعى..)

نحن إذا أمام مشاهد درامية طابعها الدرامي العنف واللطافة بحيث تتسع حلبة الصراع بين الأنا والأنا الأعلى إلى بطلين

 لكل منهما تجلياته  :            

        – القمر بصفته  الذكورية المستمدة من علاقته الإسنادية  : ( قرأ القمر).. وله  تجلياته الغيبية   التى جعلته قارئا للقرآن ناسكا متعبدا

  • سمراء تتجلى نخلة ثم مهرة ثم أفعى.

يأتي تجليها افعى ليضرب في أعماق الإبهام الذي تصدر القصة بحيث بدأت بخبر للناسخ إن مع ضمير مقدر إنها سمراء كجواب ورد ضمن حوار توارى فيه أطراف العلاقة الإسنادية كنوع من تكثيف الإبهام تحتاجه القصة القصيرة.. إنها  “سمراء”  ما تلبث ان تلعب دور “يوريديس” الفتاة اليونانية التي ترسم ملامحها الأسطورة الإغريقية  عن الموسيقي “أورفيوس” الذي تعددت عنه الأساطير المتعلقة بفشله في العثور على حبيبته بعد ان وعدته الآلهة -في الاسطورة – بالعثور عليها في العالم السفلي شرط ان يغادر العالم العلوي إلا أن التفاتته قبل الأوان بعد خروجه من العالم العلوى جعلته يفقدها من جديد فتتعدد الخيبات !!!

يحضر ” اورفيوس”  في القصة  بطلا خرافيا ليؤدي دور مستورا كبطل حقيقي في قصة الراجفة التي تستوحي من اسطورة اختفاء حبيبته دون ان تسميها. ولكن القمر ينوب عنه عندما يقرا السور القرآنية :

قرأ  القمر من سُور “المؤمنين”و  “الأنعام “و”الواقعة”،  و”الطور” و “الدخان”..

وهي سور لها شحنتها الدينية المتمثلة بأمرين:

  • الأول : صلتها في الثقافة المحظرية

أنها تشفع لقارئها يوم القيامة

  • الثاني : كونها تمثل فيعرف أقصى الأسباب لجلب الغايات؟

ومع ذلك يطول الأمد وتشتد حاجة المؤمن للصبر أمام الابتلاءات ذلك عند المسلمين كما هو الحال عند بعض فلاسفة الإغريق كآرسطو الذي يرى “أن التراجيديا بحيث هي سقوط شخصية ما في هذه المحنة ناجم عن سبب خارجي، فإن ذلك «بلية» وليس مأساة.

وعلى المستوى التراجيدي هتا تاتي بلية البطل المتوارى تارة وراء قمر يتلو وتارة وراء الموسيقي اورفيوس وتحل به البلية فتتجلى له السمراء افعى !!

في حين تحتفظ القصة بمبتغى الضبابية والإبهام في القصة القصيرة جدا فتاتي يوريديس مبهمة يعبر عنها دلاليا من خلال ورود اغاني الفتى “اورفيوس” ..

 ولاتسمح قصة الراجفة إلا بظهور البطلة سمراء بينما يظل البطل يتوارى وراء ستار الفتى اليوناني “أورفيوس” نظرا لحاجة القصة القصيرة جدا إلى الإبهام ولكنه يظهر حين يعبر عنه بالقمر القارىء لسور  ككل القرآن لها صداها في جلب أقصى الغايات ..

لكن أورفيوس- القمر المتجلى بطلا للقصة لا يصادف إلا الافعى بصفاتها الخارقة ذات القدرة البالغة على الإيذاء( أطلت أفعى ذات خرطوم أحرش طويل، وذيل أسود ذي مخالب…) كيف لا ؛ وهي الأنثى التي تتقمص كل الصفات عند عنف الصراع بين الذكورة والانوثة في حلبة الحب !

فلطالما وردت قاتلة في الشعر العربي كما في قول على الجارم

إِيَّاكِ أَنْ تَقْضِي عَلَيْهِ فَإِنَّهُ

عَرَفَ الحياةَ بحُبِّهِ إِيَّاكِ

وكما في قول غيره

لا يقتل الشرع إلا من له سبب

وانت قاتلتي ظلما وعدوانا

كما في قول ولد أحمد يورى

 عجبت من حبي لعويش ضلة

على أنها زلاء كذابة حمقى

واي فتاة اعجبتك ملاحة

إذا قلعت منها يقل الذي يبقى

لذلك أطلت  احيانا سمراء ثم افعى !!

إنها هي نفسها السمراء (-سمراء.. ) وهي نفسها التي (أطلت أفعى ذات خرطوم أحرش طويل، وذيل أسود ذي مخالب…)

تاتى قصة الراجفة لترسم ملامح ابتعاد مأساوي بين محبين استلهمتها القصة من اسطورة الموسيقى “أورفيوس” ؛   يقتصر الفعل الذكورى فيها على الغناء  كما في لوحة تصور الموسيقي الأغريقي أورفيوس يعزف الموسيقى على صخرة وتحيط به الحيوانات المنسجمة مع أنغامه، تضم اللوحة رسوما لحيوانات شتى  ضمنها الأفعى، ونظرا لحاجة القصة القصيرة جدا إلى التناقض والتضاد اطلت بطلة القصة سمراء تغني كما يغنى “أوروفيوس”

وتحضر الافعى  وهي تفترس مابين أرض وسماء الحب ..

شعور يتنامي عند الذكورة ضد الانوثة بمقتضاه “أورفيوس”ذا وفاء يطلق أغنيته الخلود بينما تسببت حبيبته في الأذي لنفسها وله بفقده إياها.

وكذلك تحولت السمراء إلى أفعى بكل تلك الصفات البالغة القدرة على الفتك دونما ذرة وفاء …

بل إن الوفاء في اغنية “اورفيوس” تحول إلى  إلى عدم (أطلق الذيل الراجفة ولم تتبعها الرادفة..

 وكان العدم…)

تأتي خاتمة قصة الراجفة لتعبر عن حكاية حب مثل قيامة ما آلت إلى بعث  فكانت  الراجفة لكن فتك الافعى” الانثى “لم يصل به إلى الرادفة..

ومن هنا كانت بلية البطل -القمر الذي بقي في حال موت بلا برزخ  !! ولا بعث!!

ماحلت به الرادفة فيدخل الجنة ويلقى الحور العين ولاهو لقي سمراء ظل يرتل من أجلها سور الدخان والطور …

تتاثر قصة الراجفة إلى حد كبير بالسريالية (Surréalisme) لكنها تحاول أن تتمرد عليها باستحداث بطل يقرأ القرآن ..

كما أنها تنحو من حيث أحداثها نحو التراجيديا  باستلهامها من فقد “اورفيوس” لحبيبته لكنها تتحرر منها حين تقصي الرادفة  (ولم تتبعها الرادفة..)

وهي بذلك تنغمس في مقتضيات الآداب العالمية لكنها تعد بمثابة تحول في الادب القصصي العربي يرنو إلى الآخر لكنه يتسامى على أن يكون هو !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى