canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

المرجعية الدينية في ألفية الجزائر /الأستاذ اعمر سطايحي  

يسألونك عن الجزائر، قل: هي المعطاءة الولادة، التي حباها الله أرضا خصبة وصحراء بها كنوز سطحية وجوفية وساحلا بطول (1200) كلم وموارد بشرية، برعت وأبدعت في مختلف مجالات الحياة، بما فيها الشِّعر، هذا الذي اتخذه شعراؤنا سلاحا، لجلب منفعة ودفع مضرّة، فكان سندا لثورة التحرير، من براثن الطغاة البغاة. وبالشِعر تغنى الشعب في الجبال والحقول وجبهات القتال، وهو مَن شحذ الهمم وألهب المشاعر،،، وزاد عن ذلك أن أرّخ (كرونولوجيا) لحقب تاريخية، بدأت منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
غير أنّ ألفية الجزائر للشاعر إبراهيم قارعلي، أرّخت منذ التواجد الفينيقي (القرن الثاني عشر، ق م) وإلى غاية الحَراك الشعبي (فيفري 2019م).

تفريشة
وبعد متابعتي النقدية، لذات الألفية، الموسومة بـ: ” متلازمة الشِعر والتاريخ “المنشورة في جريدة الشروق الإلكترونية والورقية ومجلة القبس الإلكترونية، في الثلاثي الأوّل من السنة الجارية، هاأنذا أنشر متابعة نقدية ثانية، حول المرجعية الدينية في ألفية الجزائر. ولمن يسأل أو يتساءل، عن هذا الاختيار، ولماذا المرجعية الدينية بالذات؟ أقول إنّ الحملات التي تعرّضت لها الجزائر، عبر العصور الخوالي، لم تكن بدافع توسيع الحدود، بقدر ما كانت من أجل إثبات الوجود، وبمعنى أدق، هي صراع بين الوثنية والتوحيد، وبين الكفر والإيمان، أو قل: بين المسيحية والإسلام. ففرنسا الاستدمارية، قبل سنة 1830، جلبت إلى الجزائر قساوستها ورهبانها، لأجل التمكين للمسيحية، وبهدف القضاء على عقيدة الجزائريين؛ من ذلك قدوم الكاردنال لافيجري (1892/1867)، وهو القائل- عندما وطأت قدماه هذه الأرض المحمدية -:” إنّ عهد الهلال في الجزائر قد ولى، وإنّ عهد الصليب قد بدأ، وإنّه يستمر إلى الأبد، وعلينا أن نجعل الجزائر مهدا لدولة مسيحية “.
وهاهي فرنسا، في الأشهر الأولى من احتلالها للجزائر، تُقدم على قاصمة الظَهر؛ لَمّا حوّلت المساجد إلى ثكنات وإسطبلات، وبتاريخ ( 1838/03/08)، أصدرت قرارها بمنع التعليم باللغة العربية (لغة القرآن). غير أنّ الجزائريين، تفطّنوا لنواياها الخبيثة، فكانت مقاوماتهم وثورتهم التحريرية، تحت شعار “الله أكبر”، ثورة جهادية، امتدادا للفتوحات الإسلامية من جهة، وأنّ ألفية الجزائر، جاءت حُبلى بالمعجم الشعري الديني، بأبعاده المكانية والتعبّدية والقرآنية، من جهة ثانية.

العرض:
فالدارس لهذا المعجم الشعريّ، في شقّه الديني، تستوقفه لغة بمكوّناتها، في النظرية والممارسة الدينية، بحيث تترجم علاقة الشعب المسلم بالله. ذلك المقدّس، الذي يقابله الدنيويّ المدنّس، على أن يبقى الشعر بمنأى عن الترف اللغويّ، ولا هو قالب شكليُ جاهز، مهووس بالتجريب، إنّما لغته لغاية وظيفية؛ الهدف منها، بثّ الروح في التجربة البشرية وتحريك مشاعر الناس، لتدفعهم نحو الفعل (عبادة وعملا).
وهذه عيّنات من المعجم الشعري الدينيّ، مكانيا، تعبّديا وقرآنيا، وما ترمي إليه من دلالات:
مكّة والكعبة: ترمزان إلى الجزائر
بدر، المحشر، جهنّم والقيامة: الثورة
الوادي المقدّس: هي أرض المعارك
ونمثّل للمعجم الشعري التعبّدي بـ: المساجد (06 مرات)، غار حراء، الصلاة (99 مرة)، الله (85 مرة)، الله أكبر (85 مرة)… إلخ، ومن القاموس الشعري القرآني، نسجّل: التوحيد، الملائك، الأمر شورى، النبوّة، نور السماوات، محمد (13 مرة)، الوحي الأمين، الثقلان، الجهاد (05 مرات)، الشهيد، الشهداء، الشهادة، الاستشهاد (99 مرة)، موسى عليه السلام (الجزائر)، فرعون (فرنسا)… إلخ
وانظر إلى مطلع الألفية، التي استهلها الشاعر بالتكبيرة (الله أكبر)، وقد تكررت (35 مرة):
اللهُ أكبرُ، يا جزائرُ أكبرُ *** اللهُ أكبرُ قد دعاك نفمبرُ
وختمها بـ:
صلى عليك اللهُ، خير مَنِ اصطفى
يا ربِّ صلّ على الحبيب المصطفى.
وغير بعيد عن المعجم الشعري، نبقى مع المرجعية الدينية، من زاوية ظاهرة فنّية، تُعرف بالتناص، أو لنقل الاقتباس من القرآن الكريم. فألفية الجزائر غنيّة بهذه الظاهرة، إذ أحصيت ما يزيد عن ستين اقتباسا، إن على مستوى الحَرفية وإن على مستوى المعنى، وذلك بحسب مقتضى السياقات وخاصّة الإيقاعية؛ فإن وجد الشاعرُ النص القرآنيّ، يتناسب مع إيقاع القصيدة، أبقى عليه كما ورد، وإن وجد بينها اختلافا إيقاعيا، عمد إلى الاكتفاء بمعنى النص القرآنيّ، إمّا بالتلميح وإمّا بالتصريح. خاصّة وأنّ النص الأدبي، لا يبلغ درجة الإبداع، ما لم يتّكئ على نصوص غيره من السابقين. ومما لا شكّ فيه أنّ الاقتباس من القرآن الكريم، يُضفي على النص الأدبي قوّة وجمالا لغويين وجلالا في المعاني.
على أن أكتفي ببعض التناصات، للتوضيح والاستدلال. من خلال الألفية، لأتبعها بنصوص قرآنية، اتّكأ عليها الشاعر، ونِعم السند.
ليس المسيحُ ثلاثة في واحد
حاشاك عيسى تـظـلـم المسكـينــا ( ص21 )
وهي إشارة إلى “دوناتوس” الجزاىري، وهو رجل دين مُوحّد، حارب المسيحية. فالبيت الشعريّ، مأخوذ من سورة المائدة، الآية 73، ونصّها:” لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة”
اللهُ أكبرُ، خير الماكرين يصوننا
يـحـمي الـبلاد بـردّ مَـكـر ثعالـــب
( ص34 ) في الحديث عن الولي الصالح عبد الرحمان الثعالبي.
هذا المعنى نجده في الآية (30) سورة الأنفال، في قول الله تعالى: “ويمكرون ويمكر اللهُ، واللهُ خيرُ الماكرين”.
قف بنا هنا، دارات سِرتا ها هنا
أبـدا ومـا ضلّ الفـؤاد ومـا غـوى
(ص40) وهو ما يوافق آيتين من سورة النجم (11/2)، وهما:
“ما ضلّ صاحبكم وما غوى”. “ما كذّب الفؤاد ما رأى”.
ها أنتَ في الوادي المقدّس، لا تخف فاخلـع بـهـا نـعـليك، في وادى طــوى
(ص40)، في إشارة إلى قسنطينة، وهو ما ورد في الآيتين (12/11) من سورة النجم،
“فلما أتاها نوديَ يا موسى، إنّي أنا ربُّك، فاخلع نعليك إنّك بالوادي المقدُس طُوى”.
لنبقى مع الاقتباس من قصّة موسى عليه السلام، في سورة القصص، الآية (07)، قوله تعالى: “وأوحينا إلى أُمّ موسى أن أرضعيه، فإذا خفتِ عليه فألقيه في اليمّ، ولا تخافي ولا تحزني، إنا رادوه إليك”. وها هو شاعرنا يقول في الصفحة (60):
خافت عليك كأمّ موسى قومَها
الغـدرُ طـبـعٌ فـي اللئـام مُؤكـــد.
في إشارة إلى أحمد باي، قائد المقاومة الشعبية في شرق الجزائر.
ومن سورة آل عمران، الآية (107)، نقرأ: “فألقى عصاه، فإذا هي ثعبان مُبين”. هنا قال صاحب ألفية الجزائر (ص64).
موسى كليم الله، قد ألقى العصا
فـتـحوّلـت عـجبـا إلى ثـعـبـــــان.
في إشارة إلى الشيخ الحداد…
وعندما يتناسب النص القرآنيّ مع إيقاع القصيدة،
يعمد الشاعر إلى نقله حرفيا، كما في الصفحة (67)
ولقد تركنا المعتدين كأنّهم
أعجازُ نخلٍ بئس منقعرات.
في إشارة إلى خسائر فرنسا البشرية.
تماما كما جاء في الآية (20) من سورة القمر: “تنزِع الناسَ، كأنّهم أعجاز نخلٍ منقعر”
ونقرأ في الصفحة (107) من الألفية:
هذا نفمبر في الحياة نشورها
لا تسمـعي لـغــوا ولا كِـذّابــــا.
إشارة إلى جرائم فرنسا في الجزائر.
فالمعنى والشكل، وافقا نص الآية (35) من سورة النبأ
“لا يسمعون فيها لغوا ولا كِذابا “.
وعن اللغة الشعرية عند شاعر الثورة الجزائرية محمد العيد آل خليفة، نقرأ في الصفحة (156):
المفردات سلاسل ذهبية
وكأنّها الياقوت والمَرجان.
فقط استبدل الشاعر ضميرا بضمير، فانظر إلى الآية (58) من سورة الرحمان: “كأنّهن الياقوت والمَرجان “.
سأكتفي بهذه النماذج، حصرا لا عدّا.

مسك الختام:
حقًّا، لقد استوقفتني ظاهرة الاقتباس، عند الشاعر إبراهيم قار علي، ذلك أنّ الاقتباس يُنبئ عن الزاد المعرفي والثقافي للشاعر، الذي يغرف من القرآن الكريم. فالشاعر الماهر، هو مَن يُجيد إسقاط نصوص غيره، على الأحداث والمواقف والبطولات الراهنة في شعره، فتجيء لغته بلمسة بيانية، وتكتسي معانيه عمقا وسمُوا مستمدا من سمو القرآن. باختصار، هو الجمال والجلال. وفي هذا السياق، بدا لي شاعر ألفية الجزائر، من الشعراء الذي استثناهم الله تعالى، في سورة “الشعراء”، فكان شاعرنا مستثنى منه. وهذه آيات الشعراء: “والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون. وأنّهم يقولون ما لا يفعلون. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات… “.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى